أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محمد العموش والماء














المزيد.....

محمد العموش والماء


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


محمد العموش
والماء
علاقة الإنسان بالماء علاقة حيوية، ليس لأنه سبب الحياة فحسب، بل لما يمنحه من جمال في حياتنا، ولما يثيره من رغبات/حاجات مستمرة ومتواصلة، فبعد الخريف ينتظر الناس المطر بلهفة، لكي ينعموا به وليفرحوا بمشاهدة الأرض وهي تتلقف هذا النازل بقوة إليها وفيها، الشاعر "محمد العموش" في هذه القصيدة يعطينا حقيقة الماء:
"لا ماءَ كالحُبِّ ، يروينا فَنَنتَعِشُ
فلْتكسِري الغَيمَ ، إنّي مُدنَفٌ عَطِشُ"
صدر البيت جاء أبيض وناعم: "ما، الحب، يروينا، فننتعش، وعجزه قاسي ومؤلم: "فلتكسري، مندف، عطش" وكأن البيت فصلي الخريف والشتاء، فهناك تناقض/صراع بين صدر وعجز البيت، فالماء يقابله عطش، ننتعش يقابله مندف عطش، والحب يقابله فلتكسري، وإذا ما توقفنا عند هذه المتناقضات نجدها متعلقة بالإنسان.
"ما زالَ يُصْعِدُني نُوراً لِسِدْرَتِهِ
والأرضُ كالقُنفُذِ المَرعوبِ تَنكَمِشُ"
أيضا نجد حالة التناقض بين الصدر والعجز، "يصعدني يقابلها الأرض، ونور يقابله المرعوب، وسدر يقابله تنكمش، وهذه المتناقضات متعلقة بالطبيعة، بالأرض والسماء، وهنا يستخدم الشاعر أحد عناصر الفرح، الطبيعة.
"ألفيتُ في لَوْحِها المحفوظِ قافيتي
وقَلبيَ الطِّفلُ - كالمَقرورِ - يَرتعِشُ"
وأداة الفرح الثانية الكتابة/القراءة، وها هو الشاعر يستحضرها أيضا، وهنا أيضا يستخدم الشاعر المتناقضات "الفيت يقابلها ترتعش، لكن الشاعر يحافظ على وحدة موضوع "الماء" في القصيدة من خلال أثر الماء "المقرور يرتعش، البيت متعلق بالشاعر/الناس.
"لا شيءَ كالَّنظرةِ العَجْلی على دَهَشٍ
مِنَ الجُموعِ ، لِيَحيَا الهالِكُ الدّهِشُ"
يبدو أن البيت يبعد عن موضوع الماء، لكن هناك ألفاظ متعلقة الماء، "ليحيا" وأخرى بفقدان الماء، "الهالك" وهذا ما يجعلنا نأخذه على أنه جزء من القصيدة، ونجد المتناقضات بين "يحيا الهالك، وهذا يشير إلى استمرار مسارة القصيدة على ما بدأت به، والبيت متعلق بالناس.
"أدري بأنّكِ بالخيراتِ عامِرةٌ
قلبٌ خَميرتُهُ الأشواقُ مُنتَفِشٌ"
يعطينا الشاعر أثر الماء في "الخيرات، عامرة"، والبيت متعلق بالناس.
"وَحَوْلَ رُوحكِ سُورٌ في مَهابتهِ
يُخفي الينابيعَ عنْ إغواءِ مَنْ عَطِشوا"
الماء حاضر من خلال "الينابيع، وحضر بفقدانه "عطشوا، وبها تستمر وحدة القصيدة، البيت متعلق بالناس وبالطبيعة.
"عَيناكِ قالتْ ولم تُفهَمْ حِكايتُها
أنا الخبيرُ بما في الوجهِ يُنتَقَشُ"
البيت متعلق بالشاعر، وإذا ما توقفنا عند المتناقضات التي جاءت في القصيدة، نجدها منطقية/عقلانية، وأيضا تراثية أسطورية، فتأخذنا إلى عالم صراع "البعل والموت"، بين الخصب والجذب، وأثرهما على الناس، هذا ما جاء في ملحمة "البعل" فبعودته يعم الخير ويفرح الناس، وبغيابه ينتشر الجفاف ويتأذى الناس، وهذا ما يجعلنا قول أن القصيدة أبعد من زمانها وواقعها، فهي تبحر بنا إلى تلك الأفكار والأساطير والتي كتبها الهلاليون قبل آلاف السنين، وهذا ما يجعلنا نقول أن للمكان أثره على الأديب/الشاعر، رغم الزمن، فالأرض/الجغرافيا تبقى مؤثرة وفاعلة في وجدان الإنسان، لهذا نجد التلاقي الأفكار التي جاءت في قصيدة "محمد العموش" مع ما جاء في ملحمة البعل.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس دويكات قصة الشيطان
- حرب واشواق نزهة أبو غوش
- حلم دجاجة سعادة أبو عراق
- رواية خريف يطاول الشمس نزهة أبو غوش
- مناقشة ديوان خطى الجبل للشاعر محمد علوش
- سلطان خضور -حزني وآهاتي-
- -شهيدة وشهيد- فراس حج محمد
- التراث في ديوان -سرايا-* ل خليل عانيني
- المرأة في رواية الكبسولة كميل أبو حنيش
- إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة
- ورشة نقد تناقش “قصة عشق كنعانية” للروائي صبحي فحماوي
- محمد عبد الباري خاتمة لفاتحة الطريق
- انهيار الارستقراطية في رواية - شتاء العائلة- علي بدر
- الغربة في ديوان أوراق مسافر -سامر كبه-
- جعفر بشير الشعر والشاعر
- يوميات ميكانيكية علي سفر
- اسراء عبوشي
- المرأة والسياسية عند جاسر البزور وجروان المعاني
- الادارة الفلسطينية
- القسوة في ديوان -خطى الجبل- محمد علوش


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محمد العموش والماء