أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - ابتعاد محمد عن ثقافته 2














المزيد.....

ابتعاد محمد عن ثقافته 2


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6205 - 2019 / 4 / 19 - 14:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ابتعاد محمد عن ثقافته 2
بالتأكيد لم تكن اللغة العربية البدوية الشعرية متطورا لاستيعاب المصطلحات الدينية و الثقافية و لم تكن لها كلغة هامشية لقبائل بدوية نفس المكانة التي كانت تتمتع بها السريانية و العبرية و الفارسية عندما جاء محمد بدين الاسلام باللغة العربية لذا اصبحت الحاجة ماسة الى الاستعارات خاصة من اللغات التي كانت تحمل اليهودية و المسيحية كالعبرية و الارامية او بعبارة اخرى ان محمد هو الذي فتح الباب على مصراعيه للدخيل و لكن طبعا لايمكن لومه لانه لم يكن لديه وسيلة اخرى لنشر رسالته.

و هنا مرت العربية بتأريخ يشبه الى حد كبير تأريخ اللغة الانجليزية و لكن بطرق معاكسة ففي حين غزت العربية الدول المجاورة بالفتوحات (من الثلاثي – فتح - الذي كان سابقا يشير الى قرار حربي لذا مصطلح الفتوحات) و توسعت على مساحات شاسعة تطورت الانجليزية في المرحلة الاولى بفضل غزوات الاسكندنافيين و فرنسيي نورماندي (الذين كانوا سابقا اسكندنافيين لذا تسمية النورماندي اي رجال الشمال) في المرحلة الاولى و اصبح لكاتب مسرحي مثل شكبير ممكنا لاول مرة ان يلعب على معاني المفردات و تشتهر مسرحياته في العالم بسبب غناء اللغة الانجليزية بفضل الاحتكاك بلغات الشعوب الغازية الان.

مثلما ابتعد محمد عن ثقافته لكونها كانت اقل شأنا و لا تستطيع منافسة الثقافات السريانية و العبرية و الفارسية المتطورة آنذاك و لكنه رغم ذلك اختار لغته العربية لتكون لغة القرآن لكي تفهم العرب او عامة الناس رسالته كانت اللاتينية و الفرنسية هي اللغات الاولى في الاوساط المثقفة في اوربا في القرن العاشر و الى ظهور شكسبير و كان الكاتب الانجليزي و لحين ظهور قصص Geoffry Chaucer في القرن الرابع عشر يعتذر عندما كان يختار الانجليزية للكتابة و يبرر بانه اختار الانجليزية لكي تفهم عامة الناس. هكذا نجد ايضا محمد يكرر بان القرآن الان باللغة العربية لكي تفهم و تعقل العرب و ليس هناك الان عذرا للعرب لتقول لا نفهم. لعبت الفرنسية نفس الدور المتسلط في المانيا كلغة المثقفين و لعبت الفارسية دورا كبيرا مشابها في ثقافة الاتراك و الى بروز الوعي القومي التركي.

قصة العربية و الانجليزية تشبه القصص الخرافية لا تصدق كيف استطاعت لغات هامشية و بغضون فترة قصيرة نسبيا ان تتطور بهذا الشكل ليتم تبادل الادوار تدريجيا عندما تطورت العربية (بفضل الدين و الغزوات) و الانجليزية (بفضل الغزوات و المستعمرات) من لغات هامشية الى لغات غنية متسلطة على مساحات شاسعة. اصبحت العربية لغة الشرق الاولى Lingua Franca و تطورت الانجليزية الى لغة عالمية Global English بدون منافس لدرجة لا تستطيع اليوم ان تكون باحثا اكاديميا بجد دون اتقان الانجليزية لان اللغات الاخرى تنقصها المصطلحات العلمية و الادبية في جميع الاختصاصات و في طريقها ان تتحول الى لغات الاحتياجات اليومية العامة.

هكذا وقع اختيار الاوساط العلمية و وسائل الاعلام على الانجليزية لنشر رسالاتها و هكذا بدأ العلماء و الكتاب الفرس و غيرهم من كتاب العالم الاسلامي بالكتابة باللغة العربية في المجالات العلمية و بتسلط العربية في الشرق تحولت اللغات السامية الكبيرة كالارامية الى لغة الاقليات و اغرقت اللغات الايرانية كالفارسية و الكوردية بالاستعارات العربية لتتحول بدورها الى لغات هامشية. عانت الكوردية اضافة الى تهميشها من قبل العربية بسبب تقسيم كوردستان اكثر لتتحول الى لغة لا يريد ان يتعلمها الاجنبي.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتعاد محمد عن ثقافته
- مرض التجنب
- حفريات اللغة العربية 17
- الرعية الاسلامية والمواقع الاجتماعية
- حروب الحجاب
- ذكريات ولد كوردي 26
- ذكريات ولد كوردي 25
- ذكريات ولد كوردي 24
- ذكريات ولد كوردي 23
- الجهنم تحت اقدام الامهات
- يعلِّم العرب لغتها
- التعامل مع الانسان الصعب
- المشكلة مع الشفافية
- غزوة الخندق الثانية
- اصل الخطيئة العربية
- ذكريات ولد كوردي 22
- ذكريات ولد كوردي 21
- ذكريات ولد كوردي 20
- ذكريات ولد كوردي 19
- ذكريات ولد كوردي 18


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - ابتعاد محمد عن ثقافته 2