أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مرض الكاليغولية














المزيد.....

مرض الكاليغولية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 02:38
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك مسرحية عالمية ستظلُّ ماثلةً في ذهني، قراتها كرواية للكاتب الجزائري المولد، الفرنسي الجنسية، إميل زولا المتوفى عام 1960، منذ عقود مضتْ.
هذه المسرحية الخالدة، مقتبسة من قصة واقعية عن الإمبراطور الروماني كاليغولا، عاش في القرن الأول الميلادي، هذا الإمبراطور أُصيبَ بأبشع أمراض النفس، مرض جنون العظمة، حين ظنَّ أنه خرج من حالته البشرية، وتحوَّل إلى إله معبود، يملك الأرض ومَن عليها، وما عليها، وأنه قادر على فعل كل شيء، حتى أنه حاول أن يُغير النظام الشمسي، بأن يجعل الشمس تبزغ من الغرب، لا من الشرق!
ثم، شرع في تجريب قواه على أبناء شعبه، ألغى نظام التوريث، وعيَّن نفسَه وريثا لكل الذين يموتون من رعيته، لم يكتفِ بذلك بل بلغ به مرض النرجسية، والسادية أن يلتذَ بآلام شعبه، فأغلق عليهم مخازن الحبوب، ليستمتع بصرخات الأطفال الجوعى، والشيوخ، المحتاجين.
بعدئذٍ قرر أن يُعيَّن حصانه عُضوا في البرلمان، فأدخل حصانه إلى قاعة البرلمان، وأجبر أعضاء البرلمان أن يحتفلوا به، وأن يشاطروه الاحتفال، بأن يأكلوا معه وجبةُ مكونةً من الشعير والتبن.
لم يعترض على ذلك سوى عضوُ برلمانٍ واحد فقط، هو، براكوس، تمكن في النهاية من القضاء على هذا الطاغية!
أما سببُ تذكري لهذه المسرحية، هو وجه شبهٍ بين هذه المسرحية، وبين ما يجري اليوم على مسرح العالم، فهناك شخصياتٌ من حكام العالم قريبو الشبه بكاليغولا، يُشبهونه بدرجاتٍ متفاوتة.
فالرئيس الذي يظنُّ أنه مالك لدول العالم، أي أنه إمبراطور دولي، يملك كل سجلات الطابو في العالم، هو أيضا مصابٌ بدرجة ما بهذا المرض،
فمنْ يُعطَي أرضَا لا يملكها، لوطنٍ لا يملك الأرض، هو مريض بمرض الكاليجولية!
حقيقةً، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحمل بعض جينات هذا المرض الكاليغولي، ظهرت أعراض هذا المرض في اعترافه بضم القدس لإسرائيل، متجاهلا كل القوانين والأعراف الدولية، دفعه مرضُه إلى أن يصنع وليمةً مكونة من تاريخ القدس وحضارته، يقدمها في صحنٍ ذهبي للمحتل الإسرائيلي. ثم أهدى هضبة الجولان لإسرائيل، قربانا لبناء الهيكل الثالث، متجاهلا أبجديات حقوق الإنسان، والقوانين الدولية!
يبدو أن مرض الكاليغوليه قد استفحل عند ترامب، بعد أن تخلَّص من العقلاء المحيطين به واحدا وراء الآخر!
نشرتْ صحيفةُ هآرتس، يوم 15-4 -2019 نيَّتَهُ إصدار فرمانٍ جديد، ضمن خطته صفقة القرن، يقضي بضم منطقتي، الباقورة، والغمر، لإسرائيل، وهما ملكية خالصة للأردن، لا جدال فيهما، والغريب أنه سيعوِّض الأردن عنهما بمساحتين متساويتين، ليستا ضمن حدود إسرائيل، بل ضمن حدود المملكة العربية السعودية!!
وأن صفقات قرن الرئيس الأمريكي، ترامب ستتوالى، فهو يُقرر تأسيس كونفدرالية، أردنية فلسطينية، ملفها الأمني بيد إسرائيل، سيقوم كذلك بإهداء الكتلَ الاستيطانية، ومنطقة سي الفلسطينية إلى المحتلين الإسرائيليين! وأن يمنح الفلسطينيين الغزيين أراضيَ في صحراء سيناء، للدولة الفلسطينية النهائية.
وإذا أضفنا إلى ما سبق، قرار الرئيس الأمريكي بحجب الأموال عن الأونروا، وهي منظمة خيرية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك حجب الأموال عن السلطة الفلسطينية، وإلغاء المؤسسات الأمريكية التي تقدم المعونات للفلسطينيين؛ فإن ذلك يُقرِّبُ الشبه بين مرض كاليغولا، ومرض دونالد ترامب، بل إن ترامب تفوَّق في بعض جوانب المرض على كاليغولا، حين وافق على فصل أطفال المهاجرين المساكين عبر حدوده مع المكسيك عن أبائهم، ليُجبر آباءهم على عدم الإقدام على الهجرة، مما يجعل هذا الفعل أبشع جريمة تُرتكب في حق الأطفال الأبرياء في التاريخ كلِّه!
هل تمكَّن المرضُ من ترامب لدرجة أن صار يعتقد بأنه المالك الأوحد للعالم كلِّه، وأن دول العالم بمَن عليها، وما عليها ليست سوى عقارٍ من عقارات الرئيس، دونالد ترامب، تقع جميعها ضمن صفحات كتابه المشهور(فن الصفقة) ؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سر نجاح جنرالات العسكر؟
- رفوف مكتبة الكونغرس
- حفيد غاندي
- فن الحوار
- عدوا الإعلام !!
- اليسار البائد في إسرائيل
- سلاح الوثائق
- النكز والنخس
- أسلحة اللعنات
- وظيفتان طريفتان
- شعارات انتخابية إسرائيلية عنصرية
- الفلافل
- الإرهاب اليهودي
- الأحزاب السياسية الإسرائيلية
- زفاف إلى السجن
- عملية ثقافية سرية
- حرب استيطانية
- من تراثنا الأدبي الجميل
- ادرسوا التاريخ !
- الإحصاءات والتوثيق


المزيد.....




- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مرض الكاليغولية