أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو















المزيد.....

سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 21:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


علمتنا الحياة دروساً كثيرة في طريقة تعامل الشعوب مع الأنظمة الحاكمة. فإما مجموعة قابلة بالنظام قهراً وتعبّر عنه بالسكوت و اللامبالاة خوفاً من بطشه أو العمل معه لأغراض في النفوس أو مجموعة تنطلق من قناعة مطلقة بالنظام لتتحول إلى أداة طيعة بيدهِ بغية تحقيق مآربها، او بين رافض يعبّر عنه بالسكوت ايضاً أو المعارضة . لكن حينما يتحول النظام إلى غول وذئب جارح، فالمعادلة تختلف ايضاً تبعاً لقاعدة الفعل ورد الفعل ، وهكذا تنشأ المقاومة والمعارضة المسلحة أو السلمية. وبين الجلوس على التل أو العمل لتغيير النظام مسافة اصطبغت بلون الدماء لأن غاية ألانظمة الحاكمة في العراق لم تكن خدمة الشعب والإرتقاء به الى أعلى المستويات بل إستخدامه حمّالة لبلوغ مآربها واشباع رغباتها وامراضها النفسية وكان ابرز نماذجها نظام البعث الاجرامي الدموي . فالبعض الذي كان يجلس على التل متفرجاً وما كان منه موقف سوى الدعوة بأن مقاومة النظام هي عبارة عن مغامرة تجاه نظام يمتلك الجيش والشرطة والمخابرات والطيران ناسياً أو متناسياً بأن كل هذه الادوات ممكن أن تتحول الى ادوات لانهاء هذه الانظمة والخلاص منها. ولعلي في هذا المقام استشهد بمقولة لقائد الهند العظيم "المهاتما غاندي" الذي قال يوماً: قد يتمكنوا من تعذيب جسدي، أو كسر عظامي أو حتى قتلي ، وحينها لن يكن بين ايديهم سوى جسد ميت، لكن لن يتمكنوا من جعلي عبداً مطيعاً لهم!
رحلتنا اليوم مع الشهيد النصير رعد بولص ميخو المولود عام 1963 في بلدة القوش ،محلة (سينا) والتابعة لمحافظة نينوى، والدته كانت المرحومة كتّي أبونا، اما اشقاءه فهم : إسحق، إيليا، ميخا، بنّو، اوراها وأودة ، وشقيقاته: كَوزه ـ وارو ـ جانيت ـ سلوى.
يروي صديق العائلة ألفريد ختّي بعض ذكرياته ويقول: ينحدر الشهيد رعد من عائلة فلاحية/ عمالية كادحة ذات حالة اقتصادية بسيطة ومواقف وطنية تقدمية، إذ كان والده يعمل بالفلاحة وطحن الحبوب، اما الشهيد فقد عمل في الفلاحة والعمّالة وأنهى دراسته المتوسطة، ويشار له بأنه طيب المعشر. ورغم انه يصغرني سناً حيث كنت صديقاً لشقيقه الاكبر (اودة) لكني كنت اتابع نشاطه الوطني عن قرب، لاننا من بلدة واحدة اولًا وثانياً لطبيعة الاوضاع الحساسة التي كان يشهدها العراق وقربي من عائلته .
لم يكن خبر استشهاده هو و ثمانية أنصار آخرين ( إثنان آخران من القوش) بالأمر الهين على البلدة، ولكن والحال هذا ماذا كان بالإمكان عمله سوى كظم الغضب والألم وإنتظار لحظة انجلاء هذا الليل الطويل . فقد قام مخبروا ألامن في بلدتنا بنشر خبر الإستشهاد بين ابناء البلدة وانتظار ردود افعالهم حتى يكملوا اعمالهم القذرة بالانتقام منهم. ولعلي هنا اتذكر ، والكلام مازال لصديق العائلة الفريد ختّي: فلم تتمكن العوائل من إقامة مراسم عزاء علنية، إذ تمت في السر ، وساد حزن كبير لدى معظم عوائل القوش، وبينما أجمعت الاغلبية بأنه خبر مؤسف لكن كان هناك فريقاً يقول، انه المبدأ والشهادة هي الطريق الصحيح !
أما الشهادة الثانية فكانت من رفيقه في العمل النصير كامل حمّيكا حيث يتذكّر : لقد كان لي الشرف أن اساعد الشهيد رعد (سلمان) للإلتحاق برفاقه الانصارفي الجبل عام 1982 بعد معاناة غير قليلة في الاختفاء من عيون البعث وعملائه، ناهيك عن ان الشهيد كان انساناً مبدأياً ولم يستسلم لسياسة النظام في القتل والترهيب تجاه اي انسان غير بعثي او غير موال لهم، علماً ان فرص النجاة من النظام باتت محدودة في ظل بسط قبضته الارهابية الحديدية على عموم العراق ولم يبقى امامنا سوى الجبل ومآسي الجبل!
عمل بعد التحاقه بالأنصار في السرية المستقلة في بهدينان ثم في الفوج الاول وعرف عنه جرأته وإقدامه وشجاعته.
وتعود بي الذاكرة لتلك الساعات التي حملت بين ثناياها ذاك الخبر المأساوي . فقد كان الوقت حوالي الساعة الثانية والنصف ظهراً من يوم الخميس 23 آيار 1985، وكنت أنا وبعض الرفاق بمهة حراسة في جبل القوش حينما شاهدنا سربان من الطائرات، إثنتان سمتيتان وإثنتان أليوت جنب منطقة (كَلي كورت)، وسمعنا ايضا رمي مدافع الدوشكا وصواريخ راجمة ، وزاد قلقنا بعد القصف من ان هناك حركة ما تجري هناك.
علمتُ عن تلك التفاصيل في اليوم التالي حينما زارني الرفيق جيجو ـ ابو حسن ـ وقال بأن كارثة حدثت يوم أمس وصار ينقل تفاصيلها: كانت توجد مفرزة الرفاق في حدود منطقة بيرموز ـ مجاور كَلي كورت، ويبدو ان آمر المفرزة (آمر الفوج) توفيق زوغاد والمستشار السياسي للمفرزة أبو محمود كانوا بمهمة اشراف بمنطقة قريبة، وحينما تأخرت عودتهم ساد شعور من القلق بالخشية من وقوعهم بكمين للسلطة، فتحرك الرفاق للاستطلاع بإتجاه (كفري وزير) التي تقع خلف دير الربّان هرمز، ونعتقد بأن عملاء السلطة قاموا بالابلاغ عنّا ، حتى لم يمض وقت طويل وظهرت الطائرات في سماء المنطقة فحدثت المواجهة غير المتكافئة والتي دامت حوالي النصف ساعة ما بين مقاومة الطائرات المهاجمة والقصف حيث وقع الرفاق في منطقة مكشوفة ومنبسطة تقع على يمين بلدة بيرموز، إذ تمكن منهم طيران السلطة وسقط فيها تسعة شهداء مرة واحدة، وهي تعتبر اقسى معركة قدم فيها الانصار الشيوعيين هذا العدد من الشهداء (مقارنة بجريمة بشت آشان التي اقترفها عملاء البعث من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني) اما الشهداء التسعة فكانوا : ( رياض عبد الرزاق محسن، نضال حمزاوي، جميل صالح (سماوي) ، عبد كورو (دلير)، بيير جوقي (علي) ، أبو ماريا، فرج عثمان جيكوخوي ، طلال ياقو قرياقوس (طليا)، باسل و رعد بولص ميخو (سليمان). وقد تمكن الرفاق المتبقين من سحب جثامين الشهداء ونقلها الى مقبرة بيرموز القريبة من الحدث حيث جرى دفنهم هناك.
وعلى الرغم من مضي حوالي 25 عاما على تلك الواقعة فإن رفاق الشهداء لم ينسوهم ، حيث قامت منظمة الحزب في القوش ومع الأهالي والشبيبة يوم 29 نيسان 2011 بنقل رفات ثلاث مقاتلين الى مقبرة كنيسة القوش، وكان من بينهم رفات الشهيد رعد ورفيقه طلال ياقو توماس وشقيقه خيري ياقو توماس الذي استشهد في واقعة اخرى، وسط حفل جماهيري وسياسي كبير عبّر عن وفاء البلدة لأبناءها النجباء واستنكارها للسياسات القمعية لجميع السطات الحاكمة قبلا واليوم.

الآن انقضى ذاك النظام القذر، لكن اخذ معه ارواح مئات الآلاف من الشهداء والضحايا، وخلّف الايتام والجرحى والمعوقين والمغتربين والنازحين، فهل يا ترى تعلمنا درساً ام ان المشهد سيعاود الكرّة لكن مع اوغاد وعملاء جدد. يقيني ان هناك طريقاً واحداً لخلاص العراق مما هو فيه ومركز ثقل هذا الطريق هو بيد النخب المثقفة والمفكرة والمستقلة عن المشاريع الاقليمية والدولية، نحو بناء الدولة المدنية العلمانية وضمان حرية عمل الاحزاب واحترام مبدأ التبادل السلمي للسلطة وسيادة القضاء والقانون ، بأمل ان تتوقف مآسي العراق ويبدأ السير نحو شاطئ الامان والتقدم.
** مجداً للشهيد رعد بولص ميخو ورفاقه الابطال
** المواساة لعائلته الكريمة ومحبيه واصدقائه
** العار لنظام البعث وكل من يغطي على جرائمه
كمال يلدو
نيسان 2019



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو مرشح ألانتخابات ألامريكية الاشتراكي الديمقراطي بيرني س ...
- تحية لمخترع نظام إطعام ألجياع في أمريكا، جان فان هينجل
- سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)


المزيد.....




- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...
- إندبندنت: حزب العمال يعيد نائبة طردت لاتهامها إسرائيل بالإبا ...
- كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإ ...
- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو