أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - على هامش احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد














المزيد.....

على هامش احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أصبح التعليم مقياسا لرقي الشعوب وتقدم المجتمعات، وعماد لنهضتها ورسم خريطة مستقبلها . فجودة التعليم لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن مخططات عقلانية يأخذ بعين الإعتبار مجموعة من الأجراءات التي يجب أن تستهدفها منظومة التتعليم، بدءا من المقررات الدراسية وطبيعة التكوين، باستحضار تحديات العصر الحالي، الذي يطرح إشكالات حقيقية على مستوى ربط قطاع التعليم بالشغل، وطبيعة المؤهلات التي تفرضها أسواق الشغل المتاحة خاصة في البلدان التي تعرف نقصا حادا في هذا القطاع الحيوي في البلدان التي تغيب فيها الحكامة في تدبير القطاعات الحيوية الموجهة أساسا لعامة الشعب، وأن الإختلالات التي تعرفها العملية التعليمية تنعكس سلبا على مدار سنوات طويلة على مستقبل أجيال كثيرة، وهذا ما يحصل للأسف ببلادنا، فمنذ ما يفوق 30 عاما، ما زال قطاع التعليم تحت وطأة نفس التخبط وغياب التصور لإخراج القطاع من دوامة الضياع والعشوائية، فقبل ثلاثة عقود بالكمال والتمام كان جيلنا يحتج ويدق ناقوس الخطر لما كان يخطط خلف الستار من برامج فاشلة، أسفرت عن طرد المئات إن لم نقل الآلاف من المتعلمين وحرمانهم من التعليم تحت تسميات نظام الأكاديميات الذي شرع العمل به خلال ثمانينات القرن الماضي، وضاعت حقوق أجيال بكاملها من حقها المقدس في التعليم، بفعل العقلية المتشنجة بمدبري هذا القطاع ، وبفعل حضور التصورات القاصرة وإسقاطها بالقوة على الأجيال، وغياب الرؤية المتبصرة والإستشرافية للحاجيات التي يفرضها الزمن المغربي، وقياس مدى قابليتها للنجاح والترقي بالمنظومة التعليمية الى الأمام، والقطع مع التجارب الإستنساخية والتي يتم تجريبها على أجيال ، دون استخلاص دروس الفشل التي برهنت عليه في الواقع الحي .
الواقع الحالي للمدرسة المغربية، أصبح لا يبشر بالخير بكل المقاييس، فمن خلال رصد الأوضاع العامة بالبلاد، أضحت الإحتجاجات العنوان الأبرز ليوميات هذا القطاع، واصبحت تسميات الضحايا لهذه السياسة المفلسة، متعددة ومتكتلة في إطارات تنسيقية مختلفة، ولعل آخرها التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، والتي تنضوي تحتها شريحة كبيرة من المدرسين متنشرة عبر ربوع الوطن، بدءا من فوج 2016 و 2017 و 2018 و 2019، والذي تفوق مجموعها 50 ألف أستاذة وأستاذ،وأغلبهم في سن متقدم، كانت جل الأبواب مغلقة في وجوههم منذ سنوات طويلة، قد تصل لدى البعض الى ما يفوق عن العقدين من الزمن بكثير عن تاريخ حصولهم على شواهدهم الجامعية، وقد وجدت في المباريات التي فتحت في وجوههم بقطاع التعليم فرصة للحصول على الشغل، بعد سنوات من الإنتظار القاسي في زمن مغربي لا يرحم، لكن الجهات الوصية التجأت الى انتهاج أسلوب العقدة كطريقة لا تخلو من حيلة لمحاولة التخلص من هذه الشريحة وقت ما شاءت، مع وضع شروط مجحفة في حق هذه الفئة، وإخضاعها لنوع من الإبتزاز والمضايقة في مزاولة العمل ، مستغلين الحاجة الملحة للعمل، بالرغم من قطاع التعليم بالمغرب قد شهد خصاصا كبيرا في الأطر التعليمية بسب المغادرة الطوعية ، وكان هذه الخطة كجواب عملي على سد هذا الفراغ ومحاولة التخفيف من الإكتظاظ داخل الحجرات، وهو ما تحقق هذا الهدف الى حد كبير، لكن يبدو أن السحر قد انقلب على الساحر كما يقال، فقد تصدت جموع الأساتذة لهذه الشروط التمييزية مع باقي الأطر التعليمية، ورفضت توقيع عقود ملحقة، مع مطالبتها بالإدماج في الوظيفة العمومية إسوة بباقي الموظفين بالقطاع،خاصة وأن هذه الفئة قد برهنت عن كفاءة واستعداد للتضحية من أجل التربية والتعليم، وأن أغلبهم منتشرون في مناطق قروية بعيدة، ويكابدون متاعب كثيرة ، نتيجة بعد المسافات ووعورة التضاريس وغياب وسائل النقل ورداءة الطرقات، علاوة على انعدام التجهيزات الدراسية والسكن الوظيفي، والمخاطر الأمنية التي تتعرض لها الأسرة التعليمية في البوادي المغربية.
فمن خلال هذه الأصوات التي تصدح ليل نهار، من خلال إعلانها لبرنامج نضالي على مدار الأسبوع الحالي، عبر تنظيم وقفات اجتجاجية أمام مقرات الأكاديمية الجهوية، واعتصامات ليلية، والإستجابية الكبيرة للهيئة التنسيقية لهذه الشريحة ، تبين بما لا يدع مجالا للشك بأن الأساتذة الذين فرض عليهم التقاعد، عازمون على المضي بعيدا بملفهم المطلبي، الى غاية تحقيق مطلبهم الأساسي وهو الإدماج والإستغناء عن وثيقة الملحق التي تلوح بها الأكاديميات، وهو ما يستوجب الإصغاء الى هذه الأصوات المحتجة، ودراسة ملفها قبل فوات الأوان، ذلك أن اعتماد رؤية استباقية لحل المشاكل يشكل انتصارا على التحديات المتزايدة التي يعيشها قطاع التعليم، والتي أصبحت متوارثة منذ زمن بعيد، وأصبحت اليوم تتراكم دون أن تجد حلولا واقعية لإخراج منظومة التربية والتعليم من أزمته الحالية، وهذا المدخل لا يمكن أن يتحقق إلا بالإصغاء الجيد لمطالب الأسرة التعليمية والإهتمام بوضعها المادي والنفسي كشرط أولي لتنهض هذه الأخيرة بمهمتها على أحسن وجه في التربية والتكوين لأجيال الغد، بعيدا عن المقاربة الأمنية التي تخلف ضحايا وأعطاب جسدية ونفسية في جسم هذه الأسرة، والتي لن تكون حلا في مقاربة واقعية وحكيمة لجوهر المشكلة المطروحة .





#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياقة والتهور = الموت .
- أكل غلتهم وسب ملتهم
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 6
- جعجعة بلا طحين عنوان لائق
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 4
- روايات كنفاني وسحر الكلمة
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - على هامش احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد