أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - أكل غلتهم وسب ملتهم














المزيد.....

أكل غلتهم وسب ملتهم


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6148 - 2019 / 2 / 17 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه قصة واقعية بطلها رجل سلطة برتبة قائد في زمن الوزير ادريس البصري الذي كان قويا بجبروته وسلطته القمعية،والذي كانت وزارته ( الداخلية ) تسمى بأم الوزارات بجميع المقاييس، وكل سياسة تنتهج يحب أن تمر عبرها، ويرخي بوصايته على جميع المصالح والوزارات بدون أن أي نقاش، خلال مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، كان ذلك القائد المنحدر من مدينة فاس، معروف بجبروته، وشجعه في جمع المال، بعدما وجد فرصة مواتية من خلال بعض الأعيان والبرجوازية الطفيلية الذين كانوا سائدين وقتذاك، وهم مستعدين لتقديم خدماتهم بسخاء لامحدود ، لنماذج هذه الكائنات السلطوية التي عانت منها المنطقة لسنوات طويلة، فلم تسلم الحركة التلاميذية التي تزامنت مع تواجد هذا السلطوي الفض مع اشتداد المد النضالي للحراك التلاميذي بالمدينة والنواحي، فكان يقوم بجلد وتعذيب كل تلميذ يتم اعتقاله من أزقة المدينة، أو تعقب كل عنصر نشيط بعدما يوشي باسمه ذلك المدير المتجبر والذي امتاز بتنمره على المتمدرسين والمدرسين على حد سواء، شخصيا تعرضت بصحبة ثلاثة زملاء تلاميذ على يده بوابل من أشكال العنف الجسدي والنفسي، طيلة يوم كامل داخل مقر القيادة،بحضور عنصر من المخابرات السيء الذكر الذي كان شغله الشاغل هو تعقب أنفاس التلاميذ، لمجرد مطالبتهم بتوفير جو الدراسة بالثانوية الذي كان مفقودا بشكل تام، سوى من أشكال الترهيب والعسكرة والترهيب الذي كانت تعاني منه الثانوية والمناطق المجاورة لها، واستعراض العضلات والإستنفار وحالات الطواريء.
هذا القائد المتجبر والذي كان مولعا ومعروفا أيضا بحبه للحفلات والتهام المأكولات، فكان ملجؤه اليومي هو أحد المطاعم الواقع بوسط المدينة والذي كان معروفا بتحضير أطيب وأشهى المأكولات البلدي والعصري ، والذي يقصده كل فترة الزوال، ليقوم بالتهام ما شاء له وطاب، بل وأنه كام يقتحم المطبخ بنفسه ليقوم بملإ الصحون بيده بما اشتهت إليه ذائقته النهمة الى الأكل والإفتراس، خاصة وأنه كان يعيش لوحده في السكن الوظيفي الذي يعتمره بالجوار، بعدما قيل بأن حرمه قد رفضت السكن بهذه المدينة التي كانت مغبرة أو رفضت الإقامة معه حسب بعض الفضوليين والعارفين بخبايا الأمور، وكانت وضعية المدينة تنم عن حجم التهميش الذي طالها على يد المجالس القروية التي تعاقبت على تسييرها .
يروي محدثي ، بأنه يوما كان ذلك القائد بصحبة ثلة من الأعيان الذين دأبوا على الجلوس مع القائد المذكور واصطحابه أينما حل وارتحل، والذين كانوا يعتبرون أنفسهم من صفوة القوم، ومن علية المجتمع، لكونهم يمتلكون الأموال وأصحاب العقارات المبنية والعارية،وبالتالي فإن شأن المضاربات العقارية كانت مصدر تبادل المصالح والزبانة بينهم وبين ذلك الرجل السلطوي السيء الذكر،والتي ما تزال بعض أزقة المدينة تشهد على الخروقات القضيعة في مجال التعمير، والإلتواء في الأزقة وقضم الفضاء العام، فبينما كانوا جالسين يتجاذبون أطراف الحديث في إحدى المقاهي المجاورة، بينما كان شهر رمضان على الأبواب، فأخبرهم ، وهو الخبر الذي يعلمونه جيدا بأنهم يجب عليهم أن يتناوبوا طيلة شهر رمضان على مده بالحريرة قبل آذان المغرب، وقد استجابوا بكل طلاقة وعفوية عن طلب القائد، لكنهم ورغبة منهم في إضفاء نوع من المرح على الجلسة، فقد صرحوا له بأن الحريرة المحلية ليس كما هي معروفة لدى المنطقة التي ينحدر منها، وهو تعبير عن قبولهم الطلب لكن المشروط بهذا المعطى، سارعوا الى إخباره قبل أن ينفجر في وجههم يوما بأن حريرتهم غير لذيذة كما يجب، فكان من ذلك القائد أن اقترح عليهم بأن يأتوا بزوجاتهم إليه ليتكلف يتعليمهن أدبيات تحضير الحريرة الفاسية التي يريدها هو ويتذوقها، وأنه في كل يوم يجب أن تحضر إحداها ليعلمها كيفية طبخ الحريرة اللذيذة، والتوابل التي يجب استحضارها في الإعداد، لتكون في مستوى النكهة والمذاق السلطوي للقائد السيء الذكر، فابتلعوا ريقهم، والتوت ألسنهم في فمهم صامتين ، فيما القائد كان يقهقه بصوت مرتفع وشرع في جلسة ضحكات هيستيرية متقطعة و لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، وكأنه قد سجل هدفا مميزا في مرمى الخصم، فكانت هذه الواقعة محط التندر وتواتر الألسن في تلك المرحلة بين أبناء المنطقة، فقد أصاب أحدهم حينما قال بأنه أحسن جزاء لهم عن حسن ضيافتهم للقائد الذي أكل غلتهم وسب في ملتهم ، ومرغ سمعتهم في مزيد من الوحل .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 6
- جعجعة بلا طحين عنوان لائق
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 4
- روايات كنفاني وسحر الكلمة
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - أكل غلتهم وسب ملتهم