أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الصراخ ليس هو عين الصواب














المزيد.....

الصراخ ليس هو عين الصواب


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظواهر أصبحت تثير انتباه العادي والبادي لطريقة مناقشة البعض للقضايا التي يكونون مدعوين للمشاركة فيها في اللقاءات المفتوحة ، بمقرات الأحزاب السياسية أو الإطارات الجمعوية، وفي برامج لقنوات إعلامية محلية أو دولية معروفة، حينما تكون مداخلات البعض على عكس الآخرين، فتلاحظ وثيرة صوتهم أعلى بكثير، رغم أن الفضاء يكون هادءا ولايدعو الأمر الى الزيادة من وتيرة الصوت على شكل صراخ أحيانا، صوت زائد بشكل واضح عن اللزوم والإعتياد .
فقد يقع البعض أو الكثيرين أسرئ طريقة هذا المشارك أو المحاور الذي يختار منهجية معهودة لديه ولربما محبذة ،فتلتقط آذانهم كل ما تلفظه شفاهه من عبارات تبدو مع نبرات الصوت ساحرة، يعتبرونها عين العقل والحقيقة، خاصة وأن الرفع من الصوت الى درجة الصراخ يجعل المتتبع يقع فريسة خطاب أي خطاب، مفروض عليه الإنتباه، وبنبرة صوتية مثيرة، وكأن صاحبها يريد أن يقدم شيئا مفاجئا واكتشافا فريدا لا يعلمه غيره،على خلاف المشاركين معه من زملائه المشاركين في المنصة او البلاتو أو المتتبعين من الجمهورالحاضر أو المشاهدين على اختلاف جنسياتهم ومواقعهم الجغرافية، مع العلم بأن هذه الطينة من الذين نلفي عينات منهم كثر في حياتنا اليومية، أشبه بأولئك الذين كسدت سلعهم في السوق الأسبوعي ويلتجؤون الى الصراخ كأسلوب لإثارة انتباه المارة والمتسوقين الذين لم ينتبهوا الى وجوده في السوق، على شكل دعاية جاذبة لأكبر عدد من الناس الذين يمكن أن يفتتنوا أوعلهم يقبلون على شراء وقبول سلعته المعروضة للبيع.
لكل خبراء علم النفس له رأي آخر في هذا المضمار، إذ يربط أحيانا بين استفحال حالة الشك ورفع الصوت وعدم اليقين لصاحب الخطاب الذي يتعمد الى الكلام بصوت مرتفع وعلاقته بالثقة بالنفس وطبيعة الشخصية، وبين الأفكار التي يريد إيصالها الى الحاضرين من حوله أو المشاهدين والمتتبعين بعيدا أو قريبا،حيث يريد أن يصفي نوعا من المشروعية والحقيقة الساطعة من خلال الصراخ، لعلمه في قرارة نفسه بأنه الأسلوب القادر على النفاد الى أذهان المشاهدين، لزعزعة قناعاتهم وزرع نوع من الشك في القناعات الشخصية، والبداهات التي قد تكون مترسبة في أذهاننا ،ذكرتني هذه الظاهرة التي غالبا ما نعيشها يوميا،في حياتنا، بواقعة قرأت عنها بين صفحات مجلة الطريق أثناء انعقاد ندوة فكرية عقدت خلال سنوت الثمانينات نظمتها تلك المجلة اللبنانية، وقد استدعت اليها مفكران معروفان، لا داعي لذكرهما، فغصت القاعة عن آخرها، فكان أحد هذين الضيفين أثناء تدخلاته، يرفع من صوته بشكل مثير، يصل الى فرض سلطة صوته وإجبار الكل على متابعته لما يقول، ولا يدع مجالا لأحد بأن يفتح نقاشا جانبيا أو ثنائيا، في حين أن الثاني كان يتدخل يكل هدوء وبصوت خفيض لايكاد أن يسمع من هو جالس في الصفوف الخلفية، وقد انقسمت القاعة بين من يناصر صاحب الصوت المرتفع وبين من يناصر صاحب الصوت المنخفض، وأثناء استراحة شاي، توجه بعض المناصرين للطرح الذي دافع عنه صاحب الصوت المنخفض،وهم متجمعين حوله، وعابوا عليه عدم رفع صوته أيضا، وكم كانوا يتمنون أن يصرخ هو أيضا كما كان يفعل زميله، لكن صاحبنا ابتسم كثيرا، وقبل أن تستأنف جلسة الندوة أسر لهم بأنه واثق من ما يقول فلاداعي لإزعاج الناس بالصراخ، لأن هذا الأخير دليل على أن ثمة خلل لدى صاحبه إما أنه يعاني من صعوبة السمع أو خلل في الأفكار والمعلومات التي يريد أو يوزعها على السامعين والمشاهدين من حوله.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- رئيس الأركان الإسرائيلي يلغي زيارة لواشنطن بسبب تعثر مفاوضات ...
- غزة تنعى عشرات الشهداء بنيران الاحتلال والتجويع
- أولوية الصلاة تشعل حربا عجيبة بين كمبوديا وتايلند
- مسؤول روسي يُغضب ترامب ويلوح بـ-اليد الميتة-، فكيف تعمل؟
- صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقو ...
- ذوبان الأنهار الجليدية في تركيا مؤشر على أزمة مناخية
- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الصراخ ليس هو عين الصواب