أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الفقدان














المزيد.....

الفقدان


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


اشعر بالعجز ، تناقشني فيما أنا به ، تجعلني أرى الأسباب ، والمس النتائج ، مقتنعة تمام الاقتناع أنني توصلت لوحدي الى النتيجة التي أجدها ساطعة أمام عيني ، تدلهم الخطوب ، واعجز عن رؤية الطريق الصائب الصحيح ، تأتي أنت بابتسامتك الواثقة ، لتزيل ما اعترى ذهني من التباس ، تبدد معالم الشك والارتياب بقدرتي على اجتياز السبيل ، تقنعني بطريقتك الحبيبة في الإقناع أنني يجب ان أؤمن بنفسي بعد إيماني بالله وان اعتمد على ذاتي في تذليل الصعاب التي أجدها أشواكا تعرقل الاستمتاع بما احصل عليه من ورود عابقة بالأريج ، جياشة بالعطر الجميل ، لم تفرق بالمعاملة بيننا نحن الأشقاء ، تحبنا جميعا بنفس الدرجة العالية ، تمنحنا الدفء نفسه والحنان عينه ، تعلمنا ان الأب معاملة حانية ،، وحازمة، حنان متدفق ، دفء متواصل ، تعليم مستمر ، تبيان الخطأ والإرشاد الى الصواب ،، ان الحياة جميلة وإننا يجب ان نتعلم العطاء مثلما تعلمنا الأخذ ، اختلف معك أحيانا بسبب انني لا أرى مثل الذي تراه لآني لم أجرب الحياة مثلك وما زالت نظرتي قاصرة عن الإلمام بنظرتك للأمور ، وأحيانا لان عمري الصغير آنذاك صور لي ان الاختلاف لمجرد الاختلاف قد يكسب المرء غنى ليس بطاقته ان يكسبه ، تسمعني بتلك القدرة على الفهم ، ابدي وجهات نظري ، وأنت صامت ، تناقشني فيما اختلفنا به دون ان يرتفع لك صوت ، ولم أرك تغضب وان تفند آرائي التي أراها الآن خاطئة ولم أكن أقوى على مصارحتك انها خاطئة ، حسدني الجميع عليك ، لم تستعمل العنف في تقويمي وكثيرا ما يخطيء الإنسان ، ولم اسمع منك كلمة خشنة ، آباء صديقاتي كانوا يضربون بناتهم بالحزام دون ان يبالوا انهن فتيات وحرام ان يضربن بباقات الورود ، الم يقل الرسول الكريم رفقا بالقوارير ، تخرج معي ونذهب الى دور الكتب نشتري كتابا معينا او للسوق فتختار لي ما أريد بذوقك الذي حسدني عليه الجميع ، ما ان تنتقي لي شيئا حتى تسارع صديقاتي الى امتداحه بسبب الجمال والروعة المتصف بها ، ولم تكن تلك الصديقات ينتبهن لما كنت اختاره انا ، تراني إحداهن وآنت تسير بجانبي ، وتسألني في اليوم التالي ، من اين لك هذا الشاب الوسيم ؟ ، تضيق بي الحياة ، وتندلع أمامي نيرانها ، فلا اجد من يستطيع ان يطفيء حرائقي المندلعة الا أنت ، اهرع إليك أحدثك بمتاعبي ، ويأتيني صوتك الواثق الهاديء ليطمئنني ان الدنيا ما زالت بخير ، وان مصائبي ليست مصائب بالحقيقة وإنما هي كالملح والفلفل الذي نجعل الطعام به لذيذا يقبل الناس على تناوله باشتياق ، أقنعتني ايها العزيز ان مشاكلي ليست بشيء اذا ما قورنت بمشاكل الناس الآخرين ، وفرت لي كل شيء ، كلنا أحببناك بقوة ، ما ان نحتاجك حتى تترك كل شيء لتسارع الى نجدتنا ، اشتاق الى رؤيتك ، سنين طويلة مرت ولم أكحل العين ، برؤيتك البهيجة ، يرعبني ما حل بك وكأن عقودا فصلت بيننا ، لقد أنهكوك ايها العزيز ، اغتالوا فرحتك بتآزر أسرتك وتلاحمها ، قضوا على حياة والدك ، و أجبروك الا تخبر أحدا بالنبأ والا تقيم مجالس العزاء ،، والا أبادوا جميع أفراد أسرتك المتواجدين بينهم ، أحاط بك الحزن من كل جانب ،،، ولم تعرف ما ذا تفعل والأسرة المتعاونة المتآلفة ،،يغتال أفرادها الواحد تلو الآخر ، تمني النفس ان احد أولادك الموقوفين ما زال حيا ، وانه سيخرج وتتمكن من رؤيته ، ولكن أحلامك وتمنياتنا أيها العزيز قد تحولت سرابا حين علمنا ان جميع الموقوفين قد أبيدوا ، حكم عليهم بالموت ونفذ الحكم دون ان نعلم بالآمر ، لم يكلفوا أنفسهم ان يخبرونا ، ولماذا ينبئونا ونحن مجرد أرقام ايها العزيز ، تغيرت كثيرا ، هالني ما وجدته من تراجع في صحتك وأنت الممتليء بالشباب ، تستقبل يومك بابتسامة واثقة كانوا يقولون لي أنت تشبهينه ، ولكن بون شاسع بينك وبينه ، فأين الشمعة من الشمس الساطعة ؟ واليوم تغادر دون وداع ، اسمع بالخبر ، فأقف ملتاعة ، من يقف بجانبي في هذا الخضم الهائل ، من يريني بثقته معالم الطريق التي أكون عاجزة عن رؤيتها لوحدي ، لا اصدق انك رحلت ، وأنني لااراك بعد الان ، وأنني من العجز بحيث لا أستطيع الرؤية يدونك يا اعز الناس ، وأكثرهم شجاعة ونبلا ونصاعة ، لقد تركتني ورحلت وبقيت وحيدة رغم ان الكثير يحيطون بي ، ولكن شتان بينك وبينهم ايها العزيز ، اللهم ارحم حالي وارأف بي واعني على استرجاع قوتي التي سلبها مني الفقدان



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب المبدعة العربية ، ما الاسباب ؟
- من هو المثقف ؟
- لائحة الاتهام تطول : قصة قصيرة
- انسبوا الكتابات لاصحابها ،، اعزائي
- الفرق بين المجاملة والنفاق
- مفهوم الصداقة
- رسالة اليك لن ابعثها
- الضمير ؟ هل موجود حقا ؟ ام في عقولنا فقط ؟
- التجربة الادبية
- احترام الانسان
- ما هو النجاح ؟
- نهار رائق
- ما اجتمع اثنان الا والشيطان ثالثهما
- طال الانتظار
- اعياد الربيع : قصة قصيرة
- دع القلق وابدأ الحياة
- الاسلوب الادبي
- سأعود بعد ساعة
- مع سبق الاصرار والترصد
- المجتمع وقضية المراة


المزيد.....




- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الفقدان