أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - الطُز فلسفةٌ














المزيد.....

الطُز فلسفةٌ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارَت تصريحاتُ المرشدِ العامِ للإخوانِ المسلمين صخباً لما فيها من فظاظةِ واستهانةِ بأساسيات المواطنةِ خاصةً مع تصورِ أنهم أهلٌ لحكمٍ. ولوضعِ الأمورِ في إطارِها لا بدَ أن نَدرُسَ جيداً مغزى تلك التصريحاتِ، فهي ليست فلتاتِ لسانٍ مضي به قطارُ العمرِ طويلاً.
طظ في مصرِ واللي جابوها، ركن أساسي في تفكير المتدثرين بالشعاراتِ الدينيةِ، مفهومُ المواطنةِ لا اعتبارَ له، طظ فيه، الجنسيةُ تسقطُ أمامَ العالميةِ التي يتصورونها، الدينُ أُنزِلَ للاِنتشارِ في الأرضِ، لحكمِها، بلا عوائقٍ من حدودٍ سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ أو دينيةٍ. علي كلِ البشرِ أياً كانت أماكنُهم علي الكرةِ الأرضيةِ، الانضواءُ تحتَه بأي ثمنٍ، ولو كان الواقعُ يأبي ويرفضُ، ومن هنا كانت هلاميةُ وضبابيةُ الشعاراتِ عن الحلِ الموعودِ، طظ فيها الكفايةُ.
فلسفةُ الطظِ تقومُ علي الاستهانةِ بالواقعِ، وافتراضِ واقعٍ آخرٍ والعملِ علي فرضِه، علانيةً وخفيةً. استمالةُ العامةِ من أهم أسسِ تلك الفلسفةِ، فهُم الصخبُ والضوضاءُ والصراخُ والتهييجُ ووقودُ أي استعراضٍ للقوةِ أو ممارسةٍ لها. الطظ لا تري في المثقفين فائدةٌ، كلامُهم يكشفُ المستورَ، من الضروري إخراسُهم بالإرهاب المادي والمعنوي، طظ فيهم.
ولما كانت فلسفةُ الطظ ترفض الاِختلافَ في العقيدة والرأي فمن الطبيعي أن يكون المخالفون من درجةٍ أدني، طظ فيهم، حقوقُهم منقوصةٌ، إن وُجِدَت، وجودُهم ذاتُه غيرُ مرغوبٍ، ما يحصلون عليه ليس إلا تكَرُمٍ ومَنحِ، فتاتٌ تقتضيه شعاراتُ العدالةِ والعالميةِ.
المرأةُ في فلسفةِ الطظ عورةٌ، نقطةُ ضعفٍ، مصدرُ الخطيئةِ، عقلُها أقلُ، طظ فيها، تعليمُها لا يجوزُ أن يخرجَ عن إطارٍ معينٍ حفاظاً علي كيانِ المجتمعِ، المجتمعُ الموعودُ، في الخيالِ. المرأةُ لا يجوزُ أن تشغلَ إلا وظائفٍ بعينها لحدودٍ يستحيلُ تخطيها، كله في سبيلِ خيرِ المجتمعِ، مجتمعُ الخيالِ.
أما الحكمُ في فلسفةِ الطظ فلا يكون إلا للصفوةِ، من واضعي الشعاراتِ، المهيمنين علي الحياةِ بكلِ ما فيها، هم مصدرُ القانونِ، قانونُهم، اِنتقائي، يري ما يريدُ ويتعامي عما عداه، طظ في الديمقراطية. المحسوبيةُ تُقنَنُ، يوجَدُ لها مُستحِقون، طظ في الخبرةِ والكفاءةِ، ، طظ في المصلحةِ العامةِ، المهمُ الولاءُ والاقتناعُ، ولو كان كاذباً ناقصاً منافقاً.
في شعوبٍ يسودُها الإحباطُ تَروجُ فلسفةُ الطظ؛ الظلمُ الاجتماعي والسياسي يدفَعُ لها، الفشلُ في كلِ المجالاتِ يؤدي إليها، إنها بديلٌ، رغم هلاميتِها وضبابيتِها، عن وضعٍ بائسٍ لم يقدم إلا الخرابَ. ليس بمستغربٍ أن يكونُ لها أنصارٌ، ولو كان فيها التعامي عن الواقعِ، التعامي الذي أخرجَ عالمَنا من دنيا الأحرارِ بعدما تبنت الدولةُ العثمانية ذات الفلسفة، فلسفةُ الطظ.
مشكلتُنا الرئيسيةُ أننا في مجتمعاتٍ لا تؤمنُ بالعلمِ ولا بعظاتِ التاريخِ، ولو كان تاريخُها المفُعَمُ بالمآسي والأخطاءِ والكوارثِ، كارثةٌ تجتاحُه تلو الأخري، تُزلزلُ كيانَه، النسيانُ سيدٌ، الجهلُ ملكٌ، الطظ فلسفةٌ عدميةٌ، الكوارثُ حتميةٌ، الانقراضُ مصيرٌ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم
- اللعبُ بالبيضةِ والحجرِ .. عندنا وحدنا
- الكسوف لم يعد من المعجزات
- الرجلُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ .. والنسبيةُ العربيةُ
- شيلوه من فَوقي وإلا مَوَته
- التعليم..عندنا وفي العالم
- الغزوة المباركة بالكاسيت
- أي تعليم وأي جودة؟
- المرأةُ ما بين الشعاراتِ والواقعِ
- المِصريون مَعصورون
- تعليقٌ علي تعليقاتِ .. مرة أخري
- دمٌ رخيصٌ
- مقاطعة الدنمارك .. ثم ماذا؟
- حماس .. أي نموذج؟
- اختيار الوزراء .. من حق الشعب أولاً
- تعليقٌ علي تعليقاتِ
- .. لتشغيل المحجبات
- الحَجُ مرآة
- إسرائيل لن تموت ولن تتيتم
- مأساة اللاجئين السودانيين .. اعتياد الخطأ


المزيد.....




- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...
- 40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
- بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
- غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال ...
- “نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - الطُز فلسفةٌ