أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد بندي - بين الرصافة و الجسر















المزيد.....

بين الرصافة و الجسر


نوزاد بندي
کاتب و شاعر

(Nawzad Bandy)


الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


بين الرصافة و الجسر،واقع آليم في خيال مؤلم


بين الرصافة و الجسر واحدة من الروايات الآربع للدکتورة حنان المسعودي عن الدار و مکتبة براء ..
حکاية ترويها راوي مقنع نکتشف هويتها في اخر کلمة في الرواية انە العراق ..
رواية مقسمة لتسع فصول تبداء کل فصل منها بعدد سبعة : سبعة احلام ، سبعة باوندات ،سبعة ايام ،سبعة اخوة ،سبع سيمفونيات ،سبع رصاصات ، سبع مواد ، سبعة اقدار.
و عدد ٧ مقتبسة من ازليات هذا العدد ، سموات السبع ، طبقات الارض السبع ، سبع سنبلات ....الی اخرە ..وهي بدورها تاکيد علی ديمومة الحال و الاستمرارية الی اجل غير معلوم..
و کل الشخصيات المذکورة في القصة تکاد تکون متشابهة حد النخاع ... فکلهم مطمورين في اوحال ما يسمی بالوطن الغير مستقر الغيرمنظم بالمرة .. کلهم مهددون ..کلهم لديهم عاهة ..کلهم لا حول لهم و لا قوة لهم ، الا الدعاء ..کلهم راض في زنزانتە و همە الوحید المحافظة عليها و البقاء علی قيد الملل ..
زياد يحاول ايجاد رفات والدە المفقود ..دينا تحاول فقدان وزنها الزائد لکي تربح اعجاب استاذ معاذ ، مروان و صبا تحاولان بناء العش الزوجي بالرغم من اختلاف مذهبيهما ، عبدالعزيز يحاول کسب درجة الامتياز و قلب فاتنتە ، شيرين همها الوحيدة تترکز في کون قريبە سيروان يمتلک کل شيء ما عدی التحصيل الدراسي و التي تعتبرها نقطة ضعف حبيبە المناظل ..حيدر يحب صبا في السر حتی تقول لنا الراوية ان صبا حتی لو يتزوج مروان من بنت خالە ،لا تنتهي مفعولها .. زهراء بمثابة مفتاح الامان للاصدقاء و بنک المعلومات و اخيرا تقع هي ايضا اسيرة حب زياد ..و معاذ تعشق دينا في السر ...و تقريبا کل الشخصيات تنتمي لعوائل مرموقة مهذبة وطنية و ذات ارث تحصيل علمي ابا عن الجد ..و کل العوائل انجبت مرة او مرتان او ثلاث علی اکثر التقدير ...هذە الشخصيات السبع ، جامعيين في جامعة بغداد ، تربطهم اواصر الدراسة و المتفجرات و اللجلطات القلبية و هموم المذهبية و البحث عن الامان و الحب و الرقي ...مع ان الواقع يقول غير ذلک لانهم بطبيعة الحال ولدوا علی البقعة الخاطئة ، البقعة التي صنفت عالميا کسوق للاسلحة و مسرحا للحروب و محطة لبترول المستعمرين تتحکم عن بعد عن طريق اسماء و شعارات و اهازيج و رموز و مذاهب و کتل و و و ..اليات ظاهرها حق و باطنها باطل تراد بهم ابطال الثروة البشرية و النفطية الهائلة لهذە البقعة ..
لذلک تجد احدهم تصبح اشلاء لو لا تاخر عن الموعد ربع ساعة ..و تجد الاخر بدل ما تمر علی مراکز البحث العلمي ، تمر علی مراکز الطب العدلي للبحث عن رفات والدە ..حيث يدفع راتبا شهريا لعامل في الطب العدلي حتی يخابرە حال وصول جثث جديدة للمعمل التي انتاجە الوحيد هي الجثث و اشلاء ..فيری اشلاء مقطعة و ادمغة مفتوحة بحثا عن والده و لا يهمه المشاهد تلک لانە عائد الی معمل صخم و ليس لە دخل و لا حول و لا قوة لتغيرها ..و الامل الوحيد لزياد ايجاد رفات والدە حتی يدفنە في قبر لائق لانە و بالرغم من کونە جامعيا الا انە ينتمي الی بلد يكرم فيە الاموات و يعذب فيە الاحياء ..لذلک تمتلک اکبر مقبرة في العالم کلە .. معمل للقتل عبر التاريخ و بالتالي امتلاک اکبر مقبرة في العالم حق شرعي لە و يجب ان لا ينافسە اقوام و اوطان اخرين ..
بين الرصافة و الجسر ، رواية تتجسد هشاشة الحياة في هذە البقعة في العالم ..تعلمنا بانە لا يوجد في هذە البقعة ما عدى الموت و الاحاديث المطولة والبکاء و الصراخ و التسمر امام الاخبار الدامية امام الذبح البشري مع المبايعة المستمرة لادامة هذە المسرحیة المملة المفجعة الدامية من قبل اصحاب القرار امثال والدين مروان و والدين صبا ..و کذلک عن طريق السکوت الجماعي لبقية الخرفان او الدواجن التي لم تاتي بعد حظهم من الذبح و عليهم الانتظار بشغف مع ترديد شعارات و دعوات لبقاء صاحب المزرعة محفوضا مرفوع الراس ابيا مغوارا حتی يذبح بقية العباد الصالحين کما نص عليه برامج الاستعمار عن البعد .
تنتهي الرواية کما بدات ..لا جديد ...انفجارات ماتم اخبار سيئة خيبة بؤس ....مع بعض شعارات مملة مثلا لا اترک العراق مهما يکون ..نبقی و نتکاتف ..علينا ان نستمر ...و يتظاهرون ليست ضد السلطة التي اهملت المواطنين و جعلهم هم يقومون بمهام الحکومة من البحث عن جثث ذويهم ..من البحث عن عمل بعد قتل و ذبح ازواجهم ..الی اخرە ، بينما يتظاهرون ضد سقوط مدينة الموصل و صلاح الدين ...لکنهم لا يسالون اين الحکومة و الجيش و الثروة النفطية الهائلة التي نسجت ثوب الفقر و القتل و الجهل لنا بينما نسجت الرقي و التطور و الانشراح الاقتصادي لترکيا مثلا ...تذکرني هذە المشاهد المضحکة المبکية ببيت شعري لنزار القباني :

ما دخل اليهود من حدودنا
بل تسربوا کالنمل من عيوبنا

لو قرا الرواية نفر من المريخ لاستنتج ان الهدف والغاية الوحيدة للجامعيين و الجامعيات بعد التخرچ هي الزواج ..فقط الزواج .
و لعل السطر الوحيد الذي اعتبرە صادقا ، قول زياد الملقب بالمشاغب : ( اخذوا الوطن و رجعوا لي والدي )
و عندي بعض الملاحظات الصميمية ، منها ان الرواية يجب ان لا تکون هوية للکاتب او الکاتبة و تحافظ فيها عن ابجدياتە الشخصية مثلا کل الذين عبروا المرحلة الجامعية یسالون : اين القبل مروان و صبا مثلا ؟ اي جامعي او الجامعية يقول او تقول جدلا والدتي تزوركم حتی نقرآ الفاتحة الخميس ؟ اصلا ١٪ من علاقات الحب الجامعية تنتهي بالزواج کون ان الزوجة يجب ان تقل خمس سنوات علی الاقل عن زوجە تلک عادة متبعة ، بينما الکاتبة بنت لكلهم اعِشاش زوجية حتی زياد و زهراء كي لا تؤنبها ضميرها ..!
اين نقد السلطات في النص و خصوصا عند الجامعيين ؟ اين التمرد الحاصل و بکثرة عند الجامعيين نتيجة لکل هذا التخلف المبرمجة و المدعمة من قبل السلطات او الريموت کونترولات ؟
اين الحدث البارز في الرواية ؟ اين البطل الرئيسي في النص ؟ اين ردود افعال الطلاب عند بناء الجدار في مقهی الجامعة تفصل الاناث عن الذکور ؟ و هل بنوە اصلا ؟ ثم شاب مثقف عاشق مثل مروان عندما يفتح موضوع تعلقە بصبا مع والدە حيث يلعبون الشطرنج ، فاذا بالوالد يظربە راجديا و يبصق في وجهە ..!!! هل هذا الموقف المفاجيء قابل الحدوث و هل شاب عصري مثل مروان يقبل هذە الرذالة و لا يهاجم والدە او لا ينتحر مثلا ؟؟ و لکن في سياق النص مروان لا يتحرک کالحمل الوديع و يقبل الضرب و البصق و وئد عشقە الغالي و يقبل الزواج من بنت خالە ..
انه العراق ..كيفهما ترسمه يبقى ناقص المعالم و الزوايا .. كونه قطعة من الحروب اللامعقولة بحيث لا تستوعبها الادب الملتزم كالذي ارادتها حنان المسعودي .. انه مادة اولية للادب الساخر مثل ما قام به غوغول لتجسيد الهيكل المنهار المتعفن لروسيا القيصرية عن طريق ادب الساخر لان فجاعة الكارثة لا تستوعبها ادب الجاد الملتزم .. كذلك ما قام به عزيز نسين لكي يعبر عن المجتمع التركي الكمالي المنهار و المتعفن عن طريق ادبه الساخر ...



#نوزاد_بندي (هاشتاغ)       Nawzad_Bandy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات بلد ذابل
- توقعات
- الموجود
- سخافات يومية
- برودة الجو و الكورتان
- تحذی-;-رات
- تحذی-;---;--رات
- هنا العراق ...
- ذكريات تحت القصف
- كلمات خارج نطاق الشعر
- كلمات غير متجانسة
- الخريف و اشياء اخرى غيرمسمى بعد
- قصيدة متفجرة
- شظايا لقصيدة ما
- صورمن اْكذوبة اسمهاالوطن
- مصر ام الدنيا
- ملاحقات ...قصيدة
- تتمات ........قصيدة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد بندي - بين الرصافة و الجسر