أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم صفي الدين - كيف يدعو الأزهر إلى التجديد ويرفض التطوير؟














المزيد.....

كيف يدعو الأزهر إلى التجديد ويرفض التطوير؟


سليم صفي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتشر في الآونة الآخيرة تصريح للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يتكلم فيه عن تعدد الزوجات، وجاء التصريح كالآتى: "إن أولى القضايا التي تحتاج إلى تجديد هي قضايا المرأة، لأن المرأة هي نصف المجتمع، وعدم الاهتمام بها يجعلنا كما لو كنا نمشي على ساق واحدة".

وأتوقف هنا عند كلمة "تجديد".. ما مقصد شيخ الأزهر منها؟ وهل التجديد يشمل قضايا بعينها؟ أذكّر الدكتور الطيب بأنه وأزهره كانا أول الرافضين بل والمكفرين لدولة تونس؛ بعدما أخذت على عاتقها "التجديد في قضايا المرأة" وقررت المساواة في الميراث، على أن يترك الأمر لمن يريد السير على الشريعة لرغبته. وقتها خرج الأزهر ببيان أشبه بإعلان حالة الحرب وفرض حظر التجوال ضد هذا "الكفر" البيّن الذي اقترفته الحكومة التونسية، وعلى رأسها الرئيس باجي قايد السبسي. ذلك فضلا عن الاقتراح الذي تقدمت به مؤسسة الرئاسة منذ عدة سنوات -بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي- بضرورة تطوير الخطاب الديني، وتحدث وقتها السيسي في عدة قضايا أهمها "الطلاق الشفهي"، وحينها أقام الأزهر الدنيا ولم يقعدها، وكان ذلك بقيادة شيخ الأزهر الذي يُنَظّر حاليًّا لضرورة التجديد في قضايا المرأة، وكأن الميراث والطلاق الشفهي ليسا من قضايا المرأة.

علماء الأزهر، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الثورات التكنولوجية والتطور العلمي غير المسبوق، يتكلمون في برامج تتاح لهم بالساعات عن ضرب المرأة في الإسلام، ومتى يقع الطلاق ومتى يعتبر لغوًا... إلى آخر تلك المسائل التى لا تدل إلا على أناس منفصلين تمامًا عن الواقع، هذا فضلاً عن اكتشاف السيد علي جمعة الذى أذهل العالم، وهو شرحه بالبرهان مكان وجود يأجوج ومأجوج! ولا أفهم لماذا لا نقتلهم –يأجوج ومأجوج- ونغير سيناريو النهاية!

ميزانية وزارة الأوقاف 10 مليارات جنيه، والأزهر نحو 12 مليار جنيه، في حين صرح الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومى للسينما، ومستشار وزير الثقافة للسينما، في يونيو 2018، بأن 90% من الميزانية المخصصة للوزارة تُهدَر كرواتب للموظفين لديها. وهنا نعود إلى ما سبق وتكلمنا فيه من أن المواجهات الأمنية للفكر المتطرف وحدها لا تكفي، لأن أصحاب تلك الأفكار موجودون داخل مؤسسات تدعمها الدولة، مثل الأزهر. وحتى يتسنى للدولة مواجهة الأفكار المنحرفة، يجب -بالتوازي مع المواجهات الأمنية- شن مواجهات فكرية، يصنعها أرباب الفكر والكتّاب وصناع السينما والفن عمومًا، وحتى يتحقق ذلك يجب فتح المنابر الإعلامية لهم، والتبديل بين الأزهر والثقافة في الميزانية، فضلاً عن مصادرة الأصول المملوكة للأوقاف عمومًا -سواء المستغل أو غير المستغل- التي تتخطى التريليون جنيه، وضمها جميعًا إلى وزارة التربية والتعليم.

إن المستقبل، كما قال الراحل الدكتور فرج فودة، يصنعه "القلم لا السواك، والعمل لا الاعتزال، والعقل لا الدروشة، والمنطق لا الرصاص". والتطوير -وهو يعني اصطلاحًا التعديل والتحسين- لن يحدث على أيدي من كرسوا للرجعية والتخلف عن ركب الحضارة.

اصنعوا المستقبل بتقييد رجال الدين، فالفكر الديني كما قال نصر حامد أبو زيد: "يجعل للماضي أولوية وجودية ومعرفية بحيث يصبح الجوهر الثابت، وتتحول علاقة الحاضر به إلى علاقة تبعية وخضوع".. فإلى متى يخضع الحاضر النسبي المتطور، للماضي الثابت المتحجر؟ إلى متى يخضع القانون المدني المتغير، للمادة الثانية من الدستور؟



#سليم_صفي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديهيات حقوق الإنسان
- ظاهرة الإلحاد بين الحوار الفلسفى والإرهاب الدينى
- الأزهر يحارب الدولة؟
- حول تصريحات السيسى
- جمهورية بامبوزيا
- فض اشتباك رابعة والنهضة
- يناير.. من حلم التغيير إلى كبت الوطن
- سيدى الرئيس.. نظرة دون خوف
- الأحوال الشخصية وقانون -ع-
- بين فراقين.. صديقى الذى لم يَعُد
- حرب الأسئلة «السؤال المناسب»
- الإله بين الكفر بالذات والإيمان الاجتماعى.. «الذات والإله»
- ارحل يا سيسى؟!
- فرج فودة الذى قتله الجميع
- بين زعيمين
- رمضان كريم
- «من اليقين إلى الشك» 3 الحقيقة التائهة
- «من اليقين إلى الشك» 2 حائر فى حضرة رئيس تحرير متصوف
- «من اليقين إلى الشك» 1 حسن ومرقص وبوذا
- «المصدومون فى الإله».. لعنة شريعتى


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم صفي الدين - كيف يدعو الأزهر إلى التجديد ويرفض التطوير؟