أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - اصفر الشمس والشعاع البهلواني














المزيد.....

اصفر الشمس والشعاع البهلواني


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6160 - 2019 / 3 / 1 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


غدا يبتدأ الربيع، ويختفي الحشيش الأصفر والأعشاب الصفراء وتورق الكروم بوريقاتها الصفراء الندية، (وفي كل عام ينضج العنب-ابو نؤاس) وستغمرنا الصهباء(الصفراء) بعطرها وكرمها وندمائها.
في منتصف العصر البرونزي – قبل او بعد سنة 3000- قبل الميلاد تم اكتشاف الفضة ثم الذهب في مكان ما من الشرق الاوسط، ومنذ ذلك الحين والى الان فان هذا العنصر الاصفر (الذهب) أحد عناصر الطبيعة يشكل العمود الفقري لكل التبادلات الاقتصادية والتجارية الهامة وعند كل الشعوب تقريبا، وبريقه اللماع العجيب لم يخفت ابدا لا في رموز الروح ولا في اغطية الجسد، وما زلنا نسمع صيحة ماركس: هذا المعدن الرنان ….. هذا المعدن الرنان
انه نفسه اصفر الذهب والجائزة الاولى بالرياضة، علامات التحذير الصفراء في شاحنات النقل الكبيرة، اصفر الشمس والشعاع البهلواني واصفر الجبناء واصفر اللؤماء، والمرارة والكاري الهندي وطيور الكناري الصفراء والمؤخرة الصفراء لاجمل البلابل المغردة بالعراق (مثل طيز البلبل-تشبيه عامي شائع يردده العراقيون)، وهناك لون اصفر مميز في ريش الطاووس يصعب رسمه جدا بالعكس من اصفر عباد الشمس الشائع باللوحات الأوربية، وكلمة-لوتوم- اللاتينية تعني الطين ومنها -لوتاسنت- بمعنى الطابوق الأصفر حيث وصف قدماء الرومان طاق كسرى في منطقة سلمان باك بالعراق بالقوس الاصفر، فهو اكبر قوس مبني بالطابوق الطيني المفخور بالتاريخ، وقد وصفوا اهرامات مصر بالصفراء أيضا، وعلى الأرجح لانعكاس شعاع الشمس على سطوحها بقوة، وكان الطابق الرابع من الجنائن المعلقة في بابل مخصصا لإله الشمس

هذا هو الاصفر نجده متشربا ومنعكساً في لا نهاية من التنوع في الأخلاق والهواجس كما في المجتمع والطبيعة، فهو أكثر الألوان تميزاً وبريقا بالنهار، والبشرية كلها تغتسل كل نهار بوهج الشمس الاصفر الذهبي، المنبعث من زاوية واحدة لكنه يغطي كل الجهات والزوايا
هالة القديسين في الرسوم الجدارية الدينية وعلامات الطرق الخارجية وعيد الفصح لونها اصفر والربيع اصفر/اخضر، والكثير من جمال الخريف يدين بشكل أساسي لتنويعات وتدرجات الأصفر حيث ترى في اوراقه الذابلة جميع الألوان ما عدا الأزرق.
رائحة الزعفران الأصفر والشمس الكريمة، لون الجبن والزبد والاسفنج والزرنيخ وضوء الشموع والمروج العطشى، كلها اصفر
لقد نضج التمر يعني صار اصفراً مليحاً، أشهر ما قاله نبي المسلمين المدمن على الجنس وربما كانت بيده مسبحة الكهرب الصفراء قبل ان يفض البكارة.
ولون الأسلاك الكهربائية الخطيرة والموز والرخاء والسعادة عند المصريين كلها صفراء
واشتهرت الحضارة المصرية القديمة خاصة، في البراعة في انتاج انواع متعددة وتدرجات لونية جميلة كثيرة للأصفر، عرفت في تاريخ الفن باسم -الالوان المصرية الصفراء- او اختصارا -الاصفر المصري-، وظلت هذه الالوان الصفراء تحديدا لغزا محيرا للكثير من الآثاريين، نظرا لبراعة الحرفيين المصريين القدماء في خلط النسب الكيميائية المكونة لأصباغهم وعدم قدرة الاخرين على تقليدها، ولعدم وجود شبيه لها خاصة في الغرب حتى العصور الحديثة
وتخلو اعلام جميع الدول العربية من الاصفر والازرق لان البدو يتشائمون منهما، رغم انه أكثر الالوان شعبية عند شعوب الشرق الاوسط واقلها شعبية في اوربا، وأنك لا تجد في صحاري العرب الواسعة سوى الرمال الصفراء.
ويصف الفلكيون الشمس بانها قزم اصفر، حجمها ودرجة حرارتها وسط بين النجوم الملتهبة عالية الحرارة الكبيرة والنجوم الملتهبة الأقل حرارة والصغيرة بالحجم.
وهذا شيئا من غناء محمود درويش:
أزهار صفراء توسع ضوء الغرفة
وخيط اصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة
الأزهار الصفراء تضيئني وتذيب عتمتي
الأصفر لون الصوت المبحوح
اما نزار قباني فيقول مخاطباً رداءاً اصفر:
يامريض الخيوط، يا اصفر الهمسِ
وربما لا يوجد شعب بالعالم ارتبط اسمه باللون الاصفر مثل الشعب الصيني، فهو الجنس الاصفر (لا يوجد تعليل علمي متفق عليه عن سبب ميل لون اجسادهم نحو الاصفر) الذي يعيش على سواحل البحر الاصفر، والذي اسس حضاراته على ضفاف النهر الاصفر، التي من حكامها الامبراطور الاصفر (اسطوري) والذي يعزى اليه انشاء الطب الصيني وزرق الابر.
واخيرا
هل رأيت في حياتك قطاً اصفر؟



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من تاريخ اللون الاسود في العراق
- نافذة صغيرة على الزمن
- عقيدة اللون الاخضر
- حديث اللوحة
- حصان الثورة
- الصورة في مجتمع يكره الصورة
- تأملات في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر البلشفية
- الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية
- العباءة السوداء والعمامة السوداء
- التقدمية وخيبة الامل الحديثة
- جواد سليم في معرض للمخابرات المركزية الامريكية
- من دولة الخروف الاسود الى دولة العمامة السوداء
- ربع قرن في تدمير العراق
- عوالم الانسان الحي
- حرب الالوان العالمية
- الاله اشور ملحمة ومأساة جديدة
- الفن واختراع الكتابة والقراءة
- البعد الرابع في الثقافة والتفكير العالمي المعاصر
- وسط هذا الصخب
- الاحمر والاسود والاول من ايار


المزيد.....




- أيمن زيدان اعتذر.. إليكم ردود أفعال فنانين سوريين على -تحرير ...
- 6 أفلام جسدت سقوط طغاة وانهيار أنظمة استبدادية
- احتفالات وسخرية واعتذار.. هكذا تفاعل فنانو سوريا مع سقوط بشا ...
- دمشق الفيحاء في عيون الشعراء
- اضبط تردد قناة روتانا سينما عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أجد ...
- سكونية الثقافة وقلق الشعب والوطن
- العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
- موسيقى الاحد: هندل وثيودورا
- -فكيف ليلُ فتى الفتيان في حلبِ؟-.. مختارات القصيد من أشعار ا ...
- إشارة بث قوية.. تردد قناة وناسة كيدز 2025 لمتابعة أهم القنوا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - اصفر الشمس والشعاع البهلواني