أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - الحكم الرشيد وبعض متطلبات الإصلاح















المزيد.....

الحكم الرشيد وبعض متطلبات الإصلاح


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 6160 - 2019 / 3 / 1 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف البنك الدولي مفهوم الحكم الرشيد بأنها "الطريقة التي تباشر بها السلطة في إدارة موارد الدولة الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق التنمية. ويبدو جلياً أن هذا المفهوم يتسع لأجهزة الحكومة كما يضم غيرها من المؤسسات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني”. ويثير هذا المفهوم أهمية قواعد السلوك وشكل المؤسسات، وأساليب العمل المرعية بما تتضمنه من حوافز للسلوك.
وتعرف منظمة الشفافية الدولية الحكم الرشيد بأنه: "هو الغاية الحاصلة من تكاتف جهود كل من الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومختلف المواطنين في مكافحة ظاهرة الفساد، بداية من جمع المعلومات وتحليلها ونشرها لزيادة الوعي العام حول الظاهرة، وخلق آليات تمكن هذه الأطراف من القضاء على الظاهرة أو على الأقل التقليص منها".
حدد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة مجموعة معايير للحكم الرشيد أبرزها :
1- حق مشاركة جميع أفراد الشعب بالتصويت في الإنتخابات بكل حرية وأمان, وضمان حرية تشكيل النقابات والجمعيات والأحزاب السياسية.
2 - سيادة القانون وضمان نظام قضائي شفاف ونزيه بحث يكون الناس جميعا سواسية أمام القانون, لا فرق بين فقيرهم وغنيهم ,أو كبيرهم وصغيرهم, في إطار ما يحدده القانون تحقيقا للعدل والإنصاف.
3 -الشفافية بتوفير جميع المعلومات وجعلها في متناول من يحتاج إليها بما يضمن حقوق الناس.
4 - الإستجابة السريعة لتلبية حاجات الناس المشروعة بموجب القوانين المرعية .
5- المساواة بين الناس وضمان كل ذي حق حقه .
6 - إستغلال الموارد المادية والبشرية المتاحة بكفاءة عالية بتحقيق تنمية شاملة مستدامة لمصلحة البلاد والعباد.
7- مساءلة ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بالمال العام والكسب غير المشروع, وإجتثاث كل أشكال الفساد المالي والإداري ومحاسبة الفاسدين والمفسدين.
8- النزاهة بالتعامل بالمال العام والحرص على صيانته بإتخاذ كافة الإجراءات التي تؤمن حسن تصرف جميع الرؤساء والمرؤسين في المؤسسات العامة والخاصة طبقا للقوانين والأنظمة المرعية.
9 -الرؤية الإستراتيجية الطموحة لتطوير المجتمع حاضرا ومستقبلا عبر خطط علمية تنفذ ضمن مدد زمنية محددة , والقدرة على تصحيح مسارات تنفيذها ومعالجة أية إنحرافات قد تظهر أثناء تنفيذها .
وضعت هيئة البنك الدولي( 22 )مؤشرا لاختبار وتحقيق الحكم الرشيد، ( 12) مؤشراً منها للمـساءلة العامة في أربعة مجالات هي : درجة انفتاح المؤسسات السياسية في البلد,و درجة المشاركة السياسية ونوعيتها, ودرجة الشفافية ومدى القبول الذي تحظى به الحكومة لدى الشعب, ودرجة المساءلة السياسية.وتشمل البيانات الموضوعات الآتية : الحقوق السياسية للأفراد ,الحريات المدنية ,حريةالصحافة ,الأداء السياسي ,التوظيف لدى الجهاز التنفيذي , تنافسية التوظيف ,انفتاح التوظيف ,المشاركة في التوظيف ,القيود لدى التنفيذ ,المساءلة الديمقراطية ,الشفافية. و(10 )مؤشرات تخص جودة الإدارة,لقياس حدود الفساد في مجال إدارة الموارد وإدارة السوق ومدى احترام الحكومة للقوانين، ويشمل بيانات حول: درجة الفساد، نوعية الإدارة، حقوق الملكية، الإدارة المالية، تخصيص الموارد، احترام وتطبيق القانون، السوق الموازي.
يتم ترتيب الدول بحسب موقعها من هذه المقاييس على سلم يتكـون من( 173) رتبة بحسب عدد دول العينة التي تؤخذ من مناطق مختلفة وحسب مستويات دخل مختلفة أيضا، ويحسب معدل صلاح الحكم, وتتراوح علامة الدولة من صفر إلى( 100) حسب درجة صلاح الحكم. وتُغطي الأسئلة حقولا عدة وحيوية تجسد مدى اندماج الشعوب في مسار أنظمتها الحاكمة.
حدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أربعة مجالات (للحكم الرشيد) أو الحوكمـة هي:
1.الحوكمة الإقتصادية : يتضمن هذا النوع من الحوكمة، عمليات اتخاذ القرارات التي تؤثر بشكل مباشر أو غيـر مباشر في النشاطات الاقتصادية في الدولة.
2.الحوكمة السياسية: يوجد هذا النوع من الحوكمة في مجال آليات اتخاذ القرارات السياسـية وتطبيقهـا وسـن القوانين والتشريعات في الدولة.
3.الحوكمة الإدارية : هي نظام لتطبيق السياسات من خلال مؤسسات القطاع العام التي يجب أن تتصـف بالكفاءة، والاستقلالية، والمساءلة، والشفافية.
4.الحوكمة الشاملة:هي العمليات التي تؤدي إلى مستوى معيشة أفضل لجميع أفراد المجتمع, وضمان الحرية والأمن والآمان والخدمات الصحية.
تعرف منظمة الشفافية الدولية الفساد على أنه سوء استعمال الوظيفة في القطاع العام من أجل تحقيق مكاسب شخصية ولا تميز المنظمة بين الفساد الإداري والفساد السياسي والفساد المالي. وترى أن عمليات الفساد تسلب البلدان طاقاتها وتمثل عقبة كأداء في طريق التنمية.وتشير تقارير المنظمة التي دأبت على إصدارها سنويا منذ العام 1995إلى أن السودان وسورية واليمن والعراق وليبيا هي أكثر الدول العربية فسادا , وأنها تقع في أعلى سلم دول العالم الأكثر فسادا. ولعل الإرهاب وعدم الإستقراروالفوضى التي تعم هذه البلدان وسوء الإدارة وضعف الوازع الأخلاقي برغم ظاهرة التدين التي تطفو على السطح, السبب الرئيس لظاهرة الفساد المستفحلة والتي يبدو أنها باتت وباءا مستوطنا في هذه البلدان.
ولأجل إقامة نظام حكم رشيد في أي بلد من البلدان ومنها العراق ,لابد أن تتوفر شروط معينة ذاتية وموضوعية , نذكرهنا البعض منها :
1-القيادة السياسية المدنية الواعية والمدركة لحاجات الناس , والقادرة على رسم السياسات الصحيحة وتنفيذها , عبر برامج وخطط علمية سليمة لتحقيق تنمية مستدامة ملبية لحاجات الناس المشروعة وحقهم بالعيش الكريم.
2.نشر التعليم بأنواعه ومراحله وجعله متاحا لجميع الناس كالماء والهواء , إذ أن لاشيئ يمكن أن يفضي إلى تقدم ونهضة حقيقة سواه.
3.بناء منظومة قضائية قوية لا تأخذها في الحق لومة لائم.
4.إبعاد المجتمع عن كل أشكال العسكرة أوحمل السلاح تحت أية ذريعة أو مسمى أو لأي سبب كان.
5. التصالح مع الذات ومع الآخرين ونبذ كل أشكال الحقد والضغينة والتباغض , فالآخر هو إما أخوك في الدين أو قرينك في الإنسانية كما يؤكد ذلك سيد البلاغة الإمام علي (ع) .
6.إدراك أن الوطن للجميع ومن حق جميع مواطنيه العيش فيه بأمن وامان والتمتع بخيراته .
7.ضمان حرية الرأي والمعتقد , حيث لا يجوز إستعبادهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
8.تأكيد الهوية الوطنية الجامعة لكل المواطنين بصرف النظر عن إنتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية .
9.الإبتعاد عن أشكال الصراعات الإقليمية والدولية , وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار.
وهنا نقول أن جاء أعلاه لا يتحق بالتمني , بل يستلزم عمل وطني دؤوب ومثابر بكل الوسائل السلمية المتاحة في إطار برنامج وطني شامل بعيدا عن تأثيرات المصالح الإقليمية والدولية , يسعى لتحقيقه مفكرو الأمة ومثقفيها كل من موقعه وبحدود قدراته وإمكاناته , بخلق وعي وطني شامل أولا , والسعي لتوفير البيئة المناسبة لتحقيقه. وبذلك يمكن بناء نظام حكم رشيد يضمن العيش الكريم لجميع أفراد شعبه ,والله المستعان.



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهيار القيم الجامعية في العراق ... مسؤولية من ؟
- مجلس التعليم العالي ... ضمان إستقلالية الجامعات
- الإدارة الجامعية الرشيدة ... مفتاح النهوض بالتعليم العالي في ...
- حديث ذو شجون في الوطنية والقومية والطائفية
- هل بات العراق عصيا على الديمقراطية ؟
- عودة العشائرية في العراق ... عودة جاهلية
- التلوث البيئي في العراق ... مسؤولية من ؟
- التربية والتعليم في العراق ... جمود فكري وتخلف حضاري
- ثقافتنا هويتنا
- التظاهرات الإيرانية .... قراءة موضوعية
- الديمقراطية وأحزاب العراق السياسية
- فوضى التعليم العالي في العراق... التعليم الأهلي إنموذجا
- كركوك وتداعيات إستفتاء إقليم كردستان
- إستقلالية الجامعات
- نظرة في التركيبة السكانية لدول الخليج العربي
- إنقلب السحر على الساحر .... وإنكشف المستور
- لمصلحة من تقرع طبول الحرب ؟
- مكافحة الإرهاب : هل أضلت قمة الرياض طريقها ؟
- نسمع جعجعة ولا نرى طحينا .... الإصلاح أفعال لا أقوال
- بعض تداعيات قانون الحشد الشعبي


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - الحكم الرشيد وبعض متطلبات الإصلاح