أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - حول تعزيز القوات العسكرية الامريكية في العراق ومنطلقات سياستنا















المزيد.....

حول تعزيز القوات العسكرية الامريكية في العراق ومنطلقات سياستنا


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول تعزيز القوات العسكرية الامريكية في العراق
ومنطلقات سياستنا
مؤيد احمد
تتجه انظار المجتمع منذ فترة ليست بقليلة نحو تصاعد دور أمريكا العسكري والسياسي في العراق. في مواجهة هذا الوضع، تتصاعد الأصوات من داخل بعض أوساط الجماهير في وسط وجنوب العراق بضرورة اخراج القوات الامريكية من العراق، ولكن وبالمقابل، هناك أوهام داخل قطاعات أخرى من الجماهير تفضل الوجود الأمريكي لكونه سيضع حدا لحكم تيارات الإسلام السياسي وتطاولات الميليشيات وسيطرتها على الحكم ومقدرات الجماهير. كما وفي هذه الأجواء، كثيرا ما نسمع تصريحات يدلي بها ممثلو القوى الميليشية المسلحة والفاعلة في العراق، والتي هي بالأساس موالية لإيران، تؤكد على ان تنصاع أمريكا لطلبهم السياسي بترك العراق والا سيلجؤون الى طرد تلك القوى عن طريق العنف و"المقاومة"، أي الاعمال العسكرية والعنيفة. القصة لا تنتهي هنا، بل تذهب الشائعات ابعد من ذلك وتتخيل سيناريوهات مختلفة منها احتمالات قيام أمريكا بانقلاب عسكري في العراق، او اخذ زمام الامور بأيديها مباشرة خلال الفترة القليلة القادمة. اما فيما يخص حكومة عبد المهدي فأنها اكتفت بإعلان عدد القوات الامريكية في العراق والتأكيد على ان مهمة تلك القوات هي فقط لتدريب قوات الحكومة العراقية.
تتغير ردود الأفعال حول هذه التطورات في المناطق الغربية من العراق، الرمادي وصلاح الدين وغيرها، وفي إقليم كوردستان، حيث ان المنطقتين متأثرتين بالأساس بنفوذ الأفق السياسي واستراتيجيات القوى القومية والإسلامية -القومية السائدة هناك. هذه الافاق، خلقت اوهاما لدى بعض أوساط سكان هذه المناطق، اذ ومن حيث اتجاهها العام، ترى أمريكا اهون الشرين في الخيار بين قوى تيارات الإسلام السياسي الشيعي وميليشياتها وبين امريكا.
فما هو اذن موقف الشيوعيين وتحديدا منظمة البديل الشيوعي من هذه المسألة؟.
موقفنا السياسي تجاه تدخلات أمريكا في العراق هو ادانتها ومناهضتها والنضال من اجل انهاء وجودها العسكري فيه. نحن كمنظمة شيوعية وبروليتارية فاعلة داخل العراق وكفصيل اممي من فصائل الحركة الشيوعية العالمية والبروليتارية نناهض بشدة سياسات واستراتيجية أمريكا داخل العراق ونقف بوجه الصفقات والارتباطات التي تعقدها السلطات الحاكمة في العراق وبعض القوى السياسية مع أمريكا لتحقيق مصالحها واستراتيجيتها.
ان تاريخ هذه الدولة الإمبريالية، ومنذ ان أصبحت قطبا دوليا إمبرياليا وشرطي العالم، هو تاريخ ارتكاب الحروب والمجازر الشنيعة وممارسة إرهاب الدولة بأبشع اشكالها وتدمير المجتمعات. وهو تاريخ فرض الأنظمة الدكتاتورية على بقاع الأرض المختلفة، وتقوية الإسلام السياسي، بشقيه السني والشيعي والطائفيين والقوميين من مختلف الاشكال والقوميين- الفاشيين والعسكريين المستبدين، في منطقة الشرق الأوسط، وفرضها على جماهير العمال والكادحين والتحررين على مر العقود.
ان المآسي المهولة التي عانت منها الجماهير في العراق وبالأخص خلال 3 عقود الماضية بسبب حروب أمريكا المتتالية على العراق وحصارها الاقتصادي على هذه البلاد وجرائمها البشعة بحق المواطنين، بدأً من تسليم السلطات الى تيارات الإسلام السياسي والقوميين والطائفيين وصولاً الى بناء النظام السياسي في العراق على أساس المكونات والتقسيمات الطائفية والقومية، جميعها كوارث لا يمكن غض الطرف عنها للحظة. علينا ان لا ندع أحد يخدع الجماهير بدعوته الى اهمال تلك الجرائم والسياسات بذرائع سياسات نفعية محلية تخدم من حيث الأساس التيارات والأحزاب الإسلامية والقومية والنيو ليبراليين الرأسماليين.
لم تكن الحرب والدمار والهلاك التي مارستها أمريكا ضد العراق خلال العقود الماضية الا امتدادا لسياسة فرض هيمنتها العسكرية والسياسية ومصالحها الاقتصادية بوجه رقبائها العالميين من التكتلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الامبريالية. اذا فمساعي أمريكا الحالية لتثبيت وجودها وتعزيز قواتها العسكرية في العراق، كما صرح به ترامب قبل فترة، تشكل حلقة أخرى من حلقات تلك السياسة والاستراتيجية التي تبنتها وبالأخص منذ 2003 ،ولكن في ظروف أخرى وتوزان قوى آخر، دولية وإقليمية وبذرائع جديدة.
ليست ذرائع أمريكا، كمحاربة داعش والحد من تدخل إيران في المنطقة، إلا للاستهلاك المحلي والعالمي، اذ هناك حسابات جيوسياسية ابعد تتبعها أمريكا على صعيد المنطقة وتريد ،انطلاقا منها، إبقاء وتعزيز قواتها بشكل ثابت في العراق. مهما كانت الذرائع، فان استمرار وجود القوات الامريكية في العراق وتعزيزها ليست سوى تجسيد لهيمنة أمريكا على الحياة السياسية في البلاد واستمرار احتلالها له بشكل أخر.
ان الموقف السياسي العملي، الشيوعي والاممي، هو الوقوف بوجه هذه الهيمنة السياسية وهذا الاحتلال ،شبه المقنع، من خلال شن الحملات السياسية الواسعة وتنظيم مختلف اشكال الاحتجاج الجماهيري السياسي والمدني بوجه تواجد هذه القوى في العراق وبوجه استخدام العراق لاي شكل من اشكال العمل العسكري والمراقبة ضد أيا كان في المنطقة.
من الواضح بانه من واجب الشيوعيين والتحررين والعمال والكادحين ان يقفوا بحزم ضد سياسات أمريكا في تحويل العراق الى قاعدة لشن أمريكا الحرب على إيران ومكانا لأمرار مخططاتها المناهضة للجماهير في إيران. تعمل أمريكا، كما هو معلوم، وضمن سياق حملتها ضد النظام الإيراني، على تقوية وتسليح وتمويل الأحزاب والمجموعات القومية والطائفية والمليشياتية المتنوعة المعارضة لهذا النظام من أمثال "مجاهدي خلق " وغيرها بغية أمرار مصالحها وتكرار سيناريوهات العراق وسوريا وهذه المرة في ايران. انها تقوم بذلك، وقبل كل شيء، لسد الطريق امام تطور نضالات الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والحركة الشيوعية في إيران لإيجاد التغيير الثوري في ذلك البلد.
ان السياسة البروليتارية والشيوعية الصحيحة هي سياسة التصدي لحرب أمريكا على ايران وتدخلاتها ومخططاتها الرجعية تجاه هذا البلد، وبشكل متزامن الوقوف مع صف الطبقة العاملة والجماهير التحررية والحركة الشيوعية والتحررية في ايران ونضالها في سبيل التخلص من جمهورية الإسلامية في ايران والسير نحو بناء حكومة عمالية مكانها.
هنا، ذو أهمية بمكان ان نوضح بان موقفنا المناهض لتواجد القوات الامريكية وتعزيزها في العراق نابع من هذا الموقع الطبقي العمالي والشيوعي الاممي. فهو موقف معاكس ومناهض لمواقف الطبقات والتيارات والأحزاب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في العراق التي تطرز السياسة تجاه وجود القوات الامريكية في العراق وحربها على إيران وفق مصالحها الرجعية وحساباتها المحلية والنفيعة المناهضة للجماهير.
ان الموقف البرجوازي القومي او الإسلامي - (والأخير سوءا كان مواليا لإيران او مؤيدا لهذا او ذاك من تيارات الإسلام السياسي السني في المنطقة) – او موقف القوميين "المدنيين" أي "الوطنيين" العراقيين المُنطَلقينَ من زاوية المصالح القومية للبرجوازية العراقية، فيما يخص هذه المسالة، لا علاقة له البتة بموقف الشيوعيين البروليتاريين في مناهضة أمريكا ودورها في العراق والمنطقة.
ان مناهضة سياسة أمريكا وانهاء وجودها العسكري في العراق، في الوقت الحاضر ومن وجهة نظرنا، هي سياسة اشتراكية اممية بالأساس، سياسة تستهدف تقوية نضال البروليتاريا الاشتراكي ضد البرجوازية واحزابها وتياراتها في العراق وأمريكا وداخل ايران بشكل متزامن ،هذه السياسة الأممية، هي في جبهة معاكسة لتلك التي يقف فيها الاخرون من تيارات الإسلام السياسي والقوميين في مناهضتهم للوجود الأمريكي. ان تصريحات الميليشيات في العراق وصيحاتهم بشأن الأعداد لمواجهة أمريكا، قبل ان تكون مقاومة للوجود الأمريكي، هي في الحقيقة تهديدات لترهيب الجماهير وشد الخناق عليها وتثبيت قبضة حكم هذه الميليشيات داخل العراق، لذا فهي سياسة مطرزة لحماية النظام الإيراني وجرائمه و قمعه واعداماته.
ان الاستقطاب الطبقي المعاصر، وعلى هذا الأساس وبدرجة معينة، الاستقطاب السياسي الحاصل في العراق الحالي، لا يدع أي مجال للشك بانه من غير الممكن خلط الجميع في معسكر واحد باسم جماهير العراق الواحدة و"الوطن العراقي" الواحد. هناك في العراق "أمتان" مثلما هو الحال في جميع البلدان الرأسمالية في العالم، حيث هناك طبقتان اجتماعيتان أساسيتان، البروليتاريا والبرجوازية، فلا يمكن خلط سياستهما وممارستهما تجاه اية مسالة قد تكون في سلة واحدة. هكذا الحال فيما يخص الموقف من الوجود العسكري الأمريكي في العراق وتعزيز قواها فيه وفيما يخص النضال من اجل انهاء تواجد قواها في العراق.
ان البرجوازية وتياراتها السياسية الحاكمة والمعارضة في العراق مرتبطة بشكل غير قابل للتفكيك بالقوى الامبريالية والإقليمية، وهي جزء من عناصر ومكونات الوضع السياسي الحالي في العراق، الخروج من دائرة هذا الواقع لا يتحقق من داخل هذه القوى. ان أوهام البرجوازيون الصغار بنشر تحقيق الخلاص من هذه الدائرة بالجمل الناعمة واللطيفة وبتعابير مثل "الوطن العراقي" والدفاع عن "مصالح البلاد" وبالأسناد على سلطات هذه القوى ليس الا نشر المزيد من الأوهام.
ان توحيد صف النضال للطبقة العاملة والكادحين والتحررين في جميع انحاء العراق وترسيخ الروابط الأممية والنضال الاممي الاشتراكي والثوري هو الذي بإمكانه وحده ان يقود نضالات القطاعات الواسعة من الجماهير صوب الخلاص من قبضة الأنظمة المتسلطة على رقاب الجماهير والخلاص من براثن الرجعية الامبريالية والإقليمية في هذه المنطقة. ان سياسة مقاومة تدخل أمريكا وايران والسعودية ودول المنطقة في العراق باتت مرتبطة اكثر فاكثر بنضال الطبقة العاملة والجماهير الكادحة وقيادتها الشيوعية والثورية وتحقيق الأممية التي تستهدف تامين الأمان والسلام والرفاهية لسكان المنطقة برمتها.
20-2-2019



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالحسين سلمان وفوبيا الطبقة
- منظورنا للحركة الشيوعية، التحديات المعاصرة وموقع منظمة البدي ...
- حوار مع مؤيد أحمد، المنسق العام للجنة المركزية لمنظمة البديل ...
- حول الحجاب، رد وتوضيح للسيد أسطة جلال
- ردنا على مقترح عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي العمالي ...
- رسالة استقالة من الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- المضمون الطبقي للدولة واشكالها الانتقالية ملاحظات حول طروحات ...
- بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لإغتيال الرفيقين شابورعبدالقا ...
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- اطلاق سراح صالح مسلم ضربة جدية للسياسة الشوفينية والقميعة لن ...
- مرة آخرى حول النظرية الثورية، بصدد تعليقين على الفيسبوك للرف ...
- رد مؤيد احمد على سؤال للرفيق مروان الاشتراكي عبر تعليقات الت ...
- مؤيد احمد - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الع ...
- الموقف الماركسي حول المسالة القومية وحق تقرير المصير - بصدد ...
- المسألة القومية الكوردية، والصراعات الراهنة للدول الامبريالي ...
- بصدد الاستفتاء واستقلال كوردستان - الجزء الاول
- صهر التيار الاشتراكي في بوتقة التيار-المدني-الديمقراطي-، ملا ...
- صهر التيار الاشتراكي في بوتقة التيار-المدني-الديمقراطي-، ملا ...
- حول تظاهرة 11 شباط في بغداد
- رسالة تهنئة للرفيقة ينار محمد بمناسبة حصولها على جائزة رافتو ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - حول تعزيز القوات العسكرية الامريكية في العراق ومنطلقات سياستنا