أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - حول تظاهرة 11 شباط في بغداد














المزيد.....

حول تظاهرة 11 شباط في بغداد


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول تظاهرة 11 شباط في بغداد
وارتكاب القوات الحكومية جريمة قتل المتظاهرين
مؤيد احمد / سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
تحولت تظاهرات ساحة التحرير في بغداد، يوم السبت الماضي 11 شباط 2017، التي دعى اليها الصدريون وقسم من ناشطي "التيار المدني"، الى مجزرة اخرى من سلسلة المجازر التي باتت ترتكبها الحكومات المتعاقبة في العراق منذ 2003 بحق المتظاهرين. ان اقدام القوات الحكومية على رمي المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع وعلى اثرها قتل وجرح اعداد من المتظاهرين عمل مدان ومحل شجبنا واستكارنا الشديدين. كما وندين بشدة استخدام السلاح من قبل اشخاص من اوساط المتظاهرين ضد افراد الشرطة.
لا يمكن الحديث عن توفر الحرية السياسية في المجتمع ومشاركة المواطنين الحرة في الحياة السياسية والفكرية بدون ضمان حرية التظاهر والتجمع والاحتجاج الجماعي. فما قامت به القوات الحكومية تعدي سافر على الحرية السياسية وجريمة بحق المتظاهرين، فيجب ان يعاقب المسؤولين عن ارتكابها. لا يمكن تبرير هذه الاعمال القمعية بذريعة "الظروف الاستثنائية" وظروف الحرب على الارهابيين والدواعش ولا بذريعة رد الفعل ضد التصرفات الفردية للمتظاهرين.
فيما يخص مضمون التظاهرة، لا يخفى على احد، انها كانت تظاهرات التيار الصدري من حيث الاساس، اي تظاهرات جناح من اجنحة تيارات الاسلام السياسي الشيعي الحاكمة. ان التيار الصدري هو الذي دعى الى هذه التظاهرات وهو الذي امر بتحرك قسم من المتظاهرين باتجاه "المنطقة الخضراء" وهو الذي حدد الاهدف السياسية العملية لهذه التظاهرة المتمثلة بتعديل قانون الانتخابات وتغيير تركيبة المفوضية العليا للانتخابات. ان "التيار المدني" الاصلاحي- المساوم، المتمثل بالتجمعات والناشطين المدنيين الاصلاحيين دعاة التحالف مع التيار الصدري، والذي يدعمه الحزب الشيوعي العراقي و"التيار المدني الديمقراطي"، يريد ان يبرر تحالفه مع الصدريين بشتى الذرائع. تبريرات مثل كون مطالب واهداف الصدريين ومشاركتهم في التظاهرات وتحديدا تظاهرة يوم السبت لا تتعارض مع اهداف ومطالب "التيار المدني" او كون التظاهرة نظمت من قبل الجميع حيث يؤكدون بان "التيار المدني" نفسه دعى الى تظاهرة يوم السبت.
الحقيقة هي ، ان تلك الاسباب والتبريرات لا تغير شيئا جوهريا من المضمون السياسي لتظاهرة يوم السبت وطابعها الرجعي بكونها تظاهرة للتيار الصدري. ان الطابع السياسي الرجعي لتظاهرات يوم السبت، لم ينجم عن اوهام جمهور المشاركين فيها، ولا عن تركيبة الافراد الاجتماعية المشاركة في التظاهرة، ولا عن المطالبة بتغيير قانون الانتخابات والمفوضية، التي بحد ذاتها، وطالما الحديث يدورعن اصلاح قانون الانتخابات والعملية الانتخابية الحالية في العراق، مطلب اصلاحي مقبول وعادل. ان الطابع الرجعي للتظاهرة ينجم عن كون هذه التظاهرة لعبت دور وسيلة سياسية بايدي الصدريين لتقوية انفسهم في نزاعهم الرجعي مع التيارات الرجعية الحاكمة، والاهم من ذلك، لتوطيد الحكم والنفوذ الرجعي للتيار الصدري على الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والنساء والشباب. ان "التيار المدني" الاصلاحي هو حليف الصدريين السياسي في تحقيق هذه الاهداف الرجعية. ان تظاهرات مثل تظاهرة يوم السبت التي ينظمها ويقودها بالاساس التيار الصدري لا يربطها شئ بمصالح جماهير العمال والكادحين والتحررين ولا بالمد في الاعتراض الاجتماعي الواسع في البلاد والتواق الى المدنية والعلمانية والمناهض للفساد والميليشيات والنظام القائم.
هذا، ومن ناحية اخرى، يريد قادة التيار المدني الاصلاحي-البرلماني والمساوم ذر الرماد في عيون الناس حينما يبررون مساومتهم او بالاحرى تحالفهم السياسي مع التيار الصدري بشتى التبريرات والامور التفصيلية ، على سبيل المثال، كون "حركة الاحتجاجات تتقوى نتيجة مشاركة التيار الصدري" او كون "جمهور التيار الصدري هم من الكادحين والفقراء". الواقع هو ان العمل السياسي المشترك مع التيار الصدري بالنسبة لهؤلاء الاصلاحيين ليس عمل تكنيكي تفصيلي ولا مرتبط بآليات تقوية التظاهرات، ولا بالتعاطف مع الكادحين والفقراء. على العكس من كل ذلك، انه تحالف سياسي طبقي برجوازي مدروس ضد نفس جمهور المحتجين من العمال والكادحين والشبيبة والنساء وبوجه الاحتجاج الاجتماعي للطبقة العاملة والفئات غير المالكة والمسحوقة وعرقلة تطوره وتقدمه.
يضاف الى ذلك، ان الادعاء بكون مشاركة الصدريين لا تغير شيئا من جوهر عدالة وقضية المتظاهرين ليس الا خداع سياسي مكشوف. ان مشاركة الصدريين في التظاهرات ليست عملية ميكانيكية صرفة، انها عمل سياسي نوعي تؤدي بشكل مباشر، في ظل توازن القوى الحالي في اوساط الاحتجاجات، الى تغيرطابع التظاهرة، بمعزل عما يحمل الافراد المشاركين في التظاهرة من قضايا واهداف عادلة او غير عادلة. ان تبريرات كهذه اخفاء لحقيقة كون التيار الاصلاحي المساوم يتحالف مع الصدريين ضد جماهير العمال والكادحين والفئات المسحوقة ، وان هذا التحالف هو طريقتهم المثلى لعرقلة عملية تبلور قيادة اجتماعية من اوساط مجاميع الناشطين داخل الشبيبة ومن اوساط العمال والكادحين والفئات المسحوقة اقتصاديا ضمن موجة الاستياء والغضب الصاعدة في البلاد.
الوسيلة والاستراتيجية الفعالة التي بامكانها جر البساط من تحت اقدام هؤلاء الاصلاحيين وحلفائهم الاسلاميين من التيار الصدري وغيرهم هو: اولا، فضح المحتوى السياسي لهذا التحالف بين "التيار المدني" والاسلاميين وضرورة فصل الصفوف عنهم ومحاربة الاوهام بهذا الصدد، وثانيا، وفي الوقت نفسه، البدء بتنظيم وتوحيد جهود القادة والناشطين حول برنامج عمل مستقل يستجيب لمطالب واهداف جماهير العمال والكادحين والنساء والشبيبة التحررية باتجاه تحقيق ارداتهم المباشرة.
مؤيد احمد : سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العمالي العراقي



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة للرفيقة ينار محمد بمناسبة حصولها على جائزة رافتو ...
- حول الحرب ضد داعش ومعركة الموصل.. حوار مع مؤيد احمد سكرتير ا ...
- في ذكرى رفاقنا، ضحايا جريمة الاتحاد الوطني في 14 تموز 2000
- حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي
- رسالة تضامن لعمال النفط في الكويت
- حوار مع مؤيد احمد سكرتير اللجنة المركزية - الحزب الشيوعي الع ...
- حول التدخل الروسي في سوريا والعراق.. حوار مع مؤيد احمد سكرتي ...
- بمناسة مرور 15 سنة على جريمة الاتحاد الوطني الكردستناني ضد ح ...
- حول الفيدرالية في العراق
- انتخابات ترکيا والموقف من هدب (HDP)
- مؤيد احمد - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الع ...
- حول الاحتجاجات العمالية في معامل وشركات وزارة الصناعة والمعا ...
- الاحتجاجات العمالية في قطاع الصناعة في العراق موقعها، تحديات ...
- الذكرى السنوية 21 لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- التصدي للمجازر المستمرة لحكومة اسرائيل ضد سكان غزة
- مسار الأوضاع السياسية في العراق بعد سقوط الموصل
- حوار مع مؤيد احمد حول الانتخابات في العراق
- لا لمشروع قانوني القضاء الشرعي والاحوال الشخصية الجعفريين
- فض اعتصام -الاخوان- بالقوة امر مدان صراع جناحي الثورة المضاد ...
- بمناسة مرور 13 سنة على جريمة الاتحاد الوطني ضد حزبنا


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - حول تظاهرة 11 شباط في بغداد