أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 13:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و عليه، يعتقد لوبون بان الحضارة العربية قبل الاسلام ليست باقل من الحضارة الاشورية و البابلية ( مع انه التاريخ صمت عن هذه الحضارة)! مع انه و كما يقول لوبون مع انه بُرهن بان العرب قبل مجيء الاسلام كان صاحب الادب الناضج و اللغة المتمكنة، و كذلك كانت لهم العلاقات التجارية مع مجتمعات الدول الاكثر تطورا في العالم. (4) و لكي يبرهن الكاتب ( كما الكتاب الاخرون الذين جائوا فيما بعد) ذلك، فانه يلجا مضطرا الى المصادر العبرية و اليونانية و السريانية لذلك العصر، لعدم وجود المصادر العربية التي تعود الى تلك المرحلة, لان تلك المصادر اشارت الى ذلك العصر بشكل مختصر ومختزل و كانت الاشارة بالاخص الى الحرب و التجارة و تكلم مرورا عن المجتمع العربي قبل الاسلام . و مع قلة تلك المصادر الا انها لم تشر الى ثنايا تلك الحضارة التي يُعتقد بانها ليست باقل من الحضارة الاشورية و البابلية، رغم انها تعود الى عشرين قرن لما قبلها، الا انها خلفت مئات المواقع الاثرية من الابنية و المعابد و الكتابات التي خلفتها من وراءها! و الاكثر اهمية لنا و التي لها العلاقة مع الفكر و الفلسفة العربية قبل مجيء الاسلام، و هو انه لم يكن هذا المجتمع خاليا من النشاطات الفلسفية، و هذه حقيقة، و حتى مع عودة لوبون الى تلك المصادر فانه لم يتمكن ان يبرهن اي شيء خلاف ذلك.
و بهذا اننا نتمكن بشكل طبيعي و اعتيادي ان نقول ان المجتمع العربي قبل مجيء الاسلام ، و نقصد هنا بشكل خاص مجتمع شبه الجزيرة العربية، و كما انهم من الحيث المدنية كانوا يتمتعون بحياة بسيطة و اعتمدوا على الرعي و الزراعة مع اقلية من التجار القريشيين، فانهم على المستوى الفكري و العقلاني لم يملكوا اي نشاط فلسفي و عقلاني على المستويات العالية. كان هذا المجتمع بطبيعته عشائرية بدوية ، و لهذا كانوا يعيشون في الصراع الداخلي من الناحية الاجتماعية، كما كانت اكبر بنية اجتماعية و سياسية فيها هي القبيلة، فكان هذا المجتمع يتسم بقيم و اخلاقيات قبلية بدوية ايضا. الجزء الاكبر من هذه القبائل، و كما كان لديهم رئيس العشيرة و القبيلة فكانت لديهم القوة العسكرية و الفرسان خاصة بهم، و كان لهم الههم الخاص بهم كعادة و ثقافة خاصة بهم ايضا. كان هذا المجتمع احدا من المجتمعات التي لم تُحتل من قبل اية امبراطورية او دولة اخرى، و عليه لم يكن لديه ملك او دولة موحدة به.
كما قلنا ، الدين المنتشر في هذا المجتمع كان وثنيا، و هذا ايضا اشارة الى بساطة شكل الالوهية و العبادة فيه. وفق اكثرية المصادر التي تشير الى تلك العصور ، فانه كانت حول مدينة مكة و حول الكعبة اكثر من مائة و ستون من الاوثان، و حتى كانت لكل قبيلة الهه الخاص به، و هناك عدد اقل من هؤلاء كانوا من المسيحيين و اليهود و الصابئة و المجوس، مع اقلية اقل من هؤلاء من التوحيديين، و الذي عرفوا بالحنيفيين. و اشار القران الى هؤلاء على انهم التابعون لبقايا الموحدين للنبي ابراهيم و ذكرهم على انهم من قومه.
كان الانتماء الى القبيلة في ذلك العصر هو الانتماء الى المجتمع، و الابتعاد عن القبيلة و العاداة والتقاليد و العقائد التي كانت تتبعها هو الابتعاد عن المجتمع، وكانت اكبر مغامرة خطرة على من يفعله. مع مجيء الاسلام اصبح هناك نوع من التوافق الاجتماعي، و اجتمعوا حول خطاب اكبر من القبيلة و العائلة، و لهذا السبب فان عربان شبه جزيرة العرب انتقلوا من مستوى عبادة التعددية الالوهية الى الاله الواحد اي التوحيدية، وبه انتقلوا من التشرذم الاجتماعي و السياسي الى التوحيد مع الحس المشترك مستندين على اسس العقيدة المشتركة و خطوا خطواتهم بهذا الاتجاه. بمعنى اخر، فان مجتمع شبه الجزيرة العربية في ظل الخطاب الاسلامي، انتقل من الانتماء الى القبيلة و رئيس القبيلة الى مرحلة الانتماء الى خطاب ليس فقط فوق القبيلة و انما خطاب فوق الاثنية و القومية ايضا، و كما ذكر بلغة القران و سمي المجتمع الملتف حول الاسلام بالامة.
اي، كان الدين السلامي خير دين للامة التي وحدها و انقذها من التشرذم القبلي و العشائري المتصارعة مع بعضها من اجل لقمة خبز و جرة ماء و ان كان فيما بعد على حساب الامم الاخرى وبالاخص بعد الغزوات و السلب و النهب و السبي الذي تعرضوا له على ايدي القواد و الجيوش الجرارة للاكثرية من متتبعي الدين الجديد بدوافع حياتية خاصة اكثر من عقيدية ايمانية، و هو المنقذ لهم من مآسي المعيشة الصعبة في الصحراء القاحلة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟
- زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)