أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - سلام عطا صبري ورسائله الى بغداد















المزيد.....

سلام عطا صبري ورسائله الى بغداد


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


امس احتفل المحبوّن بعيد الحـــب، ويوم الجمعة 15 شباط 2019 احتفل عشاق الفن بافتتاح معرض الفنان سلام عطا صبري في شارع المتنبي الثقافي في بغداد .
أفصح الفنان سلام عطا صبري عن ذاكرتهِ المختزلة تحت الخطوط الداكنة المتوازية والمتقاطعة والمنحنية راسماً بها شواخص مدينتهِ العتيقةِ بغداد.عندما تتحدث الأقلام عن قصص الذكريات تخطُ خُطاها كصدىً مُحملٍ بالمسراتِ والأحزانِ سوية ، العابرةِ في أزمنتها التي إعتاشت منها تلكمُ القصص في الذاكرة لشخوصٍ أثاروا وأثروا بالفنان أبلغ الأثر.
خلف تلك الخطوطِ توارت مدينة بغداد العتيقة تلك المدينة الموغلة في رحمِ التاريخ ، شواهدُها هي أيقونة الفنان والحافرة في ثٌرى خُطاه ، لم يتخيلها يوماً إنها لا تسكنُ في ذاته، العبثُ في نبشِ سابقها هو الأصرار لمعرفةِ الجميلِ من زمانها، ولاينفكُ يحيُطها خبراً أو قصة وللديمومة في هذه الحياة يعتاشُها خبزاً وملحا.
(بغداد) هي من ألهمت هذه الأعمال الحبرية الداكنة المنثورة على الأوراق أن ترسم تلك البنايات والشوارع على شكل خطوط داكنة تعيد ملامح المدينة الغارقة بالبنايات الحداثوية الهجينة والعمران المتسارع المضطرد الذي لايترك مكان للذاكرة أن تنقش الذكريات في إحدى أركانه ليكون ذلك المكان من الذاكرة التي يلجئ إليها الشخص حين الكهولة وحين ويسترجع شريط الذكريات المنقوشة.
(بغداد) تظهر كشريط مسجل لفلم وبإستعراض مُبهر لتلكم السنين ولم يكتفي الفنان بتدوين مذكرات مدينته بل تعداها الى أن يوثق إيضا المدن الأخرى التي أرتحل إليها طالباً دراسة الفن والتعلم أوالعمل أوللسكن وكذلك الشخوص الذين أناروا له تجارب الحياة كمؤازرين ومعلمين وحتى ما يحب ويفضل من سيارات. أجاد الفنان في توصيل وترسيخ ذاكرته عن مجمل هذه الأحداث.
عند النظر والتبّحر في هذه التخطيطات ستأخذك بعيدا إليها، الى بغداد العتيقة التأريخ لتستحضر كل القصص والكتابات عنها وتستشف الثراء في أواوين عمرانها وكيف لا وقد أطلقت الأمثال سابقا بترفها فكانت سمة للثراء والرقي والترف.
وقد أستوحى الفنان عنوان لسلسلة الأعمال الفنية هذه على غرار رسائل من بغداد لـ (المس جيرتروود بيل ) الباحثة والآثارية والشخصية السياسية البريطانية التي تركت وقعاً في نفوس العراقيين والبغداديين خاصة حيث عاشت في كنفهم وتعايشت معهم فتلّبست بهم وتلبّسوا بها وفي ختام حياتها يوارى جسدها في أرض بغداد مشيئةً منها وحباً لهذا البلد.
عاش الفنان (16) عاما خارج اسوار المدينة العتيقة، متنقلا بين الولايات المتحدة الاميركية والاردن ولكنه لم يمتزج مع المدن الأخرى ، ولم تترك اي أثر في دهاليز مخيلتهِ إلا ما ندر ليعود ذلك الصبي الوله الى أحضان مترعتهِ المُلهمة في وقتٍ صبَ الأعداء منصهرحقدهم عليها وبذروا التفرقة بين الأبناء الأشقاء.
كلمة الفنان سلام عطا صبري عن اعماله الفنية :
" عملي بعنوان " رسائل الى بغداد" هي مذكراتي بالقلم ،كنت وما زلت مستمراً بهذا الاسلوب والتعبير الفني بالقلم لاني اجد فيه العلاج النفسي وأحاول بكل صدق التعبير عن كل ما يدور حولي وتأثيره علي وعلى كل المجتمع بشكل عام.
والتعبير الفني عن سنوات مرّت عليّ وهي تحمل ذكريات شخصية واجتماعية وفنية معاصرة مع تدوين اسماء مدن عشت بها ،اودرست فيها وتدوين اسماء لفنانين عراقيين واجانب منهم علماء آثار عالميين نقبوا وكانوا يعملون في التنقيب عن الاثار ومع من درسني واسماء مدن عالمية عشت او درست فيها، ولي الشرف ان تكون هذه المجموعة من اعمالي المتواضعة قد عرضت في (بينالي فينيسيا العالمي )في الجناح الوطني العراقي عام 2015 وبرعاية مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق
نبذة عـــن الفنان:
- مـــواليد بغداد 1953 .
- درس الفنون الجميلة، وتدرب على فن السيراميك في بغداد والولايات المتحدة الامريكية .
- اول معرض شخصي له في المتحف الوطني للفن الحديث (كولبنكيان) عام 1968.
- شاركت اعماله وبرعاية " مؤسسة رؤيا للفنون المعاصرة في العراق " في المعارض التالية:
(الجناح الوطني العراقي في مهرجان بينالي فينيسيا العالمي الدورة (56) عام 2015.
(معرض في مدينة كادنسك- بولونيا) بعنوان " التالف والمفقود" عام 2016.
(معرض للتخطيط – الخط السفليThe bottom line - ) مع اكثر من (53) من فنان عالمي من كل دول العالم في قاعات (متحف سماك للفن المعاصر ) في مدينة كينت – بلجيكا 2016.
(معرض الجمال الغير مرئيInvisible Beauty- ) في قلعة اربيل برعاية مؤسسة رؤيا عام 2018.
(معرض ترينالي ) في مدينة النيبال في العاصمة كاتماندو.
(معرض شـــتروم بيك – بروكسل) 2016.
(معرض بغداد حبيبتي Bagdad mon amour) في المركز الثقافي الاسلامي في باريس عام 2018.
اثارت انتباهي لوحات تمثل دوامة ، سألت الفنان عنها فقال:-
" انها الاعصار اليومي الذي سيظل مستمراً ابداً في بغداد ، فما خرجت من محنتها من حروب وصراعات سياسة واجتماعية "
وربطت بين تخطيطاته وبين تلك التخطيطات الجميلة التي كانت تصاحب الدواوين الشعرية ايام الستينيات والسبعينيات فرد علي سلام عطا صبري مؤيدأ:-
"انها ملاحظة ذكية، سبق وان اثارها الدكتور جمال العتباي حين زار المعرض"
كانت هناك شاشة في باب المعرض تعرض فلما حمل عنوان (Lust for life) بطولة الممثل "كيرك دوغلاس وهو يمثل دور الفنان " فنسنت فان كوغ" وانطوني كوين وهو يمثل دور الفنان " غوغان ، فقال لي الفنان "سلام" انه احب هذا الفلم كثيرا لانه يظهر الاختلافات بين اسلوب فان كوغ وغوغان ومدرستيهما الفنية واختلاف شخصتهما وان هذا الفلم كان يبحث عنه كثيرا فقامت " تمارا الجلبي " رئيسة مؤسسة رؤيا بارسال نسخة من الفلم هدية له قام بعرضها ساعة افتتاح المعرض .
عندما كنت التقط صوراً لتوثيق المعرض اعلاميا، طلب مني الفنان سلام ان التقط صورة لزوجته الاثارية "ام نور" مشيرا انها شريكته في كل معرض استطاع ان يقدمه ، هذه الالتفاتة حركت عاطفتي ودموعي .
انتهى اليوم بسرعة، وكنا نجلس على مساطب خشبية نتبادل الاحاديث عن كلية الفنون الجميلة والاساتذة المميزين فيها كالدكتور زهير صاحب وعن اعتماد الفن على تمكن الفنان من ايجاد بصمته الخاصة عن طرق خلق اسلوبه الذي يمثله بعيدا عن التقليد والتأثير بالاخـــر .
اقفل مازن منذر "دكانة رؤيا" وتمشينا كلنا معا " سلام عطا صبري ، الفنان مازن وأخوته الثلاثة ، وسمرقند الجابري " في "سوق السراي" وعبرنا "جسر الشهداء" تداعبنا النوارس التي يطعمها العابرون بعض الخبز، وسلام عطا صبري يحمل باقة ورد طبيعية ، ودّعنا وهو يفكر حتما، بتحويل كل ما مررنا به، الى لوحـــات جميلة قادمـــة .

سمرقند الجابري
شباط 2019



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يفعل حيدر المحرابي في برج بابل؟
- مسرحية -سبايا بغداد - ادانة لسبي النساء الايزيديات
- حكاية التشكيلي وسام عبد جزي في بغداد
- ورشة كاتبات (عيون انانا الثاني) في بيت تركيب 2018
- (مهرجان أيام السينما العراقية )اول مهرجان مدعوم حكوميا لسنة ...
- قصيدة سيدة اللعبة
- معرض خزفي لحكايا الطين
- قصيدة (اختيار)
- محاضرة عن مشاريع البناء المنخفض الكلفة
- قراءات شعرية نسوية بمناسبة يوم الشعر العالمي
- تكريم الإعلامية القديرة امل المدرس
- صدور (رابسوديات) قصائد لشواعر عراقيات
- مهرجان المربد الشعري بدورته ال 32 في البصرة
- قصيدة ( عيوني )
- مهرجان الحبوبي الخامس في الناصرية 2017
- عيون اينانا 2017 في ثلاثة مدن المانية
- اهرام ، لحظات - قصيدتان
- نصير شمة يحيي يوم السلام العالمي في بغداد
- نساء بلا قيود -عرض كريوغرافي في بغداد
- -باسم فرات- في قهوة وكتاب - تغطية اعلامية


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - سلام عطا صبري ورسائله الى بغداد