أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فوضى السلاح متى تنتهي ؟














المزيد.....

فوضى السلاح متى تنتهي ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فوضى السلاح متى تنتهي ؟

بقلم الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

بعد زوال حكم البعث عام 2003 بتدخل امريكي مباشر, قام المحتل الامريكي بدعم فوضى السلاح في العراق, كهدف خبيث بعيد المدى, لم يدرك اغلب العراقيين غايته الخطيرة, فأصبحت اغلب البيوت تحوي انواع متعددة للسلاح, ولم يقف الحال على تركت الجيش السابق التي وقعت بيد عاصفة الفرهود, بل تجارة قذرة فتحت ابوابها على مصراعيها من دون ضوابط, ليتحول العراق لسوق مهم لبيع كل انواع الاسلحة, والنتائج وخيمة على بناء الدولة وعلى المجتمع.
ويمكن الاشارة لأخطر مظاهر فوضى السلاح, والتي تسببت بمحن عميقة الاثر في جسد الدولة والمجتمع.

• مرحلة الصراع الطائفي
الفترة الممتدة ما بين 2005-2009 تميزت بأبشع فترة للصراع الطائفي في العصر الحديث للعراق, حيث كان القتل على الهوية, بمد وهابي متطرف حاول حرق الاخضر ويابس, ولهذا المد كانت هنالك ردة فعل, هذا الجو فتح سوق السلاح, مما تسبب بولادة جيش من تجار السلاح كل ما يهمهم استمرار الفتنة الطائفية التي فتحت اسواقهم, وجعلتهم في بحبوحة.
ضعف الدولة في تلك الفترة سمح باستمرار هذه التجارة القذرة والتي كانت برضا القوى الاقليمية, التي يهمها فقط المكاسب.
كان على الدولة ان تضرب بيد من حديد على تجار السوء, وتنظم تجارة السلاح بما يخدم الدولة والناس, وتمنع تداول السلاح غير المرخص, وتشن حملة لغلق اسواق السلاح, وحملات تفتيش حقيقية على المدن, مع حملة توعية وتثقيف على خطر السلاح, لكن كانت حكومات ضعيفة كل همها الاستمرار الحكم فقط.

• مرحلة داعش
عام 2014 ظهر تنظيم داعش حيث ابتلع ثلاث محافظات ( الموصل وصلاح الدين والانبار), وكان ظهور داعش نتيجة حتمية للحكومات الغبية المتعاقبة, والتي فشلت فشلا ذريعا في ادارة الدولة, فقط استفادت الطبقة الحاكمة من ظاهرة الفساد لتنتفخ وتتعاظم ثرواتها, مستغلة غياب الرقيب النزيه, نتيجة حكومات محاصصة متعاقبة تعطي الحق للجميع, في الفساد بشرط توفير الحماية للجميع, وكان السلاح مظهرا بارزا لهذه الفترة.
تشكلت جيوش متعددة كبديل للجيش العراقي, والسبب ضعف الجيش العراقي الذي تسببت حكومات 2006 و2010 في بناءه الضعيف الهش, حتى جاء حزيران من عام 2014, ليفتضح امره في اول اختبار حقيقي.
فاشتعلت الحرب لصد التمدد الارهابي لباقي المدن, وهذا الامر احتاج سوق السلاح, نعم كان على الحكومة ان تكون هي الممول الوحيد للتشكيلات العسكرية, لكن ضعف الحكومة دفع التجارة لتزدهر بعيد عن الدولة!
خطا اخر يرتكبه الساسة عن الاستسلام للفوضى ليصبح مارد السلاح عملاقا ضخما يصبح السيطرة عليه, نتيجة شبكة معقدة من المصالح بين القوى المحيطة والساسة والتجار والقادة العسكريون, مما يعني ان الحكومة لن يكون بمقدورها القيام بخطوة.

• ما بعد مرحلة داعش
عام 2018 تم اعلان النصر على داعش, لكن بقيت فوضى السلاح قائمة, فقط زيارة بسيطة لسوق مريدي وسط بغداد وستجد انواع الاسلحة الخفيفة, كمثال بسيط عن الفوضى, وبقيت الحكومة محكومة بإرادات اكبر منها! تمنعها من فرض القانون على سوق السلاح, واعتقد هذا احد الاسباب لاستقطاب رؤساء ضعفاء, كي تتعطل القوانين, ويصبح متاحا استمرار اسواق السلاح لأطول فترة ممكنة.
ان مهمة حصر السلاح بيد الدولة مهمة اكبر من الحكومة وكل رموزها, ولن تتحقق في ظل الوضع الحالي, وهذه الفوضى مقدر لها ان تستمر, لأنها احد عوامل ضعف الدولة, وهو الامر الذي تنشده امريكا ودول اقليمية.

• اخيرا
عندما نفكر بالحل نجده يتجه نحو ثلاث محاور ممكنة التأثير في القضية, وهذه المحاور هي:
اولا: تفعيل القانون عبر اجماع عراقي يراعا فيه الاتفاق السياسي مع جميع الاطراف, وان يتفق الجميع على مهمة القضاء على فوضى السلاح.
ثانيا: دعوة المرجعية الصالحة لبيان رايها الصريحة حول تجارة السلاح المخالفة للقانون, وتوضيح حلية و حرمة الكسب من هكذا تصرف.
ثالثا: تشكيل جبهة وطنية اعلامية من جميع القنوات المحلية والوكالات الخبرية والصحف والاذاعات, في المساهمة في رفع وعي الجماهير والتثقيف على خطيئة دعم فوضى السلاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والاديب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
الايميل / [email protected]
الموبايل/ 07702767005
الفيسبوك/ https://www.facebook.com/alkatb.assad.abdall.abdali



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقد بشير حاجم يثير زوبعة في الوسط الروائي
- الاحزاب أعيا من باقل
- العنف والتحرش في المدارس الابتدائية الى متى؟
- رصاصة طائشة تبث الرعب في بغداد
- الرمي العشوائي جريمة من دون عقاب
- يجب فرض ضرائب إضافية على الساسة والأثرياء
- محنة العمال في العراق تستمر
- عندما تنضج الكلمات
- سفهاء بغداد والرصاص العشوائي
- ما علاقة القرود بالساسة العراقيين؟
- انتشار شرب الخمور, لماذا؟
- سوالف الباص عن الاحزاب
- قاعدة المجرب لا يجرب وحكم البصرة
- ضرورة ابعاد حكم البصرة عن الدعوة والحكمة
- الكتاب الوثنيون ورضا الاصنام
- احلام بسيطة مؤجلة وسلطة فاسدة ظالمة
- اغتصاب وتجنيد اجباري وازدحامات
- هل تعلم لماذا الحكومات العراقية ترفض حل ازمة السكن؟
- هل يمكن ان تكون في العراق معارضة سياسية؟
- ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فوضى السلاح متى تنتهي ؟