احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 03:14
المحور:
الادب والفن
مرثية عصفورة ...
بقلم / القاص احمد الحمد المندلاوي
** نظر الى شجرة سدر باسقة خضراء،كان يستظل تحتها في يوم ربيعي زاهٍ علّه يستلهم من هذا الشموخ والاخضرار لوحة سريالية يزين بها مرسمه المتواضع، وفجأة سقطت عصفورة صغيرة على الأرض لتموت بعد لحظات قصار،من إنزلاقها من عشها الجميل وهي بانتظار طعم من أبويها،و هو ينظر اليها بتأسف شديد،ماذا لو لم يحدث هذا الأمر لأصبحت عصفورة جميلة تملأ مع أقرانها حياتنا رفرفة و زقزقة صباحاً و مساءً،و تلتقط الحبّ من الحقول بحريّة..
هذه المسافة القصيرة من أعلى الشجرة الى الأسفل رسمت في ذهنه الناشئ أموراً كثيرة.. هذه العصفورة لو لم تمت ...آه ما أغبى أمّك التي لم تتعلم بعد بناء الأعشاش بصورة دقيقة،ولم تكبري؛ و لم تتمتعي بزرقة السماء،و رفيف الأوراق و البحث عن حبّة القمح من الحقول
الخضراء؛لم أدرِ أأنت السبب، أم استعجلتِ الطيران لترين هذا الفضاء الفسيح؟ أم غباء أمّك التي لم تعلم بعد بناء عش متكامل سليم؟..أم الإهمال منكِ و الأمّ ذاهبة لتلتقط لكِ الحب !!.
الخواطر تتسابق الى الحوار الهادئ ..
و لكن اذا بحوار وجيع و بصوت خافت يدخل طاولة النقاش :
- لا أعتقد ذلك ،إنّما إنتحرت المسكينة لكي لا ترى تناقضات حضارتنا المريضة و انتهاك حقوق مشروعة للبشر،فكيف بنا نحن !!!..
11/2/2011م - بغداد
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟