أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الإرهابي المفضّل على سواه














المزيد.....

الإرهابي المفضّل على سواه


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6141 - 2019 / 2 / 10 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُنسب إلى القديس الإيطالي توما الأكويني القول: إن غاية السياسة هي الخير ـ وليس الشر ـ وأن الهدف الرئيسي من السياسة تحقيق ظروف حياة طيبة للناس؛ وفي السياق ذاته يرى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي في كتابه مدينة السياسة: "بأن السياسة من أعظم شؤون الإنسان"؛ إلاّ أن الوقائع الحياتية تشير إلى أن السياسة لدى أغلب حكومات منطقة الشرق الأوسط الحالية، لا تمارس إلاّ وهي ممزوجة بالخبث والضغينة والانتقام.
وما نود التركيز عليه هي ليست الممارسات السياسية للأنظمة العربية الاستبدادية، باعتبار أن الخسة من أبرز سماتها، إنما سنتناول أحد جوانب إحدى الدول التي تحاول ومنذ عقود اقتفاء أثر الدول الأوروبية، ألا وهي تركيا، وذلك حيال موقفها الرسمي وتعاملها الخاص مع ملف الإرهاب والإرهابين في عموم سورية، والازدواجية الفاقعة التي تتعامل بها الحكومة التركية مع تلك القضية ولاعبيها، وحيث يظهر من خلال التعاطي مع هذا الملف وصنّاعه، وكأن هذه الدولة تفضّل إرهابي على إرهابي آخر هو واقعياً أكثر خطراً وبطشاً من السابق، حيث أنها لا تنزعج ولا تبدي أي استنفار أمني أو عسكري أو سياسي على تقدم ذلك الإرهابي الخطير صوب حدودها، بينما لا تكف عن التفكير بنحر وجرف كل ممتلكات وجذور ذوي إرهابي آخر!
وسنذكر في هذا الإطار مثالين على ذلك حتى لا يكون كلامنا جزافا، منها أن المدفعية التركية قصفت وبكثافة مواقع وحدات الحماية الشعبية ممهدة الطريق أمام الفصائل المهاجمة عليها، كما أن سلاح الجو التركي أمّن الغطاء الجوي خطوة بخطوة أمام الفصائل التي غزت بها تركيا منطقة عفرين العام الماضي، في عملية سمتها تركيا "غصن الزيتون" وكانت حجتها في ذلك أنها تحارب الإرهابيين وتسعى لإبعادهم عن حدودها، بينما عندما حاربت نفس الفصائل في محافظة إدلب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) الإرهابية حسب الدول الضامنة بما فيهم تركيا، فلم تقدم لهم تركيا أي دعم عسكري، فمع أن الهيئة تعتبرها تركيا فصيلاً إرهابياً، إلاّ أنها لم تساند الفصائل في حربها مع الهيئة لا بالقصف المدفعي، ولا بالسلاح الجوي ساعدتهم كما فعلت مع الفصائل في عفرين عندما كانت تحارب وحدات الحماية الشعبية، بل بقيت تركيا متفرجة على ما يجري في إدلب إلى أن سيطرت الهيئة على معظم مساحات تلك المحافظة، ولم تعترض على تقدمها على حساب الفصائل، ولا قصفت مواقع الهيئة باعتبارها منظمة إرهابية تسيطر على مساحات شاسعة على حدودها!!!
والمثال الآخر هو جبل التركمان حيث أن نظام الأسد الذي تعتبره أنقرة نظاماً مجرماً وإرهابياً، ولكن إعلامها وبالأخص وكالة الأناضول لا يأتي على ذكر تقدم قوات الأسد نحو حدودها في جبل التركمان، مع أن قوات الأسد تكاد تسيطر على كل الحدود مع تركيا في محافظة اللاذقية، بينما الإعلام التركي يتجاهل تماماً كل ما يجري على حدودها هناك، ولكأن إنتشار قوات نظام الأسد الإرهابي على حدودها هو غير مكروه مقارنةً بوجود وحدات الحماية الشعبية على حدودها! كما أنه سبق للزعيم العام لتنظيم الحزب الإسلامي التركستاني المتطرف، جند الله التركستاني، أن أعلن العام الماضي عن حدود إمارته الإسلامية التي أسماها إمارة التركستان الصينيين في الشمال السوري، التي كانت تمتد من جبل التركمان وجبل الأكراد إلى سهل الغاب، ومع ذلك لم تهاجم تركيا تلك الإمارة الراديكالية لا بالفعل كما فعلت بعفرين، ولا حتى هاجمتها بمجرد التصريحات الإعلامية.
وإذا كانت تركيا بحق ضد أي عمل إرهابي يتعارض مع مفاهيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، فلماذا تترك الأسد الإرهابي على حدودها في اللاذقية؟ ولماذا لا تعترض على وجود جبهة النصرة الإرهابية على حدودها في إدلب؟ بينما جل تركيزها لا يكون إلاّ على مهاجمة المناطق الكردية بذريعة محاربة كوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) أو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؟ وإذا كانت تركيا غير راضية فعلاً عن الممارسات الإرهابية للكثير من عناصر الفصائل التي دخلت مع قواتها إلى منطقة عفرين، وحيث تُقدّم التقارير المتلاحقة عن تلك الانتهاكات منذ الشهر الأول للسيطرة على عفرين إلى الجهات المعنية في تركيا وفي خارجها، وقد عبّرت عن أسفها بعض الشخصيات السورية المعارضة، وحتى بعض ضباط الجيش السوري الحر عبروا عن أسفهم على وضاعة تلك الممارسات بحق المدنيين العزل، بينما تركيا فلم تبدي أي اعتراض على ممارسات تلك الفصائل؟ وذلك باعتبار أن تلك الفصائل لا تتحرك إلاّ بامرتها، ولا تتقدم خطوة إلا بمشورتها، ولا تتصرف إلاّ بناءً على أوامر الأجهزة الأمنية التركية المعنية بسوقها وتوظيفها؟ وبناءً على كل ما سلف ألا يعني ذلك لمن يرى المكاييل ويقرأ إزدواجيتها في التعامل مع من تصفهم بالإرهابيين، بأن تركيا عملياً راضية عن كل ما يجري في منطقة عفرين، ولو لم يكن الأمر كذلك أما كانت أمرت بكل يسر أجهزتها الأمنية تلك الفصائل بالتوقف نهائياً عن انتهاكاتها بحق السكان الأصليين في المنطقة، أو على أقل تقدير لكانت عبّرت عن أسفها إعلامياً لما يجري بحق المدنيين العزل من قبل أدواتها في المنطقة.
على كل حال كان من الممكن جداً أن يصدق الكردي ـ أي كردي سوري لا على التعيين وخاصة الكردي العفريني ـ بأن حرب تركيا هي بالفعل ضد PKK أو ضد PYD فقط، وليس ضد عموم الكرد في سورية، لو كان وضع أبناء منطقة عفرين في ظل السيطرة التركية أفضل بنسبة ولو 10% من حالهم عما كانوا عليه إبان سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحداته العسكرية، ولكن كيف للإنسان العاقل أن يصدّق حكاية محاربة تركيا للإرهاب على حدودها، بينما ترهيب المواطنين والانتهاكات اليومية بحق أبناء منطقة عفرين هي عملياً بدأت بالجملة بعد الخروج الكامل لكل كوادر PKK ومجمل عناصر PYD من منطقة عفرين!؟.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطويق رُسل الخراب
- معاناة المجلس الوطني الكردي
- كابوس الهجوم على شرق الفرات
- الجهل جاسوسٌ مقيم
- الاستعانة بفلسفة باقي الكائنات
- في نُصرة الملاعين
- الطوطم الكردي المعاصر
- حلم حمو وحمار بشار
- لماذا ينافق حلف الناتو؟
- تلازم الشرف والعار
- مثالبنا المشتركة
- دعاة الدين في كرداغ
- مانغويل والخالَة مِيمو
- ما علاقتنا بالكلاب؟
- الكردي بين الحَسَد واللّعنة
- قرارات القائد الأخرق
- المكان وأهله بين التجاهل والاِنتقام
- مُغرمٌ يتطاير مع شظايا أجنحتها
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (3)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (2)


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الإرهابي المفضّل على سواه