أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - الطائفية ... الطاعون الجديد














المزيد.....

الطائفية ... الطاعون الجديد


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم مرور اكثر من اربعة اشهر ، ولا زالت الكتل السياسية تراوح في مكانها ، غير عابئة بما يعانيه الشعب العراقي ، وكأنه قدر لهذا الشعب ان يخرج من نفق ليدخل نفقا آخر لا يقل قتامة من نفق النظام البعثي الفاشي ، زحفت الجماهير العراقية نحو صناديق الأقتراع متحدية القوى الأرهابية والتكفيرية وادلت بأصواتها ، وفاقت نسبة المشاركة الأنتخابية بلدانا مستقرة من الناحية الأمنية ، وذلك من اجل انهاء الوضع الأنتقالي الأستثنائي ، من اجل ان يروا بصيص نور وامل بعد فترة ظلام لأكثر من خمسة وثلاثين عاما ، من اجل تشكيل حكومة دائمية ، تضع في مقدمة اهدافها معالجة تردي الخدمات .

ورغم مرور اكثر من اربعة اشهر على الأنتخابات النيابية ، والأوضاع تسير من سئ الى أسوأ ، فالخدمات تردت الى معدلات لم يسبقها مثيل ، والوضع الأمني صار يصعب الحديث عنه ، فالعاصمة بغداد تحكمها الميليشيات والتي لا احد يعرف لمن ولاؤها ، الجثث الملقاة في الشوارع والمزابل صارت مسلسلا يوميا ، الساكنون بغداد ( بإستثناء المنطقة الخضراء المحمية امريكيا ) ، يحمدون الله صباحا عندما يجدون انفسهم احياءا يرزقون ، ولسان حال الناس يصرخ عاليا لا نريد شيئا الا الأمان ، وبدلا من رسم الخطط والبرامج لعودة الملايين من العراقيين الذي تركوا البلاد بسبب ظروف القهر والقمع الصدامي ، يلاحظ خروج العراقيين بالآلاف يوميا من بلدهم الى دول الجوار .

كل هذا يحدث ولم يهز ضمائر ونخوة السياسيين الطائفيين ، ويبدو انه لا يتوفر لهم الوقت الكافي لمعالجة الكوارث التي يمر بها شعبنا ، فهم مشغولون بكيفية زيادة ارصدتهم المالية في البنوك الخارجية ، وكيف يتم تفسير قيام الف ومائتي شاحنة بتهريب النفط الى دول الجوار ولم يتم اتخاذ اجراء بالحفاظ على ثروة البلد ومحاسبة المقصرين ، وكيف يجرؤ امرء او عصابة بتهريب هذا العدد من الشاحنات ( الله وأكبر !!! ) من دون دعم واسناد من مسؤولين كبار في الدولة ، وكيف تم تهريب مائتي شاحنة من قافلة الشاحنات رغم اكتشاف السرقة وحجز هذه الشاحنات .

كل هذا الخراب الذي يحصل في بلدنا وسياسي المرحلة الطائفية يسلكون بكل وقاحة سلوك الطاغية صدام بالتشبث بالكرسي ، غير مقدرين لهذا الشعب تضحياته ، منافقين بالأدعاء بأنهم يناضلون من اجل مصلحة الشعب العراقي ، وما يجري الآن كشف حقيقتهم وبان ادعائهم .

تنقل شاشات الفضائيات انتقادات السياسيين للطائفية ،وكل منهم يرمي الآخر بتهمة الطائفية ، وبعض هؤلاء كثيرا ما تباكوا انهم ضحية الطائفية ، ولكنهم عندما تسنت لهم الفرصة في ان يكونوا قاب قوسين او ادنى من تسلم كرسي المسؤولية ، كشفوا عن طائفيتهم المقيتة ، واعلنوا ان هذا المنصب يجب ان يكون لهم لكونهم ينتمون لهذه الطائفة المعينة وان هذا الكرسي هو من استحقاقها ، ضاربين بعرض الحائط ما جاء في دستور البلاد من ان المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ، داقين اسفينا في جسم المجتمع العراقي في تعميقهم لهذا التقسيم الطائفي ، والذي لو قدر له النجاح فسيكون اشد خطورة من مرض الطاعون .

الطائفية التي فرضها الأمريكان في مؤتمر لندن ، واعادوا تثبيتها في مؤتمر صلاح الدين ، وكرسوها عند تشكيلهم لمجلس الحكم ، ثم تم التعامل معها وكأنها امر واقع مفروغ منه عند تشكيل الحكومة المؤقتة وكذلك في الحكومة الأنتقالية ، ويتقاتل الطائفيون الآن من اجل جعل المحاصصة الطائفية عرفا او قانونا في تشكيل الحكومات العراقية ، ومع الأسف انهم عارفون بأن ذلك اشد خطرا من الطاعون على مصير البلد ، ولكنهم عن ذلك زائغون ، وهو جيدا يدركون ان الظروف الحالية التي يمر بها وطننا والأجواء الملبدة بالازمات والصعوبات والمفخخات والقتل اليومي التي يعيشها شعبنا ، تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تقام على اساس الحوار والتوافق الوطني واعلاء قيم المواطنة .

الا يستحق شعبنا المكافأة على صبره وانتظاره ؟ ، الا يشكل كل ذلك حافزا للسياسيين العراقيين للأرتقاء الى مستوى المسؤولية، وان يتم الاسراع في تهيئة الاجواء الايجابية لانعقاد جلسة مجلس النواب وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، بدون محاصصة طائفية مقيتة وبعيدا عن الاستئثار والهيمنة والتهميش ، حكومة تتسع للجميع ، وتوفر امكانية المساهمة الواقعية في تحمل المسؤولية .







#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات من حياة الرفيق فهد
- ثلاث سنوات بعد سقوط الصنم
- شتان بين صدام وكريم
- أين الصدق يا ساسة العراق ؟
- اصوات حكيمة واصوات المراهقة السياسية
- متى تكف إيران عن تدخلاتها في الشأن العراقي ؟
- مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية
- مقابر جماعية للبشر والكتب !!!
- ؟خط احمر ... أم خطوط حمر
- حكم الأغلبية
- أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟
- القانون في إجازة
- أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - الطائفية ... الطاعون الجديد