أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .














المزيد.....

المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6138 - 2019 / 2 / 7 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


شكلت مفردة استاذ خلال عقديي الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت حظورا بارزا داخل ساحة المجتمع العراقي فقد كانت تلك المفردة خلال ذينك العقدين تمثل قيمة اجتماعية وثقافية وتربوية عليا فكان لها وقع ايجابي كبير على الوجدان العام للمجتمع العراقي آنذاك .
لم تبثق تلك المفردة من فراغ وانما جاءت على خلفية ما شهده المجتمع العراقي حينها من نهضة علمية ارتبطت بالاقتصاد العراقي الذي اخد يخطو خطوات نوعية بسبب ارتفاع كميات تصدير النفط في سبعينيات القرن المنصرم وكان من نتائج تلك النهضة ان شهد قطاع التعليم انتعاشا كبيرا فكانت مفردة استاذ حلم يراود طموحات العراقيين وتطلعاتهم .
في عقديي الثمانينيات والتسعينيات من نفس القرن تسيدت المشهد الاجتماعي مفردتي (سيدي ) و (رفيقي ) كانت مفردة سيدي تشير الى الرتبة التي يحملها الضابط العراقي بكل درجاتها وتصنيفاتها .
طفت تلك المفردة وسط اجواء الحرب العراقية الايرانية التي امتدت لثمان سنوات عجاف آتت على اقتصاد البلاد ليخرج العراق بعد ذلك مديونا بسبب تلك الحرب التي لم يكن للعراقيين فيها لا ناقة ولا جمل كما يقال .
احتل الضابط العراقي وسط اجواء الحرب المشحونة برائحة الدم والبارود في الثمانينيات مكانة الاستاذ خلال سنوات السبيعيات والستينيات فكانت العوائل العراقية تنزل الضابط منزلة لا تضاهيها منزلة اخرى حتى اذا ما اراد الضابط ان يتزوج وجد قبولا منقطعا من جيرانه واقربائه ومعارفه حتى اشتهر اهالي الموصل بترديد المقولة الشعبية الشهيرة (لو ملازم لو ما لازم ) وهم يعنون بذلك انهم اما ان يزوجوا بناتهم لمن يحمل على كتفه مرسوما جمهوريا او يبقوهن بدون زواج مدى الحياة .
المفردة الاخرى التي شهدت حظورا ملفتا في عقد التسعينيات هي مفردة (رفيقي ) والتي ارتبطت بالحياة الحزبية التي انتهجها النظام السياسي الحاكم فقد كان للرفيق دور مبرز في المجالات التظيمية والادارية والرقابية والتوجيهية وهو ما دفع المؤسسة السياسية آنذاك ان تجعل من كوادر الحزب (الرفاق) جهة اعلى من سائر الجهات الامنية والمخابراتية والعسكرية فكان تقرير لا يتعدى النصف صفحة كفيل بان يلقي بك وراء الشمس .
السنوات التي تلت سقوط نظام البعث الفاشي طفت للسطح اكثر من مفردة وذلك بسبب تعدد مراكز القوى التي مسكت بخيوط التجربة السياسية داخل العراق الا ان ابرز مفردة كانت هي مفردة (سيد ) التي تشكل قيمة رمزية لسائر العراقيين لكل ما هو مقدس ورفيع واخلاقي جاءت تلك المفردة على خلفية تصدي الاحزاب الاسلامية للحكم الفعلي والمباشر احزاب الاسلام السياسي الشيعية تحديدا الا ان تلك المفردة وبعد انقضاء اقل من خمس سنوات على تجربة الاسلاميين في الحكم اخذت تفقد الكثير من بريقها وقدسيتها ومعانيها بسبب ذلك الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها العامة والتي كانت تديرها الاحزاب الاسلامية ذاتها .
المفردة الاخرى التي كانت اكثر حظورا في السنوات التي تلت الاطاحة بنظام البعث كانت على النقيض من مفردة (سيد ) فقد كانت تشير الى كل ما هو دوني ورخيص وغير قانوني وشرعي واخلاقي .
احتلت مفردة (حرامي ) الصدارة على السنة العراقيين بعد دورتين انتخابيتن متلاحقتين وذلك بسبب تورط سائر القوى المتصدية للحكم (الطبقة السياسية ) وبمختلف ثقافاتها وادبياتها وتوجهاتها السياسية والعقائدية (اسلامية قومية مدنية) بعمليات فساد كبرى وهدر للمال العام واستهانة بمصير ابناء المجتمع .

يتضح من كل ما تقدم ان المفردة يمكن ان تعتمد بمستوى من المستويات في قراءة وفهم واقع اجتماعي في مرحلة ما من التاريخ حيث تشكل المفردات الاكثر استخداما وتداولا هامشا يمكن من خلاله ان نفهم الكثير من المعطيات بل وحتى الحقائق التي تتعلق بحياة هذا المجتمع او ذاك لا سيما اذا عرفنا ان اللغة انما هي ظاهرة اجتماعية في اهم وابرز ابعادها .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل بيد الاميركان حقيقة ام وهم ؟
- دهشة الشيخ
- الموت في قصائد الراحل (كاظم اسماعيل الكاطع)
- عقدة الجنس
- ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف ...
- الجنس في بلدي
- الحقيقة من وجهة نظري الشخصية
- السيد كمال الحيدري في مواجهة الجمهور
- اهم الاسباب التي تقف وراء تمدد بعض الجرائم السياسية وانحسار ...
- وحوش بشرية
- لا تذهبوا بالنصوص بعيدا
- السيد عادل عبدالمهدي ليس الها
- العراقيون يزورون تاريخهم السياسي القريب
- هل بكي الامام الحسين بن علي قاتليه يوم الطف ؟
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- شهد ودموع (قصة قصيرة)
- وقفة عند توصيات المرجعية الدينية بخصوص الانتخابات المقبلة (ا ...
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الرابعة والاخيرة
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الثالثة


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .