الحقيقة من وجهة نظري الشخصية

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6050 - 2018 / 11 / 10 - 21:55
المحور: الادب والفن
    

ما ان تقلب صفحات التاريخ وتطلع على تراث الامم والشعوب حتى تجد الخلاف قد دب بين صفوفهم وتعاظم بين ظهرانيهم فوجد سبيله الى عقولهم والتمس طريقه الى قلوبهم فكل يرى الحق الى جانبه والصواب لصالحه وهو منكر على الاخر قناعاته وجاحد على من سواه عقائده .
ان نزعة الخلاف بين بني الانسان قد شكلت عاملا مشتركا بين الاجيال المتعاقبة والقرون المتوالية فكان الخلاف السمة الابرز والعنوان الاكبر حول الحقيقة وقد اغتر كل فريق بما لديه وفرح كل حزب بما احرزه فكان ذلك مبررا لتنافرهم ومسوغا لتقاتلهم وما علموا ان كلا منهم قد اصاب جزءا من الحقيقة ونال نصيبا من اليقين .
لقد شكل الخلاف حول امر الحقيقة لبني الانسان قاعدة عريضة لم تغادر كبيرة ولم تستثني صغيرة الا وتناولتها بمقدار من التباين ونصيب من التنافر الذي قد يكون مدعاة لحروب طاحنة تطيح فيها الايدي وتطير الرؤوس بينما بقيت الحقيقة المطلقة وغير المنقوصة مغيبة عن القوم متوارية عن العيون مستترة عن القلوب في كتاب يحوي الآف الصفحات من القطع الكبير، هذا الكتاب الذي لم يجمع بعد ولعل جمعه سوف يستغرق قرونا قادمة من الزمن مثل هكذا كتاب لم يتيسر لاحد منا ان اطلع على فصولة وقرأ اسفاره وتفحص هوامشه واحصى مصادره ، فكل ما بين ايدينا منه صفحات متناثرة واوراق متباعدة وفصول غير متسلسلة لذلك ترانا متنافرين مختلفين متقاتلين كل منا قد اعتز بما اطلع عليه وقد ظن كل الظن انه قد امتلك ناصية الجواب ووطىء ارض الصواب وهو جهل فاضح وقصور واضح سوف يبقى ملازما للعقل البشري حتى اتمام وجمع كتاب الحقيقة وطبعه وتنقيحه وعرضه على الملأ .
ان سائر الملل والنحل والفرق والمذاهب لم تطلع الا على النزر اليسير من كتاب الحقيقة المطلقة وغير المنقوصة وان من يدعي خلاف ذلك فهو ابعد ما يكون عن الفهم واقرب ما يكون للوهم .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل