أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة














المزيد.....

شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 17:19
المحور: الادب والفن
    


اجتمع ذوي شهد وسامر وهم يحيون حفلة الخطوبة وقد حضر كل من والد سامر ووالدته وكان هناك عم شهد واخيها علاء وزوجته وبعض زميلاتها ممن كن معها في كلية العلوم كما حضرت بشائر التي كانت ترقص على وقع احدى الاغاني الجزائرية التي تغنى في مناسبات الاعراس والخطوبة .كان سامر يقبض بشدة على يد شهد وكانه طفل صغير تعلق بثياب والدته خوفا من امر ما وعيناه مسمرتان بعيونها الملونة وكان يهمس باذنها بين الحين والاخر فتبتسم ابتسامتها البريئة التي كانت تزيدها جمالا على جمالها انقضت الحفلة وقد اصاب الحاضرون ما اصابوا من صنوف المأكول وضروب المشروب
.
استمرت خطوبة شهد من سامر حتى سنة التخرج الاخيرة فقد قضت شهد مع سامر سنتين كانت اجمل سنواتهما وامتعها وكيف لا وقد حلت روح احدهما في جسد الاخر .
كان سامر يشبه شهد في كثير من الخصال والمزايا فحبها للمطالعة وشغفها للمعرفة الذي ورثته من والدتها كان يتوفر بشخصيته اما ولعها بالسباحة والغطس فقد كان سامر في سباق معها داخل احواض السباحة التي كانا يرتادانها بين آونة واخرى كان سامر شابا عمليا جديا يترفع عن صغائر الامور سيمائه الحياء ودأبه السعي وشهد لا تقل في كل ذلك عنه .

ايقنت شهد بانها قد فارقت الاحزان فلم تعد تخاف غوائل الدهر ولم تعد تبالي صروف الزمن مع وجود سامر الذي ملىء عليها فؤادها وشغل تفكيرها وما هي الا اشهر وتصير معه تحت سقف واحد .
كانت صورته تتوسط شاشة جهازها النقال فكان اذا غاب عنها اخذت تطيل النظر الى صورته فيدب في نفسها السرور ويسرع الى قلبها الرضا .
اخذت شهد تحث سامر على ضرورة الاسراع بزواجهما لا سيما وانهما قد قضيا فترة ليست بالقليلة لكن سامر طلب منها ان تمهله حتى يسافر الى بلده العراق فقد اشتاق كثيرا لاهل مدينتة الكرادة تلك المدينة التي تتوسط العاصمة بغداد والتي كان يكثر ذكرها لشهد فكان يحدثها عن مأذنها وحسينياتها وكنائسها وساحاتها واسواقها وما تشهده خلال شهر رمضان من مظاهر والعاب شعبية كاللعبة المحبس التي علمها سامر لشهد قبيل سفره باسابيع قليلة .

طلبت شهد منه ان يصطحبها لبغداد فقد اشتاقت كثيرا للسفر لتلك العاصمة التي لم ترها لكنها سمعت عنها كثيرا في قصص الف ليلة وليلة لكن سامر وعدها ان يصطحبها معه في المرة الثانية وقد تزوجا ثم راح يذكرها بانها صائمة وان المناخ في العراق حار جدا حيث تصل درجات الحرارة الى اكثر من (60 ) درجة مئوية وانها لا تحتمل مثل ذلك المناخ القاسي الذي ابتلي به العراقيون منذ زمن بعيد . عادت شهد للبيت وهي حزينة اشد الحزن لممانعة سامر من اصطحابها معه الى بغداد تناولت قدحا من عصير الليمون ثم قصدت الفراش ما ان استسلمت للنوم حتى آتاها أبواها بذات الهيئة التي كانا عليها قبيل وفاتهما فكأن الارض لم تقطع اوصالهم وكأن الموت لم يغير محاسنهم ابصرت شهد من خلفهم دخان ابيض كثيف استبشرت شهد برؤية ابويها اللذين فارقتهم منذ سنوات ركضت باتجاهم وهي تناديهم بأعلى صوتها لكنهم كانوا يبتعدون عنها كلما اقتربت اكثر انكرت شهد صنيعهما واخذت تبكي بحرقة عند ذاك اشاروا اليها بانهم انما جاءوا ليروها وياخذوا معهم ذلك الدب الاحمر الذي تضعه بالقرب ن سريرها فتحضنه تاره وتلاطفه تارة اخرى فما كان منها الا ان ناولتهم دبها التي كانت لا تستغني عنه وهي تنظر اليهم باستغراب فكيف لا يأخذونها معهم ويكتفون بذلك الدب
.تلاشى ابويها فجاة من امامها وقد تحول الدخان الكثيف الابيض الى اللون الاسود القاتم انتبهت شهد من نومها وهي تصيح أبواه أبواه لم يكن احد بجنبها التفتت يمينا وشمالا وما ان ايقنت انه كان حلما حتى انفجرت باكية وقد وضعت راسها بين ركبتيها .
سارعت شهد بالاتصال بزوجة اخيها علاء وراحت تقص عليها رؤياها ومخاوفها من تلك الرؤيا لكن زوجة اخيها راحت تهون عليها تخفف عنها ثم وعدتها بانها سوف تكون عندها صباحا للاطمئنان عليها ثم اوصتها بأن تطرد تلك الهواجس من مخيلتها .
حضرت زوجة علاء عند شهد وهي تسترجع معها حديث الامس فأكدت لها بان ما رأته بالامس لا يعدو ان يكون اضغاث احلام ثم سالتها عن موعد مجيء سامر من العراق فأخبرتها شهد بانه سوف يأتي قبيل عيد الفطر وانه من المفترض ان يكون قد وصل للجزائر لولا الحاح بعض اصدقائه الذي تسبب في تأخير موعد قدومه ..
كان سامر ينتقل بين بيوتات اصدقائه في مدينته الكراده وقد طاروا به واستبشروا بقدومه اما شهد فكانت تتصل بين اونة واخرى فيقص عليها كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة .
بعد مرور خمسة ايام على وجود سامر في بغداد اتصلت شهد به وهي تكلمه صورة وصوت عبر نقالها لتسأله عن تأخره فأكد لها بانه كان ينوي الرجوع الا ان اصدقائه اصروا ان يبقى معهم ليوم او يومين لكي يشاركهم لعبة المحبس التي ستجمع شباب الكرادة بشباب مدينة اخرى من مدن بغداد كان سامر قد حدثها عن تلك اللعبة الشعبية التي يشتهر بها العراقيون خلال ليالي شهر رمضان من كل عام ثم اكد لها بانه سوف يتصل بها بعد ان ينتهي من جولة في الكرادة ومن ثم يذهب للعبة المحبس ثم يعاود الاتصال بها مرة اخرى .
مرت اكثر من ساعتين بعد الافطار وسامر لم يتصل بشهد سارعت شهد وراحت تتصل به مرارا ا دون ان يرد عليها كان الخط مغلقا اما شبكة النت فقد كانت تتقطع على الدوام سارعت للاتصال بأحد اصدقائه المقربين الذي اوصاها سامر مسبقا ان تتصل به في حال عدم حصوله هاتفيا لكن جهاز صاحبه كان مغلقا هو الاخر بعد قليل اتصل رامي ابن عمها فتحت شهد الخط بادرها قائلا هل علمتي بان انفجارا كبيرا هز العاصمة بغداد بعد الافطار تجمدت الدماء في عروقها وراحت تسأله في اي مكان حصل الانفجار قال لها في مدينة الكرادة .
بعد عيد الفطر مباشرة كان اسم سامر يتوسط اسماء الشهداء على واجهة مبنى مجمع الليث الذي تفحمت جثث المئات من شباب الكرادة داخله على اثر تفجير ارهابي جبان يريد ان يعيد البلاد والعباد الى دولة السيف والنطع والذل والعبودية والكراهية .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- شهد ودموع (قصة قصيرة)
- وقفة عند توصيات المرجعية الدينية بخصوص الانتخابات المقبلة (ا ...
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الرابعة والاخيرة
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الثالثة
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- سعاد (قصة قصيرة )الحلقة الاولى
- من قتل عزيز ؟ الحلقة السابعة والاخيرة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة السادسة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الخامسة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الرابعة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الثالثة
- من قتل عزيز ؟ قصة الحلقة الثانية
- من قتل عزيز ؟ قصة قصيرة
- الان حصحص الحق
- مع الدكتور محمد باسل الطائي في (ملف الشيعة والسنة )
- العراقيون في عيون اخوتهم العرب
- الحل بيد السيد السيستاني (دام ظله)
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم اس ...
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور عبد الخالق حسين الموسوم ( اس ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة