أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد كشكار - هل الشعبُ هو الذي يَكتبُ دستورَه أو الدستورُ هو الذي يَخلقُ شعبَه!














المزيد.....

هل الشعبُ هو الذي يَكتبُ دستورَه أو الدستورُ هو الذي يَخلقُ شعبَه!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6137 - 2019 / 2 / 6 - 07:49
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


حكمة اليوم قالها أستاذ فلسفة قدير متقاعد، سمعتها أثناء الجلسة الصباحية في الطاولة الثقافية بمقهى حمام الشط الغربية، أكررها مع أنني لم أتمكن من تملّكها بعد، لا للَبس فيها وإنما لنقص في ثقافتي الفلسفية ومع ذلك سأحاول إعطاء أمثلة تدلل على وجاهتها:
- دستور اليابان الحديث كتبه المنتصرون الأمريكيون من ألِفِه إلى يائِه وهذا الدستور المستورَد هو مؤسس الدولة اليابانية المتقدمة والغنية والمزدهرة دومًا. مضى عليه نصف قرن ولم يُحرّف فيه حرفٌ واحدٌ رغم مطالبة اليابانيين الوطنيين بتغييره أو تعديله.
- دستور فرنسا، مؤسس الجمهورية الخامسة 1958، كتبه اثنان، العسكري شارل ديڤ---ول والحقوقي ميشيل دوبري.
- دستور أمريكا، كتبه 55 أب مؤسس. دستور خلق شعبا أمريكيا موحّدا ومتماسكا انطلاقا من شتات مهاجرين من شتى الدول والأديان والقوميات والأعراق والألوان. دستور لائكي مائة بالمائة متعايش مع شعب متدين بامتياز رغم حرية المعتقد التي يكفلها هذا الدستور في أول بنوده المشهورة. دستور تكون الدولة فيه في خدمة الشعب وليس العكس، يحترمه الشعب الأمريكي بأكمله ويقدسه رغم تعدد أديان هذا الأخير وتعدد قومياته وألوانه وثقافاته وحضاراته الأصلية.
- حادثة أمريكية معبّرة: في مرة من المرات خالف مجلس ولاية من الولايات المتحدة هذا الدستور ورفض تسجيل أطفال سود في مدرسة بيض. رفع أولياء هؤلاء التلاميذ تظلما إلى المحكمة الفدرالية فحكمت لفائدتهم لكن الوالي المعنِي رفض تنفيذ الحكم الفدرالي فأعلن رئيس الولايات المتحدة الاستنفار العام من أجل تطبيق الدستور بحذافيره.

إضافة ثلاث حجج - قوية حسب رأيي - تسند وجهة النظر أعلاه:
1. القرآن الكريم، دستور المسلمين الأوائل، وحيٌ إلهيٌّ أملاه الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان دستورا مؤسسا للدولة والأمة الإسلامية. امتدحه فيلسوف الثورة الفرنسية جان جاك روسّو لأنه جمع وصالح بين الدين والسياسة.
2. ليكورڤ--- (Lycurgue, IXe siècle av. J.-C)، كاتِب دستور سبارتا الإغريقية اليونانية، انتحر عندما طلبوا منه تعديل الدستور لأغراض فئوية ضيقة وفضّل الموت جُوعًا على خيانة الدستور.
3. قال الأمريكان: يكون من الأفضل لنا أن نحافظ على دستورنا رغم مَساوئِه ورغم قِدمه (هو واحد من أقدم الدساتير المكتوبة والمطبقة إلى يومنا هذا) عوض أن نحسّنه ونطوّره بإضافة بنود وجيهة تساير العصر الحديث.

إمضاء مواطن العالَم
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، والحيلةُ تُعتبر عنفا مقنّعا.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغٍ، لا أكثر ولا أقل، وهوايةٌ أمارسها وأستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن يتخيلها إلا مَن ذاقَ حلاوَتَها.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية: حمام الشط في 22 فيفري 2013.

إضافة بتاريخ اليوم 6 فيفري 2019: تحية تربوية دائمة ومتجددة لزملائي الأساتذة في يوم غضبهم من أجل حقوقهم.
يُحكَى أن في ألمانيا: المربون يتقاضون أعلى أجرةٍ في الوظيفة العمومية، وعندما طالب الأطباء والمهندسون بالتنظيرِ في الأجر والمساواة مع المربّين، ردّت عليهم العظيمة ميركل: "كيف أساويكُم بمَن علّموكُم؟". جملة رائعة ومعبّرة سواء قالتها ميركل أو لم تقلْها. أضفتُ لها لقب "العظيمة" - وما عظيم إلا الله - لأنها "أَطْعَمَت مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَت مِنْ خَوْفٍ"، وفي ظروف لائقة، مليون لاجئ سوري مسلم، فعلٌ إنسانيٌّ عظيمٌ لم يأتِه خادم الحرمين ولا غيره من ملوك ورؤساء العرب والمسلمين بغض النظر عما ستجنيه هي وألمانيا من فوائد.







#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس اللجنة، شفيق صرصار يَمنحُ شهادةَ الماجستيرْ بملاحظةِ حَ ...
- الأطفال لا يولَدون ملائكة كما يعتقد الكثيون ولا شياطين أيضًا ...
- القانون لا يحمي المغفلين من أمثالي!
- هل اهتدى المثقف العربي إلى حل للأزمة العربية الراهنة؟
- رُبَّ عُذرٍ أقبَحُ من ذنبٍ: عندما تَصنِّفُ الدولةُ الصينية م ...
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية و ...
- -ڤوڤل- 3 والأخير: التجسس المقنّع وصل إلى غرف نوم ...
- -ڤوڤل- 2: من الرأسمالية إلى الشمولية الناعمة ترا ...
- -ڤوڤل-، هذا الغول القادم من كاليفورنيا! ماذا فعل ...
- الفرنسياتْ الشجاعاتْ، صاحباتْ -الستراتْ الصفراءْ- والعاملات ...
- اليومَ، علّمتُ ابني درسَينِ بسيطَينِ؟ مواطن العالَم
- موقفِي الفكريُّ الشخصيُّ جدًّا حول مسألة -الجهاز السري، وتسف ...
- ماذا فعل، بنا وفينا، غولُ القطاعِ الخاصْ المتوحِّشُ جدًّا؟
- أدعو وبِشدّةٍ إلى الترشيدِ في المصاريف، أو بالأحرَى إلى التق ...
- لماذا تثورُ الشعوبُ؟ لماذا الآنَ وليس غدًا؟
- حوارٌ وقع البارحة بين الطبوبي والشاهد، ونُشِرَ على صفحات الت ...
- -احْنِي طِبّاءْ وماقْرِيناشْ الطِّبْ-، نحن في جمنة تضامنيّون ...
- في مقهى الشيحي، قال لي طارقْ، أحد أصدقائي اليساريين السنبَتي ...
- بماذا كنتُ أشعرُ وأنا منزوٍ في ركنٍ فسيحٍ بمقهى الشيحي، أقرأ ...
- سيناريو مَحْضُ خَيالٍ: لنفرِض جدلاً أن حزب الجبهة أخذ مكان ح ...


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد كشكار - هل الشعبُ هو الذي يَكتبُ دستورَه أو الدستورُ هو الذي يَخلقُ شعبَه!