أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مدخل للحوارات مع القرآن














المزيد.....

مدخل للحوارات مع القرآن


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مدخل للحوارات مع القرآن
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
كما لاحظ القارئ في الجزء الأول، وكما سيلاحظ في الجزء الثاني، إني اعتمدت بدرجة أساسية في مناقشة ونقد الدين نوعين أساسيين في البحث، البحث العقلي، والبحث القرآني؛ الأول فيما هو منهج البحث المعتمد، والثاني فيما هو النص المُخضَع للبحث، أو بتعبير آخر الأول فيما هي الأدلة العقلية المستقلة والمتجردة والمحايدة، والثاني فيما هو مدى انسجام مقولات القرآن مع تلك الأدلة، أو لنقل مع ضرورات العقل عبر نصوص القرآن نفسه، من غير اجتزاء واستقطاع، بل عبر دراسة شاملة لكل نصوصه المعنية بكل من موضوعات البحث.
وفيما يتعلق الأمر بالبحوث القرآنية، فشرط ذلك التجرد، بحيث يدخل القارئ، وأعني بالذات القارئ المسلم، أي المعتقد بإلهية القرآن، بتجرد تام، ناسيا مسلَّماته، وتاركا دعوى احتكار الحق والحقيقة ونهائيّتها ومُطلَقيّتها. أعلم أن التجرد وحسب تجربتي مع الكثيرين ممن التقيتهم، ليس بالأمر الهيّن. فأكثر الذين مروا بتجربة التدين والالتزام، خاصة أولئك الذين نشأوا على مسلمات الإسلام منذ طفولتهم، أصبح لديهم من المسلمات أن القرآن من تأليف الله، ولذا فهم لا يستطيعون إلا أن يصدقوا بالإعجاز البلاغي، والإعجاز العلمي وغيره من الإعجازات، التي أصبحت لديهم من البديهيات غير القابلة للمناقشة. فهم لا يلتفتون إلى الأخطاء اللغوية، ولا إلى الضعف البلاغي في بعض النصوص، مع إقرارنا، وإقرار كل منصف متجرد، بأن القرآن متميز في بلاغته، لكنه ليس معصوما من الخطأ، بما في ذلك الأخطاء البلاغية، لأنه لم يُكتَب أو يُملى أو يوحَ به من قبل الله، حسب ما وجدنا أنفسنا من قناعة وصلنا إليها، بعد طول تأمل. لو استطاع المؤمن بإلهية القرآن أن يتجرد، ويستمع بهدوء إلى وجهة النظر الأخرى المغايرة، لاسيما من قبل شخص مثلي كان مدافعا لما يقترب من ثلاثة عقود من الزمن كداعية إسلامي، ومحاضر، ودارس ومدرِّس للعلوم الدينية، ويستخدم أدوات العقل، ومع تحول قناعاته لا يسمح لنفسه أن يمارس الإساءة إلى مقدسات المسلمين أو غيرهم من أتباع الديانات، وإنما يريد أن يناقشها، كما ناقش القرآن نفسه بقية العقائد، كالمسيحية واليهودية والوثنية، ففندها، وكرر عبارة «قَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا ...»، مبينا هوان عقائد الآخرين، حسب وجهة نظره، ولكون القرآن نفسه يدعو للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويدعو للجدال بالتي هي أحسن، ويفترض في أحد نصوصه في مجادلة الآخرين أنهم إما هم وإما النبي والمسلمون، إما على هدى، وإما في ضلال مبين «وَإِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلى هُدًى أَو في ضَلالٍ مُّبينٍ»، ويدعو إلى القسط الذي من لوازمه أن يقبل ناقد عقائد الآخرين أن يُنقَد. لذا أوجه دعوتي للمؤمنين بالقرآن، كما لناقدي القرآن، أن يدخلوا هذه الحوارات بتجرد؛ يتجرد القرآني عن تعصبه للقرآن، ومسلماته اللامناقَشة، أو اللاقابِلة للمناقَشة، كما ويتجرد مخالف القرآن عن إفراطه في الحساسية المبالَغ بها. إذا كان صدور القرآن عن غير الله محالا عند المؤمن بإلهيته، وإذا كان صدوره عن الله محالا عند اللاديني، فإن فرض المحال ليس بمحال. لذا لندخل هذه الحوارات بعقل بارد، وبموضوعية، وتجرد، وحياد، وبتحكيم العقل، الذي أودعه الخالق فينا، أو أودعته الطبيعة، كما يرى اللاإلهيون، ليكون الحَكَم.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع القرآن في حوارات متسائلة
- إثبات وجود الله كمقدمة لكل من إثبات الدين ونفيه
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 2/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 1/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 3/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 2/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 1/3
- أدلة النبوة العامة على النبوة الخاصة
- النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- تجسد الله في إنسان والتناسخ والحلول
- ذكورة الله في الأديان
- خطأ تجاه المسيحية له إيجابياته وقع فيه الإسلام
- المعجزات في قصص الأنبياء 2/2
- المعجزات في قصص الأنبياء 1/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 2/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 1/2
- الإيمان بين العقل والدين
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 2/2
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 1/2


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مدخل للحوارات مع القرآن