أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد المذحجي - الصورة التلفزيونية.. انحراف عن الحقيقة














المزيد.....

الصورة التلفزيونية.. انحراف عن الحقيقة


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصورة تبني شقها من الحقيقة، وتكرس هذا الشق عبر كافة وظائفها، أن هذا الشق هو الأكثر لمعاناً ومعالجه، وهو الشق الذي يجب تعميمه وخلق التفاف حول تلقيه عبر كثافة العرض وتكراره في مواقيت مختلفة.. إن تأكيد هذا الشق من الحقيقة هو غرض الصورة التلفزيونية ونحوه يتم توجيه كل إمكانياتها.
يتم الاشتغال على هذا الشق من الحقيقة عبر الاشتغال على حجم وزوايا الصورة، وهذا يبدوا بشكل لافت في المتابعات الإخبارية، فحجم المساحة التي تغطيها الكاميرا والزاوية التي ترصدها خلف المراسل تشير تماماً إلى حجم الحقيقية التي تريد هذا الكاميرا نقلها، أو الزاوية التي تريد منها النظر إلى الحقيقة!!. الصورة مجموعة انحرافات عن الحقيقة، فهي لا تؤكد شيء بقدر ما تؤكد موقف وزاوية في الرؤية، ويصبح الإنشاء المرافق الذي يردده المراسل ذو وظيفة واحده وهي معاضدة الصورة ضمن الحقيقية المختارة، ومنع أي التباس يمكن أن ينشأ حول مراميها. في المتابعات الإخبارية لمحطة الجزيرة فيما يتعلق بالشأن العراقي تكون مساحة الصورة التي تلتقطها الكاميرا ضيقه، إنها صورة تتركز تماماً على مشهد الدخان أو العنف أو التعذيب، الصورة لا تتسع أبداً خارج هذا المشهد حيث يمكن رؤية بشر يمرون بهدوء، وحياة تستمر بجوار العنف. وهي على عكس الصورة في محطة العربية حيث المساحة واسعة للغاية مما يموه التفاصيل، ويجعل المشاهد لا يجد بؤرة يتركز عليها الانفعال، وهي صورة دون تأكيدات واضحة على العنف في العراق بقدر ما هي صورة تنجذب لتأكيد الايجابية السلمية في بناءه الديمقراطي مع غض النظر عما يرافق هذا البناء من التباسات. ربما تكون مساحة الصورة في محطة أبو ظبي أكثر اتزاناً حين تتعلق بذات الحدث، حيث يمكن أن نجد العديد من التعبيرات المتجاورة، ودون إفراط يمكن إيجاد عدد من الزوايا في الصورة. إن الصورة تتسع للموقعين وبإطار منضبط لا يُفرط في تبني زاوية واحده بقدر ما يتنقل بينهما بحيث يمنح خصوصية لصورة أبو ظبي.
الصورة منطقة خلق الدلالات، تتأكد هذه العملية في التقارير الخبرية المصورة حيث يتركز التلقي بشكل كامل على الصورة، ويدفع الصوت من دلالتها حتى الحد الأقصى، إن التقرير المصور هو تكثيف لفكرة بناء الحقيقة الإعلامية اعتماداً على عدسة الكاميرا وعمليات مونتاجها.. إن الصور المتلاحقة التي لا تتيح للمتلقي عملية التفحص تقوم بتصديع تماسكه، وتبني جاذبيه هائلة تُمحور فيها انفعالات المتلقي حول مجموعة من مقولات الصورة، و حول نمط بنائها، وما تريد تركيز الإشارة إليه، وتكريسه. ويعمل الصوت على إضافة البلاغة الكفيلة برفع عتبة الانفعال، وإلغاء محاولة التركيز، مما يتيح أمكانيه أعلى لنشاط الصور، وبالتالي خلق انحرافات مؤكده عن مجموعة حقائق سابقه باتجاه حقائق جديدة تقود نحوها الصورة الذكية التي تصنعها العدسة التلفزيونية ومن يقفون خلف تحديد زواياها ومراميها.
حين يتعلق الأمر بالصورة يكون الكلام هو الجزء الميت من الحقيقة التي تقولها.......



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى أن تختار دون أن تُعرض نفسك لابتسامه عمياء
- التاريخ يتكلم بإسم عبد القادر الجزائري ..-كتاب الأمير- لواسي ...
- اعتراضاً على إعدام قاتل جار الله عمر
- رواية الضجر الأنثوي والجملة الناقصة.. رواية غرفة السماء ل مي ...
- ما يُفترض ان يكتبه شخص من ملاحظات
- عن الرمز المقدس وما عليه........
- التفكير في فكرة الرقيب الاخلاقي
- ستولد من أحبها من ضوء قمري أو من قدح
- الحزب الاشتراكي اليمني وتشكيل تراث الخيبة
- المشاهد التي يُمكن أن أنتبه لها للحظة
- بطاقة تخصني وتتعلق بما أنا علية
- الرواية في فخ التجريب والحنين..واسيني الأعرج يأكل مصير أبطال ...
- مطلع أغنية جاز يغنيها رجل أسود.. وحزين
- محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ...
- بنية مغلقه.. و تحيزات جاهزة... عن المشهد الثقافي السوري
- الخفة كحاصل ضرب الشاعر برسائل الفتاة المراهقة
- هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر
- التفاصيل باعتبارها ملاحظات يكتبها الرجل الضجر
- عن التهديد بالقتل للصحفيين اليمنيين.. الإقصاء والعنف مفردات ...
- فن السينما... النشاط البصري كصناعة ثقافية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد المذحجي - الصورة التلفزيونية.. انحراف عن الحقيقة