أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الديكتاتور المرعوب














المزيد.....

الديكتاتور المرعوب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6117 - 2019 / 1 / 17 - 02:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أهم أسلحة الديكتاتور للسيطرة وبسط النفوذ هي نشر الرعب، فهو يرعب الناس من الثورة عليه، وهو يرعب الناس من الأعداء الوهميين الذين يعملون على حياكة المؤامرات أناء الليل وأطراف النهار ضد الدولة.
وهو يبث في نفوس شعبه الرعب من مصير الدول التي ثارت من قبل على فساد رئيسها ورجاله ومن الجرائم التي يرتكبها نظامه الذي لا ينصاع للقانون أو الدستور أو لمباديء الحق والعدل.
وهو ينكل بكل من تسول له نفسه معارضته تنكيلا شديدا بلا رحمة أو شفقة وحتى لو كان ذلك فتاة رفعت لافتة أو شاب في مقتبل العمر حلم بحياة نظيفة في بلد يحترم أدميته.
إلا أنه ووسط كل ذلك يعيش الديكتاتور حالة من الرعب الفائق الذي لا يضاهيه رعب شعبه المقموع الذي يذوق صنوف الذل والمهانة مع كل طلعة شمس وغروبها.
فهو مرعوب من أقرب رجاله اليه ولا يأمن لهم وهو يستبدلهم من حين الى أخر حتى لا يتمكن أحدهم من موقعه فينقلب عليه، وهو يصدر فرمانات يقف أمامها أصحاب الألباب عاجزين عن فهمها إلا أنها لا يمكن فهمها الا من منطلق الرعب الذي يعيشه هذا الديكتاتور كمنع سفر الشخصيات العامة بدون إذن شخصي منه.
الديكتاتور مرعوب من كل شخص يتمتع بدرجة من الشعبية أو ينال ثناء نسبة كبيرة من ابناء الشعب مثل لاعب كرة قدم يتمتع بأخلاق رفيعة شهد لها القاصي والداني، فهذه الشعبية تظهر للديكتاتور مدى كره الناس له ورغبتهم الدفينة في التخلص منه ولو بكارثة طبيعية أو غير طبيعية مثل نيزك يضرب هذه البقعة المظلمة من الأرض أو مفاعل نووي يتم إدارته بنفس أسلوب إدارة الدولة فينفجر عاجلا أو أجلا!
الديكتاتور مرعوب من شعبه ويخاف من اللحظة التي سيتستيقظ فيها هذا الشعب ويزيح في وجهه كل ما بناه الديكتاتور من أسوار وكل ما وضعه من قيود وكمامات وكل الأسلاك الشائكة والقوانين الشائكة التي يتفنن في حياكتها.
الديكتاتور مرعوب من كل كلمة حق تقال فالحقيقة ليست في صالحه فوجوده يعتمد على قدرته وقدرة اعلامه ورجاله على الكذب والتدليس والتغييب ونشر الجهل والدجل والخرافة، ولذلك فهو على استعداد لدفع عشرات المليارات في شراء اسلحة القمع وبرامج وتقنيات التجسس التتبع وينفق على جيوش من المخبرين الذين يعملون ليلا ونهارا لمنع الحقيقة من الوصول الى آذان الشعب المقموع المنهوب.
إن جنون الديكتاتور يظهر جليا فيما يبتدعه من فنون التنكيل والمطاردة التي يقوم بها نظامه ضد المعارضين وخروج هؤلاء عن كل القوانين والأخلاقيات، بل عن العقل والمنطق حتى أنك تجزم أن رجاله هم مجموعة من المرضى الساديين المعادين للمجتمع والذين يفتقرون لأي قيمة أخلاقية أو أي وازع ديني أو أي درجة من التعقل أو الفهم!
لو كنت معارضا في مصر فأنت تدرك مدى ما يمكن للنظام المخبول أن يصل اليه في مطاردتك والتضييق عليك والتنكيل بك وهو ينفق على ذلك إنفاقا باذخا كإنفاقه على مشاريعه البائسة التي لا يستفيد منها الغالبية العظمى من ابناء هذا الشعب المبتلى به.
وفي الوقت الذي يموت فيه ابناء هذا الشعب بسبب موجة برد أو بسبب نقص في الدواء أو بسبب الاهمال والفشل الاداري أو يقتلون أنفسهم أو أهليهم بسبب الحاجة والعوز، يفتتح الديكتاتور أكبر مسجد وأكبر كنيسة وأعلى برج ويصنع النهر الأخضر وكلها مشروعات لن يسمح للمواطن العادي حتى بالمرور من أمامها فهي للبشوات الجدد الذين صنعهم النظام الفاسد فأثروا من دماء هذا الشعب وعلى حساب ثرواته المنهوبة.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صروح الفقراء
- مآساة الحقوقيين في العالم العربي
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية
- طويل العمر


المزيد.....




- لمسة ذهبية وحجر أبيض وقاعة رقص.. ترامب يخطط لـ-إرث معماري عظ ...
- على وقع التوتر مع واشنطن.. روسيا والصين تنفذان مناورات بحرية ...
- أشرف كابونجا.. يبحث عن رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس
- نواف خليل: - المشكلة تكمن في عقلية القائمين في دمشق-
- مصرع 27 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب يقل 150 شخصا قبالة ...
- نتنياهو يطالب الصليب الأحمر بتوفير الطعام للأسرى الإسرائيليي ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا غير نظامي بغرق قارب قبالة سواحل اليمن ...
- بينها الاعتراف بإسرائيل.. ماذا وراء شروط عباس للمشاركة في ال ...
- تراشق ميدفيديف وترامب يحظى باهتمام مغردين عرب.. كيف علقوا؟
- وزير لبناني: حزب الله سيختار الانتحار حال رفض تسليم سلاحه


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الديكتاتور المرعوب