إغتيال حلم موسم الربيع

بعلي جمال

الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 22:34
المحور: الادب والفن
    

ارحل ،ارحل...
جموع تتدافع ،أطفال يكسرون الطوب ويحذفون البوليس بشراهة ..الألعاب قد تتحول إلى معارك خارج إطار الكومبيوتر .نقمة النظر في وجوه الكبار لإكتشاف حجم البؤس ،هوس الفاجعة رسم على الجدران غيمات تنز دم ..الكبار وقحون ايضا ،يدفعون بالأطفال إلى الأمام ويصرخون :
ارحا ،ارحل...
تشكل حاجز من قوات مكافحة الشغب بكامل عدتهم ،تتوسطهم عربة ضخ الماء ..الوجوه متجهمة حتى القطط تختبئ في زوايا الشارع .هل تحتدم المعركة ؟ هل حقا لم يكذب بينوكيو هذه المرة ؟ .الأطفال يحلمون برقصة الوطواط و يندمجون اكثر في اللعبة .يتكلم الظابط في مكبر الصوت :
- التزموا الهدوء .
الجماهير تتهافت وتهتف ،يضيق الشارع الرئيسي ،يتراجع الصف الأول من قوات الشرطة بعض الخطوات إلى الوراء . الأطفال يرفعون الأيدي ويصرخون :
- نريد ان نحلم .
يحذر الظابط للمرة الثانية :
إلتزموا الهدوء .
تسقط حجرة على خوذة شرطي ،ترتطم أخرى بنافذة العربة ...أفراد الشرطة يتأهبون ...
يصرخ الظابط في مجموعته :
- اغلقوا التشكيل . اطلق قنبلة دخان . افتح المياه ...تقدموا . الأطفال لا يستطعون الخروج من دائرة الدخان،الكبار ينزعون قمصان الأطفال،يتكممون بها ،الأطفال عراة يختنقون ،يندفعون اكثر ،بينوكيو يسقط مغما عليه ..الكبار من بعيد يلوحون :
ارحل ،ارحل ..
الأطفال يختنقون ،صرخت إمراة .
الكبار من بعيد يهددون :
النظام يقتل الأطفال.
النساء يرتمين على الأطفال يخبئونهم في صدورهن ،وجوه النساء عارية ،انهن يختنقنا .
الظابط يعطي الأمر بالتوقف .
تقطع الدخان سيارات اسعاف جاءت من خارج صندوق اللعبة المقيتة ..لم يمت الأطفال ،لكن بينوكيو مات ...

#بعلي_جمال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل