مراد زهري
(Mourad Zahri)
الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 18:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المغربي يتوهم أنه يعرف الحقيقة و هذه مصيبة عظمى ، أهل المدن أو ما يسميهم ابن خلدون رقة الحضارة هم أجهل الجاهلين بالمغرب و لكن لا يشعرون . الآن و في هذا اليوم هنالك في بادية مقصية و لا علاقة لها بالحكومة أو المدن ، هذه البادية كانت و لا زالت كما هي و لا نبالغ إذا قلنا منذ أربع أو خمس قرون . هذا لا يعرفه أهل المدن و ذباب الأكاديميات و الإعلام الجاهل . سكان هذه البادية لا يمكن أن توصف حالتهم في هذه العجالة و لكن على الأقل الإشارات و اقتباس مشاهد من هذه جهنم خير من لا شيء . الأمراض الفتاكة و خاصة مرض التيفوس يدمر أرواحا كثيرة بهذه البادية التي توجد خارج الكون ، الأوساخ و التعفنات و انعدام السكن أما المراحيض فلا وجود لهذه الكلمة في قاموس هذه البادية المنسية و من عهد ما قبل الإنفجار العظيم . لهذه البادية وصل الفقر أو التفقير أوجه جل سكانها هم جوعى و عميان و معاقين يدمرهم فصل الشتاء و الباقي يتممه فصل الصيف و الجنون فهو أسهل و أبسط ما يسكنهم .
نعم التيفوس الذي من أسبابه القمل الذي ينهش أجساد هذه الأرواح المقتولة . ٍان كل واحد منهم يتقاطر منه القمل و ثيابهم الرثة التي لا شكل و لا لون لها يبيض فيها القمل و خاصة في فصل الشتاء . أما البرغوث في فصل الصيف إنه يمتص ما بقي من اصفرار ما فيهم فلا يذوقون النوم أبدا إضافة إلى العطش و نذرة الماء و الجوع . أجل القمل هو أصل التيفوس و التيفوس هو قاتل هؤلاء الذين لا تعرف الحكومة المغربية أنهم موجودين و منذ قرون علما أنهم يقولون إن هذا زمن التواصل و العالم صار قرية كونية واحدة !
أما الكوليرا فهي نتيجة منطقية للأمراض و أميرها التيفوس ، و أسباب التيفوس هي التفقير و التجويع و النهب و الإقصاء أو القتل و الإبعاد و الإلقاء بهم في قاع جهنم . الكوليرا هي مجموعة أمراض تدمر الجوف و تضرب الدماغ و تتسبب في العمى .
إن المغرب كله الكوليرا أي دمار قاتل و حروب و تكالب على النقود و القصور و الأبراج و التبرجز و تدمير فقراء المغرب و إقصاء المقهورين . المغرب الكوليرا فيه التنينات و التماسيح و الأسد تفترس كيفما تشاء . هنالك التيفوس يقتل المنسيين هنا عبادة الأجساد و العكوف على أصنام الأجساد و ما تعرف و أكل خيرات الأرض دون عمل و لا عناء إنه التيفوس الآخر ، إنها الكوليرا .
#مراد_زهري (هاشتاغ)
Mourad_Zahri#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟