بلادي

عبدو رالب

الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 16:38
المحور: الادب والفن
    

بلادي
عبدو رالب



بلادي
شبابها غيبوه
"بالقرقوبي" و"المعجون"،
نساؤها يُستعبدن
ويُغتصبن
في ضيعات "صبليون"،
احرارها مرميون
في السراديب
والسجون،
خيرة ابنائها يطمرون
في ظلام القبور،
فقراؤها يموتون
في البراري والجحور،
ولصوصها ينعمون
في بذخ القصور،
بخيرات شعبها المغيب والمقهور...

في بلادي،
تصلب الانوار
ويجلد الانسان
‏ينتعش الجهل والحقد
في كل مكان
تتناسل المساجد
كالارانب والميكروبات
تعبد الاصنام
ويسجد للجردان
ويعاش
ويتنفس الماضي السحيق
في كل آن

بلادي،
ملئى بالمجانين الكبار
والصغار،
فيها تخرب الادمغة
وتحارب الافكار،
لكي لا يكون للبشر تفكير حر ولاعقول،
ويبقى حاضرها كماضيها
مريض مشلول،
يُعد فيها الانسان لا بالنٌَسًمة،
كالحيوان بالرؤوس،
عقارب ساعتها تجري
جريا بالمعكوس.

بلادي،
تقدس البالي
والعنيف من النصوص،
وتحكمها منذ قرون عصابة
من الكذابين و اللصوص.
حتى غدى ناسها
يحاربون النجاح والعمل
وينتصرون
للجهل والنصب والفشل

بلادي،
حكامك ضربا بالسكاكين
اثخنوك
وابناؤك
من الهم والقهر
هجروك
حكامك خربوا فيك
كل شيء جميل
واطلقوا على اولادك
زوار الليل
عاثوا فيك
كل انواع الجرائم والفساد
ومرغوا
في الوحل تضحيات الاباء
والاجداد
وحولوك
من بلاد الاحرار والنضال
الى
مطرح القبح والازبال

في بلادي
تغزو الصحراء
المدارس والمستشفيات
وتربت على مسارحها
اجناس من الطفيليات
وعلى دور الثقافة فيها
قطعان من القوارض
والحشرات
وتسرق حاشية جالوت واعوانه
الارض والمليارات
لتشتري لها القصور واليخوت والطائرات

بلادي،
جل من كانوا يُحسبون ابطالا
خانوك
وبالمصالح
والأوسمة
والمناصب ساوموك
للعبودية
وللمطلق الغبي بكل انواعه سلموك
وللوهم المقدس
والسفسطة
فريسة قدموك

بلادي
مجتمع مشروخ
ممزق
ومشتت
مسكون بالخنوع
والرخيص من الحسابات
والرعب والخوف...
والبليد من الاعتبارات
وكل اشكال النصب والغش والنفاق
والهابط والسيئ من الاخلاق

في بلادي
شعوب كثيرة
في حرب ضروس
غير مخفية
هناك
شعب البذخ والغنى الكثير
وشعب الفحم والقصدير
وشعب الزرع والاوحال
وشعب الرعي والخيام والترحال
وشعب الكادحين اليتامى..

#عبدو_رالب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل