أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!















المزيد.....

حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 07:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اعلنت امريكا انسحاب قواتها المسلحة من سوريا في التاسع عشر من ديسمبر واكد ذلك دونالد ترامب بنفسه بعد ذلك. وانتشر خبر الانسحاب مثل البرق في انحاء العالم وجاءت ردود فعل مختلفة ومتباينة ازاء هذا الموضوع. ردود فعل جميع المهتمين بالشؤون السورية والشرق الاوسط برمته من زوايا المصالح والمنافع السياسية المختلفة.
من واجب الطبقة العاملة في سوريا والمنطقة ان يكون لها وجه نظرها وردود فعلها ازاء هذا التغيير في السياسة البرجوازية العالمية في المنطقة. بالإمكانان تقسمردود الافعال السياسية الى ثلاث اتجاهات مختلفة للطبقة البرجوازية، اولها تخص السياسة الامريكية وتناقضاتها الداخلية داخل الهيئة الحاكمة والتي تقر في جميع حالاتها الفشل الذريع لسياسات امريكا في سورية والشرق الاوسط بعد ان دخلت بجيوشها واساطيلها وقواتها الجوية في اماكن عديدة بهدف الغطرسة والهيمنة السياسية والعسكرية على العالم. ان فشل امريكا في العراق وسورية وليبيا ومصر بفرض هيمنتها كانت نتيجتها عكسية على امريكا . فقدت امريكا هيمنتها وهيبتها نتيجة ملء الفراغ من قبل القوى المناوئة المحلية لأمريكا وخاصة ايران وتركيا وعالميا من قبل روسيا والصين. لم تكن اللعبة مثل لعبة الشطرنج منذ البداية كما خطط لها السياسيون الامريكيون بمساندة بريطانيا، وانما انقلبت اللعبة الى معركة سياسية في الميدان وتعبئة محلية اكثر مما هي معركة بالأسلحة التقليدية الصرفة. في العراق على الرغم من الاحتلال واسقاط النظام البعثي ولكن الساحة كانت مفتوحة ومهيأة لإيرانلكي تلعب بدورها واستطاعت ان تسيطر على المشهد العراقي وانهزامت امريكا. وفي الشؤون الليبية فقدت امريكا هيمنتها بالكامل بعد حضور قوات الجنرال حفتر الموالي لروسيا وقلب الموازين لصالح روسيا . وفي مصر ايضا رهان امريكا على الاخوان المسلمين ومن ثم ازاحتهم من السلطة اضعفت دور امريكا في مصر بعد ان ساندت روسيا النخبة في الجيش المصري سياسيا وعسكريا والتي ادت الى تقريب مصر اكثر الى روسيا والاعتماد عليها في مشكلاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية. وان دخول امريكا المباشرالى سوريا جاء بعد ان ادخلت روسيا بشكل رسمي جميع قواتها واساطيلها البحرية وقلبت جميع موازين القوى على الساحة السياسية لصالح روسيا والحكومة السورية. ان دخول امريكا لم يكن من اجل دحر داعش كما روجت لها وسائل الاعلام الغربية لان داعشاساسا خرجت من جعبة سياسات امريكا والغرب بوساطة تركية ولكن الخطر على داعش جاء بعد اعلان روسيا الحرب على داعشومثيلاتها من منظمات الارهابيين الاسلاميين من اجل الحفاظ على نظام بشارالاسد.
واليوم انتهى خطر داعش عسكريا ولم يبقلاميركاحجة حيث قامت الحكومة السورية بالسيطرة شبه الكاملة على اراضيها بوساطة الدعم الروسي، و استطاع الروس ميدانيا وسياسيا الاشراف على المصالحة السياسية وانهاء الوضع القائم بدون امريكا والغرب، والتي جعلت من وجود امريكا في سورية عديم الفائدة وبدون الحصول على اية امتيازات سياسية. وهذا اقرار بالفشل لعدم تمكن امريكا من تمرير مخططاتها بنجاح. وتركت دورها لروسيا ان تمارساللعبة السياسية الذكية خلافا لسياسة الغطرسةالامريكية. ان استقالة ماتيسوزير الدفاع الامريكي جاءت بعد اقرار الانسحاب الامريكي من سوريا بشكل مفاجيء على الرغم من وجود الخطة منذ فترة داخل الهيئة الحاكمة في امريكا. وان ردود فعل الدول الغربية ازاء هذا الانسحاب متباينة ولكنهاقلقة برحيل امريكا من المنطقة. لان سياسات الدول الغربية في الشرق الاوسط لاتزال تستمد وجودها ونفوذها من الوجود الامريكي.
اما الاتجاه الثاني فهو الموقف الروسي والصيني الذي كان يقف نقيضالمصالح امريكا والغرب في الشرق الاوسط. ان بروز روسيا (الامبريالية) كقوة سياسية وعسكرية خلال العقد الاخيرومحاولة احياء إمبراطورتيها وهيبتها السياسية والعسكرية، جعلتهافي مواجهة مباشرة مع الغرب عموما وبالشكل المباشر امريكا في الشرق الاوسط وفي اوروبا واسيا وامريكا اللاتينية وبواسطة القوة الاقتصادية الصينية العملاقة. ان روسيا والصين تكمل احداهما الاخرى من اجل انشاء الاقطاب العالمية. ان مواجهة العملاق الاقتصادي الصيني الصاعد في ظل الازمة الاقتصادية العالمية، ومواجهة الامكانية العسكرية الصاعدة لروسيا، جعلت امريكا تنزف اموالا طائلة في هذا الميدان ولكن بدون اي نتائج وهو ما ادى الىسقوط الهيبة والهيمنة السياسية والعسكرية الامريكية في العالم. وان روسيا اول من رحب بهذا القرار ولكن ينتظر ان ترى الانسحاب فعليا وحقيقيا، حتى تعلن الانتصار على امريكا. ان اول المستفيدين من انسحاب امريكا في سورية هي روسيا بالطبع والحكومة السورية والتي ستعمل على تنظيف سوريا من الموالين للغرب وامريكا في سوريا ومن ثم في المنطقة.
اما الاتجاه الثالث فهي تركيا وايران ولكن برؤيتين مختلفتين. تركيا تحاول ان تملء الفراغ الامريكي بقواتها والقوات الموالية لها من المعارضة الاسلامية السورية وبهذا تستطيع ان تلعب دورا في مستقبل سوريا وفي المنطقة. ان هذه المحاولة هي محاولة خطرة لان المصالح الروسية تأتي بالدرجة الاولى وهي المسيطرة ميدانيا وسياسيا وعسكريا، فتبقى محاولات تركية ضمن صفقات معينة مع روسيا تحديدا. اما بخصوص ايران فان رحيل امريكا يعني الفشل الذريع لامريكافي مواجهتها لايران مرة اخرى. ان ايران تحاول ايضا ان تحافظ على وجودها السياسي في الشرق الاوسط من اجل الحفاظ على كيانها السياسي في ظل التقلبات السياسية العالمية التي تسقط رؤوس السياسيين البرجوازيين الواحد تلو الاخر. ومن الجدير بالذكر عندما نتحدث عن قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل القوات الكردية اكثريتها فأنها ستفقدالمساندة الامريكية بعد رحيل القوات الامريكية فهي كانت تعلق امالها على امريكا كعادة القوميين الاكراد وبعد رحيل امريكا سوف ترجع هذه القوات الى احضان القوات الروسية والحكومة السورية وسوف تتصالح وتندرج ضمن مخططات السياسات الروسية في سوريا.
اما بخصوص الطبقة العاملة في الشرق الاوسط فان سقوط الغطرسة والهيمنة الامبريالية وانهيارها وتعمق التناقضات بين الدول الامبريالية ومصالحها من الممكن استغلالها لصالح نضالها الطبقي البروليتاري اذا تم تعميق وتوسيع الانسجام في وعيها الطبقي وتنظيم نفسها بشكل مستقل. ان رحيل امريكا عن سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس قد تجعل من الطبقة العاملة ان تتنفس من جديد لفترة من الزمن حيث تكون بعيدة بشكل مباشر عن المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية التي اثقلت كاهن حياتها ومصيرها ورؤيتها الفكرية والسياسيةفقد ابعدت التدخلات الامبريالية مسارات الحركة العمالية عن النضال الطبقي الاجتماعي بشكل واضح وصريح في مواجهة الطبقة البرجوازية والرأسمالية. ان اي فشل لأية قوة امبريالية والرأسمالية العالمية والمحلية ستكون في المحصلة لصالح الطبقة العاملة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السترات الصفراء الفرنسية والعراقية
- باريس تنهض من جديد!
- هل كان كارل ماركس على حق؟
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!
- ماذا نقصد ب-فصل صفوفنا- عن البرجوازية؟
- المصالح الحقيقية للاحزاب الشيعية
- يجب الخروج من الضعف في التنظيم!
- معرفة طابع حركتنا!
- الاحتجاجات الجماهيرية ودور المخرب للعشائر!
- الاحتجاجات في العراق ينقصها التنظيم
- الاحتجاجات في جنوب العراق وواجب عمال النفط!
- ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!
- خطر ما بعد انتخاب اردوغان!
- كلمة بمناسبة اسبوع منصور حكمت!
- لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!