أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - السترات الصفراء الفرنسية والعراقية














المزيد.....

السترات الصفراء الفرنسية والعراقية


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 03:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


استمرت تظاهرات السترات الصفراء على الرغم من وعود ماكرون بتلبية قسم من مطالب المحتجين. واستخدمت الحكومة الفرنسية مرة اخرى العنف عن طريق استخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات والاعتقالات في تظاهرات باريس للاسبوع الخامس. وتنادي الحكومة الفرنسية المتظاهرين باستمرار، الكف عن التظاهرات وارساء الهدوء في الشارع الفرنسي ومحاولة السيطرة على الغضب الجماهيري المتصاعد بالضد من سياسة البرجوازية الفرنسية وحكومتها. ان من يمعن النظر في هذه التظاهرات ومطالباتها وافاقها يرى بوضوح العمق والمحتوى السياسي لاسباب اندلاع التظاهرات والاحتجاجات في باريس والمدن الفرنسية الاخرى. ان المحتوى السياسي لهذه التظاهرات، يعبر عن عمق الهوة والشرخ الكبير بين طبقتي الاغنياء والفقراء في المجتمع الفرنسي والتي وصلت الى نقطة حاسمة فليس بامكانهما العيش سويا تحت نفس الظروف والمعطيات والمتطلبات لحركة الرأسمال وازماتها. ان عدم وجود الرؤية الواضحة والاجابة من قبل البرجوازية الفرنسية على المشكلات والمعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التييواجهها المجتمع الفرنسي، فجرت المشكلة في الشارع وانخرط المجتمع برمته عندما اعلن عن التظاهرات من قبل جماعة السترات الصفراء.
تحاول البرجوازية الفرنسية شق صفوف المتظاهرين عن طريق خداع قسم من قادة المتظاهرين والاهتمام بهم والتحدث معهم من اجل انهاء التظاهرات واخلاء الشوارع. ولكن الشرخ والهوة اكبر واعمق مما تتصوره البرجوازية الفرنسية حيث يجب عليها تلبية المطاليب وانهاء الضريبة على الوقود مع زيادة قليلة في الدخل والرواتب. الشرخ والهوة تكمن بادراك الطبقة العاملة والكادحة الفرنسية لمحتوى الجمهورية الفرنسية الحالية والتي عبر عنها بشكل واضح بان الجمهورية الفرنسية الحالية وحكومتها هي للاغنياء وطبقة الراسماليين والبرجوازيين واصحاب الاملاك ولا صلة لها بمصالح الفقراء، وليس بوسع الطبقة الفقيرة الانتظار او عمل اي شيء عدا الوقوف بوجه هذه الحكومة وممثليها السياسيين. وان المجتمع الفرنسي التاريخي مليء بهذه الصراعات الطبقية. فالشيء الذي تخافه البرجوازية الفرنسية والاوروبية من هذه التظاهرات واتساع رقعتها هي شبح الشيوعية والماركسية من جديد على عموم القارة الاوروبية، وحقا فان الخوف بمحله بسبب طبيعة المجتمع الفرنسي والنضال الطبقي فيه.
وظهرت ايضا في الاونة الاخيرة تظاهرات في مدينة البصرة العراقية مقلدة السترات الصفراء ودعما لها. وحملت هذه التظاهرات ايضا مطالباتها السياسية والاقتصادية واستمدت قوتها بانخراط الطبقة العاملة وخاصة عمال المواني والنفط وحضورها. ومن هنا الجدير ان نذكر ونقارن بين السترات الصفراء العراقية والفرنسية وافاقها.. او حتى شكلها ومضمونها. ان تظاهرات السترات الفرنسية منتظمة ومستمرة حتى الوقت الحاضر للاسبوع الخامس على الرغم من تنازل الحكومة لبعض مطالب المتظاهرين، ولكن في حالة السترات الصفراء العراقية فهي غير مستمرة وغير منتظمة والتي تشتعل يوم وتختفي في اليوم التالي وبدون قيادة ثابتة ومحكمة كما في الحالة الفرنسية. وان مطاليب الفرنسيين واضحة ودقيقة ولكن مطاليب العراقيين على الرغم من حقانيتها ولكنها غير واضحة في بعض الاحيان وتتضمن مطاليب قسم من البرجوازية المعارضة اوتدور في اجوائها.. ان استقلالية المطاليب بشكل واضح في كل تظاهرات البصرة والمدن الجنوبية غير واضحة، دلالة على نوع الرؤية والافق السياسي للمتظاهرين العراقيين على الرغم الاستياء الشديد من قبل جماهير الفقراء ضد الحكومة العراقية واحزابها الاسلامية والطائفية. ان التظاهرات الفرنسية لا تثق بوعود ماكرون وحكومته وتحاول ان تثبت ما تحققه اجتماعيا ووتحصل على دعم سياسي في اوساط المجتمع، ولكن التظاهرات في البصرة على الرغم من عدم ثقتها بوعود الحكومة ولكن لا تثبت اجتماعيا وسياسيا اي لا تحاول ان تحقق دعما اجتماعيا وتثبت دعم المجتمع لها.. دعم المجتمع بمعنى غالبية المجتمع ان يلتف حولها وعندما لم تحقق مطاليبها سوف تستمر بكسب الراي العام حولها وانخراط اكثرية المجتمع بالدخول للتظاهرة مرة اخرى او دعما لها. تمكن قادة تظاهرات السترات الصفراء الفرنسية من رفع الوعي الطبقي في نضالها و زرع الخوف والرعب في قلب البرجوازية الاوروبية برمتها ولكن يختلف هذا الوعي عند قادة السترات الصفراء العراقية وعيها الطبقي وحتى مطالباتها السياسية لا تخرج عن النطاق الضيق المحلي، على سبيل المثال مطالبات تشمل منطقة البصرة او مدينة اخرى ولا تخرج عن النطاق المحلي ولا تزرع الخوف حتى في قلب السلطات العراقية ولهذا يكون اخمادها سهلا عن طريق القمع ولا يستمر لفترة اطول..
من اجل ان تكون تظاهراتنا واحتجاجاتنا مؤثرة وان تحقق مطالباتها وان تكون مدعومة سياسيا واجتماعيا في المجتمع، عليها ان تاخذ دروسا من تجربة المتظاهرين في باريس والمدن الفرنسية الاخرى. عليهاان تقلد تظاهرات السترات الصفراء الفرنسية لا بمظهرها وبسترتها وانما بوعيها السياسي والطبقي.. عليها فصل صفوفها عن صفوف الحركات البرجوازية الاسلامية والقومية وان تعتمد على صفها الطبقي والنضالي للفقراء من العمال والكادحين عن طريق تشكيل المنظمات العمالية واللجان المحلية في اوساط المعامل والمصانع والشركات والاحياء العمالية.. ان رفع الوعي الطبقي بمعنى الخروج من نطاق الضيق المحلي وان تنظر على كل العمال كطبقة وان تنظر الى الكادحين كفئات مسحوقة تحتاج الى قيادة عمالية من اجل خلاصها من الفقر والمعاناة. ان العمال في كل مكان هم الطبقة التي تنتج الثروة في المجتمع ويكون اي انتصار في اي مكان في العالم انتصارا للطبقة باكملها وان اي طليعية في اي مكان سوف يكون قدوة لبقية الطبقة في كل مكان، ولهذا على الطبقة العاملة العراقية ان تستمد قوتها الطبقية من الطبقة العاملة الفرنسية وتطلعاتها وان تاخذ الدروس من تجربة العمال الباريسيين وبطولاتهم وافاقهم السياسية والطبقية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس تنهض من جديد!
- هل كان كارل ماركس على حق؟
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!
- ماذا نقصد ب-فصل صفوفنا- عن البرجوازية؟
- المصالح الحقيقية للاحزاب الشيعية
- يجب الخروج من الضعف في التنظيم!
- معرفة طابع حركتنا!
- الاحتجاجات الجماهيرية ودور المخرب للعشائر!
- الاحتجاجات في العراق ينقصها التنظيم
- الاحتجاجات في جنوب العراق وواجب عمال النفط!
- ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!
- خطر ما بعد انتخاب اردوغان!
- كلمة بمناسبة اسبوع منصور حكمت!
- لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟
- حول ضرورة التحزب االشيوعي والعمالي!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - السترات الصفراء الفرنسية والعراقية