أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟















المزيد.....

لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 18:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان التحزب العمالي والشيوعي هو من اهم وسائل النضال الطبقي ضد النظام الرأسمالي. يتمحور دور واهمية التحزب الشيوعي في المجتمع بجانبان رئيسيان في مسيرة النضال العمالي ضد الراسمالية. وهذان الجانبان يعكسان الصورة والمقياس الحقيقي لطابع الصراع الطبقي وحقائقه. صحيح ان في كل حزب سياسي هناك هدف الوصول الى السلطة السياسية، ولكن وجود الاحزاب السياسية ووجود مبادئها ومواقفها وتقاليدها اليومية هي التي تحدد ملامح المستقبل السياسي لهذه الاحزاب، اي المجتمع ينظر الى مواقف وتصرفات وتقاليد الاحزاب ومن هنا تختلف درجات الثقة والنفوذ لهذه الاحزاب.
ان اهمية التحزب العمالي والشيوعي تكمن اولا في وجود برنامج سياسي وطبقي واضح، يظهر فيه بشكل واضح وصريح الخط الفاصل بين طبقته العمالية وبين الطبقة البرجوازية. ان برامج الاحزاب العمالية والاشتراكية تشخص من منظور الطبقة العاملة المنتجة والمضطهدة، عن كيفية الخلاص من الظلم والمعانات والمأساة الطبقية في المجتمع وبناء المجتمع المساواتي والخالي من الطبقات وانهاء الظلم الطبقي الى الابد. وان "البيان الشيوعي" الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك انجلس في نهاية عام 1847 وبداية عام 1848، كأول وثيقة وبرنامج شيوعي يظهر بوضوح الصراع الطبقي في المجتمع ويظهر الرؤية العمالية والشيوعية بوضوح عن ما يجري في مجتمع الراسمالية وطريقة القضاء على هذا الصراع الطبقي. انه برنامج سياسي واضح وصريح عن نضال الطبقة العاملة ضد الطبقة البرجوازية. اي ان البرنامج السياسي هي الصورة الواضحة المعالم للاهداف والمستقبل السياسي في حال الوصول الى السلطة السياسية. وان كل السياسات والمواقف يجب ان تكون مراة وتعكس هذا البرنامج بشكل واضح وان لا تكون متناقضة معه، بل بالعكس يجب ان تتطابق بشكل واضح سياساته مع البرنامج. وان المجتمع هو الجهة الوحيدة التي تحسم صحة السياسات مع هذا البرنامج. ان هذا ليس كل شيء لان ربما نفس البرنامج السياسي قد يتغير محتواها مع تغيير الصراع وتغيير الاقطاب داخل الحزب وفرض الاصلاحات عليه، كما نراه في برنامج الحزب الديمقراطي الاشتراكي الالماني الذي تأسس في زمن كارل ماركس عام 1863، ونرى نفس الحزب تغير الى احد الاحزاب البرجوازية الديمقراطية اليوم، وبالطبع تغير معه محتواه السياسي عدة مرات وتغير معه ايضا رؤيتها الطبقية من الاشتراكية والعمالية الى الاصلاحية ومن ثم البرجوازية. وقلنا بأن برنامجه تغير بما يتناسب مع موقعيته الطبقية ومع موقعية اجنحته وقادته. وهذا ما يوضح البرنامج الان الافق السياسي والطبقي بشكل واضح. اذا البرنامج السياسي هو الوثيقة السياسية المهمة في الحزب العمالي والشيوعي بأمكاننا ان نرى مستقبله الطبقي. وان الحفاظ على الاستقلالية الطبقية لهذا البرنامج السياسي هي الدليل على العمل من اجل وحدة الصف الشيوعيين والعمال المناضلين في الحزب الواحد وتقوية النضال الطبقي في المجتمع.
اما الاهمية الثانية للتحزب العمالي والشيوعي تكمن في ممارسته اليومية في جميع القضايا في المجتمع. ان المجتمع وخاصة الطبقة العاملة تنظر الى الاحزاب بشكل عام من خلال تلبية مطاليبها السياسية والاقتصادية اليومية. وينظر الى بعد او قرب الاحزاب السياسية من زاوية مصالحه الطبقية.. وعلى هذا الاساس تدخل في ممارسات الانتخابات الديمقراطية من اجل الاصلاحات في حياتها اليومية. وان التحزب الشيوعي والعمالي يجب ان يتجسد فيه امال النضال الطبقي والارادة الطبقية والرؤية الطبقية والحقوق الطبقية للطبقة العاملة. ان الممارسة الحزبية والشيوعية اليومية يجب ان تعكس فيها رؤيتنا الى المساوات الكاملة بين البشر ومن ضمنها المساوات التامة بين المرأة والرجل، ويجب ان تعكس ممارستنا اليومية الحقوق المتساوية لكل فرد في المجتمع، الكل متساوي في الحقوق ويجب ان نضمن هذا الحق في صفوف الحزب وبين الرفاق وبين ابناء المجتمع عموما بدون اية تميز. وان الحريات السياسية وحرية الرأي والعقيدة يجب ان تعكس في ممارستنا اليومية وان نضمن الاراء المختلفة ان تمارس بشكلها الطبيعي وبشكل صحيح. ان الاراء المختلفة هي خاصية المجتمع الطبيعي وفي الحزب الواحد يجب ان تخدم كل هذه الاراء المختلفة والمتنوعة العمل السياسي والحزبي وان تخدم وحدة العمل السياسي والتنظيمي. ان ممارسة هذا العمل الحزبي وخاصة في زمن الهجمة البرجوازية على التحزب العمالي، له اهمية فائقة وعلى الشيوعيين ممارستها بكل دقة وبكل صراحة وبشكل واضح. ان الحقوق المتساوية في طرح الافكار والاراء داخل الحزب ومناقشتها، وطرق تنظيمها بشكل سليم دليل اخر على ثقة المجتمع في الحزب الشيوعي والعمالي. ان التعامل مع قضايا الحقوقية بين القوميات يجب طرحه بشكل صريح وواضح كأي حقوق والعمل اليومي من اجل ممارسة السياسات الانسانية البعيدة عن الافكار القومية والدينية والطائفية في صفوف الحزب، هي التي تعكس رؤية الطبقة العاملة والمجتمع و ينظر اليها كضمان لمستقبل السياسي لهذا الحزب.
في النهاية اريد ان استخلص من موضوعي بأن في التحزب الشيوعي والعمالي يستطيع المجتمع من خلاله ان ينظر الى مستقبله السياسي في حالة استلام السلطة السياسية. ان برنامجه ووثيقته السياسية هي بمثابة الدستور في حياتنا اليومية وممارستها حتى في ظل حاكمية البرجوازية. ان البرنامج هي الرؤية وهي المنهج التي يقاس بها كل اعمالنا ونظرتنا الى الانسان والحقوق والنشاط الانساني وطرق المعيشة. وان ممارسة الأعمال الحزبية اليومية وكيفية ادارة التحزب الشيوعي والعمالي بين العمال هي التي تعطي الصورة الادق والأوضح للمستقبل السياسي ايضا. اذا التحزب الشيوعي بشطريه البرنامجي والممارسة اليومية يعطيان الصورة الواضحة وبالأمكان ان تقيم المستقبل السياسي. ان عمالية الاحزاب وشيوعتها وحتى القادة والافراد بالأمكان تعريفها في هذا السياق لا غير. لا يوجد مقياس فكري وايدولوجي للشيوعية الا بالممارسة. رأينا الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والعمالية كيف وقفوا بجانب حكوماتهم في الحرب اللصوصية الامبريالية الاولى.. ورأينا كثيرا ممن حملوا الراية الحمراء وفيها المطرقة والمنجل ووقفوا في صفوف العداء للطبقة العاملة.. ولهذا، ان العمل من اجل وحدة صفوف الشيوعيين في الحزب السياسي والعمل من اجل وحدة العمل السياسي وضمان حرية الرأي بطرق حزبية واصولية، والاهم هو العمل من اجل تقوية التحزب الشيوعي اكثر واكثر والتي نستطيع من خلالها تقوية صفوف الطبقة العاملة وحركتها هي المقياس الحقيقي للشيوعية. ان داخل صفوف العمال توجد اراء واتجاهات مختلفة ولكن العمل التنظيمي يخدم كل العمال بدون تميز، وداخل الشيوعيين ايضا توجد اراء مختلفة ولكن التحزب الشيوعي يكون لصالح كل الشيوعيين بلا تميز لان التحزب هي تنظيم كل الشيوعيين. اذن تقوية التحزب الشيوعي هي مهمة كل الشيوعيين، وان بتقوية التحزب الشيوعي بأمكان الطبقة العاملة القيام بالتغيير الجذري في المجتمع وبناء عالم افضل خالي من الطبقات والاضطهاد.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ضرورة التحزب االشيوعي والعمالي!
- الازمة في القضية الفلسطينية!
- حول كارل ماركس.. في الذكرى المئوية الثانية لميلاده
- المرجعية والموقف من الانتخابات!
- لنحول يوم العمال الى يوم النضال!
- -لا- للانتخابات البرلمانية في العراق!
- من هم الارهابيين الحقيقيين؟
- الانتخابات في العراق ومصالح العمال!
- الحكومة المجالسية هي البديل عن الأنتخابات الحالية!
- داعش بين الحرب والدعم؟
- يجب ان تتوقف الحرب في سورية فورا!
- تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!
- الارادة من كوباني الى عفرين
- بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!
- لعبة القوائم الانتخابية في العراق واستعداداتنا!
- حول التظاهرات الاخيرة في ايران!
- حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!
- مهمة تسليح العمال المنظم
- العبادي ودون كيشوتية الفساد والاصلاحات!
- الارهاب والبربرية، صفات الراسمالية المعاصرة!


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟