كيف الخروج من هوّة التأخر؟

فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 15:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نحو فكر استراتيجي وبعيداً عن التفكير بالأصل
الواقع رغم مراوغات الذاتوية، له الكثير من الصلابة والتماسك والتعنت، رغماً عن شطحاتنا الأيديولوجية، وأقصد هنا الأيديولوجيا في مفهومها الضيق والمُضيّق على التفكير المُبدع وليس الأيديولوجيا في معناها الواسع الذي حدده المفكر الفرنسي بول ريكور في كتابه مقالات في الأيديولوجيا واليوتوبيا؛
الواقع العربي، مع الأسف، لا يستجيب لنا منذ نكبنا ابن حنبل من أجل خلاف في تأويل العقيدة (هي نكبة، بالرغم من نزعة ابن حنبل السلفية الأصولية المتشددة)، ومنذ تنكيلنا بالمعتزلة والقضاء عليهم معنوياً وجسدياً، وأيضاً عندما منعنا الشيخ الجليل والقاضي الكبير لمدينة قرطبة ابن رشد من الصلاة في المسجد الكبير مع الجماعة، لأنه كان يمارس التفكير بصورة مبدعة وخلاقة.
ومنذ عصر النهضة، أضفنا لمطلقاتنا الفقهية والأصولية، مطلقات حديثة (ليبرلية، قومية، ماركسية)، وتعاملنا معها بنفس الطريقة الأصولية أي كنماذج جاهزة؛
وعندما يتمرد الواقع على مطلقاتنا وايديولوجياتنا الضيقة، نغرق في ثقافة البكاء والعويل والنحيب، والبعض منا يغرق في نظريات المؤامرة البائسة، آخرين منا يخوّنون ويكفرون قبل أن يُرهبون (من الإرهاب) الآخرين، القريبين منهم والبعيدين...
الأنا، النحن، وبينهما (الآخر)
إذا لم نستطع أن نبني مفهوماً للآخر البعيد أو الغيرية الغريبة،
أي بلغة أخرى، إن لم نقتلع من ذواتنا مفهوم العدائية البدئي والبدائي للآخر البعيد،
لن ننجح مع أنفسنا، وبين أنفسنا أي لن ننجح مع الغيرية الحميمة أو الآخر القريب،
أي لن ننجح في بناء "المدينية" بلفظ المعلم الثاني الفارابي صاحب كتاب السياسات المدنية.....
عسر التطور في العالم العربي
رغم أن هذا العالم العربي (ينام) على ثروات مادية طائلة،
ربما يكون السبب في هذا الاستعصاء: أنه (ينام)!
والاستيقاظ بحاجة (للنهوض)،
والنهوض يتطلب الحركة،
وهذه الأخيرة تحصل بـ "الفكر المحّرك" الفكر المبدع والخلاق،
وهنا نصل الى بيت القصيد: لا يغير الله ما بقومٍ ما لم يغيروا ما بأنفسهم، وأفكارهم،
المُستقبل رغم كل شيئ،
لم يُكتب مُسبقاً،
يبقى مفتوحاً على ممكنات أكثر وردية من واقعنا الكئيب والنكد....

#فارس_إيغو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل