أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فارس إيغو - المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون















المزيد.....

المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن المجتمع المدني في سورية، بما يضمه من تنظيمات مختلفة، تضم لجان المجتمع المدني و التنظيمات،الحقوقيةو المنتديات الثقافية، يعاني ما تعانيه كل الحركات الاجتماعية الجديدة، في ظل أوضاع إنتقالية صعبة، وظروف و ضغوطات أمنية مستمرة . لكن من بين كل الأزمات التي مرّ ويمربها ،فإن أزمة الهوية بقيت الأشد و الأكثر سجالا" ، بقدر ما أن الهوية مفهوم عميق الجذور في ذهنية المثقفين و السياسيين السوريين ...لكن ماهي جذور هذه الأزمة ؟تمتد جذور هذه الأزمة، إلى البيانات الأولى لهذه الحركات، حيث نشهد ، تقدم المحتوى الفكري،المشروعي و الرؤيوي، في الواقع التنظيمي، الفعلي على الأرض. وفي ظل أجواء الخوف المنتشرةفي أوساط السوريين، وفي ظل المنع والاستدعاءات والاعتقالات الأمنية الظرفية ،فإن ذلك لم يسهل للعثور على هذا الشكل التنظيمي المفقود، لا بل زاد من الأمور تعقيدا وبلبلة.في خلال ألاسابيع التي دار فيها النقاش حول هذه القضية ، و التي اصطلح على تسميتها،بأزمة "المأسسة"،بدأت بمطالعة كتاب للفيلسوف الألماني هانز جورج غادامير* ولم يدور في ذهني، أن أعثر على بعض التوضيحات،مما يسلط الضوء على ما دار من نقاشات عديدة حول هذا الموضوع:في هذا الكتاب غادامير يتكلم عن بداية الفلسفة، في مدن اليونان القديمة، وهويحاول من خلال إستعراض للآراء المختلفة حول هذه البداية،تحليل مفهوم البداية وتفكيكه. يحدد غادامير ثلاثة معاني لمفهوم البداية،وهي معان قد لا ينفصل أحدها عن الآخر، إذ يجب أن تفهم على أنها ثلاثة جوانب للشيء نفسه:
1 – المعنى الأول: هو المعنى التاريخي – الزماني ويقصد به غادامير،تحديد البداية زمنيا". فبخصوص _ مثلا" _ بداية الفلسفة، هل البداية مع طاليس كما تؤرخ أغلب الكتب الفلسفية،أم مع سقراط، أم قبل طاليس ... هذا المعنى الأول للبداية، على بساطته دارت حوله نقاشات وجدالات فلسفية عديدة، لتحديد البداية الزمنية للفلسفة .
2- المعنى الانعكاسي للبداية: ويقصد غادامير بهذا المعنى، أن بداية أي شيء ،لابد أن ينعكس بصورة إوتوماتيكية على نهايةهذا الشيء. ويشرح غادامير هذا المعنى بإستفاضة، فيقول بأنه المعنىالانعكاسي لبداية الفلسفة هو الذي طغى على التأريخ للفلسفة في الغرب وهذا ما إنعكس فيما بعد على ظهور مفاهيم "موت الفلسفة" "ونهاية الفلسفة"،في القرن العشرين على يد فلاسفة الوضعية المنطقية ، وفلاسفةمابعد الحداثة (فوكو وغيره) و يقول غادامير إن مفهوم البداية-النهايةسيطر على فلسفة التاريخ أيضا":وهنا إلاشارة إلى مفهوم التطور الصاعد الخطي،الذي إنطلق من المفهوم الانعكاسي للبداية. فالبداية تحدد نقطة الانطلاق،وكذلك تحددالهدف في النهاية، وبين نقطة البداية ونقطة النهاية التي هي الهدف المعلن، هناك تطور خطي متصاعد ومستمر باتجاه هذا الهدف المعان منذ البداية .
3- وأخيرا"، المعنى الثالث للبداية، وهو الذي يوحي بالفكرة الأرجح والأكثر أصالة وتأويلا لمفهوم البداية، وهو المعنى الذي يتحدد بالبداية التي لا تعرف سلفا" أي طريق سوف تسلكه ... في هذا التأويل الثالث للبداية،يوجد ممارسة نظرية وعملية،من دون معرفةالغاية الجوهرية وهدف التدفق المليء بالاحتمالات والامكانات .ويعمق غادامير هذا التأويل للبداية، بإغناءه بمفهومي:الكمونية Potentialite، والاحتمالية أي هو على الدوام إمكانيةprobabilite.والآن،
لنرجع إلى أزمة المأسسة داخل الحركات الاجتماعية التي تؤلف المجتمع المدني في سورية، بعد هذه الاضاءة السريعةعلى مفهوم البداية، ونتساءل هل يفيدنا تأويل غادامير لمفهوم البداية ،وخاصة بالمعنى الثالث في فتح ثغرة ما في هذا الحوار الذي يظهر إنهلم يصل إلى نتائج حتى الآن .تتصارع داخل هذه الحركات الجديدة تيارات متعددة،فيما يخص قضية "المأسسة"،لكن من الممكن إجمالها ضمن تيارين كبيرين،مع العلم بوجودتباينات أقل داخل كل تيار.هذان التيارين هما:
التيار الأول: والذي يعكس المعنى الثاني،أو التأويل الثاني لمفهوم البداية،أي المعنى الانعاسي.هذا الاتجاه هو إتجاه مأسسة،بالمفهوم الحزبي ،بدون أن يكون هدا التيار مؤمن بتحويل الحركة هذه إلى حزب. إن هذا التيار مازال يفكر بالعقلية التنظيمية الحزبية القديمة،فأغلب عناصره كانوا منضوين تحت لواء أحزاب يسارية أو قومية أو ماركسية،عملت على الساحة السورية في الفترة مابين السبعينات والتسعينات،في ظروف المنع والتضييق، أو ضمن إطار الجبهة الوطنية التقدمية الملحقة بالحزب الحاكم:ومن المعروف أن هذه الأحزاب محكمة التنظيم ومحددة الأهداف . ويتحدث هذا الاتجاه في الغالب حول نقطة إنطلاق،تصاغ ضمن منطلقات نظرية،ومن ثم تحديد الهدف, الأهداف المرجوّة،ومن ثم بعد أن يكون قد حددنا المنطلق والهدف، نسطيع أن نرسم أو نحدد الآليات و الوسائل والأدوات للوصول إلى هذا الهدف المعلن منذ البداية،وهكذا ننتهي مرة واحدة ،إلى إنهاءوتحديد البرنامج، ونريح عقولنا،من هذه المشكلة لفترات طويلة..لكن ينسى الكثيرين من المؤيدين لهذه الطرح ، أن ذلك هو أحد أسباب الفشل الذي عانيناه في الماضي ومازلنا نعاني منه حتى الآن . فإلىحين تحقق هذا الهدف المحدد منذ البداية _والذي سيصبح مع الزمن بمثابة يوتوبيا،أي لامكان حسب المعنى اللغوي الاغريقي لكلمة يوتوبيا_ فإن الواقع سوف يبدل لبوساته ويغير أحواله بصورة تسبق الأهداف والبرامج الموضوعة بطريقة ملزمة وجازمة...وستكون النتيجة التراجع المستمر ونحن نتقدم في الزمن ، وبقدر تقدمنا هذا زمنيا" ، سوف يبتعد هدفا عنا ، الى أن يتحول فعلا، إلى يوتوبيا.والنتيجة،سوف نغدو كعداء أثينا في سباقه مع السلحفاة،في مثال الفيلسوف اليوناني زينون، لاهثين مدافعين عن واقع لم يعد راهنا ،بل سبقنا وتجاوزنا بمسافات كبيرة. *
التيار الثاني:وهو التيار الذي يلامس بطروحاته و أفكاره، التأويل الثالث لمفهوم البدايةعند غادامير.هذا التيار يتبنىمفهوم للمأسسة أكثرإنفتاحا وتطورا ،وخاصة من جهة مفاهيم مابعد الحداثةومفهوم العقلانية المنفتحة والتداول المستمر وإعادة ترتيب الأولويات،وتغيير الاستراتيجيات المرسومة سابقا،تبعا لتغيير الأحوال وتبدل المعادلات.مثل هذا الطرح،لو عرض داخل أحزابنا العاملة على الساحة السورية،أو أغلبها حتى لا نظلم البعض،سوف يتعرض مناصريه، إلى شتى أنواع التهم التحريفية والهرطقة الفكرية.ويتضح هذا المعنى عندما نتحدث عن البدء وليس عن البداية.فالتعبير" بدئية الوجود"يشير إلى شيء لم يتحدد بعد بهذا المعنى أو ذاك،ولم يتحدد بعدإتجاه هذه النهاية أو تلك،ولن تتحدد بعد ملاءمته لهذا التمثيل أو ذاك.وهذا يعني إنفتاحا على احتمالات عدة تبقى ممكنة في المستقبل...وربما يكون المعنى الحقيقي للبداية هو الآتي :أن يعرف المرء بداية شيء ما يعني أن يعرفه في نشأته الأولى ، يعني تلك المرحلةمن حياة الوجود الانساني التي لم تدرك فيها الخطوات التطورية العينية والواضحة بعد،فالشاب ينطلق من اللايقين ولكن في الوقت نفسه يشعر بالاثارة من الامكانيات التي تكمن في المستقبل .ويقترح هذا المقياس للبدء ،حركة تنفتح أولا،ولاتتثبت إلابتجسيد نفسها في إتجاه معين وبتجديد مطرد أبدأ*. بهذا المعنى يمكن أن نتحدث عن إعادة إحياء السياسة كفاعلية مجتمعة، وتاليا إحياء مجتمعاتنا عبر النقاشات و الحوارات الفكرية والمعرفية والمعاشته...فهناك بحث دائم عن الأهداف والسياسات والاستراتيجيات المتبعة ،لايهدأ ،بدون تحديد غاية جوهرية وهدف للتدفق المليء بالاحتمالات إن الكمونية،هي على الدوام إمكانية الواقعية الحقيقية ،في حين أن الاحتمالية مفتوحة،بمعنى أنها تتجه صوب مستقبل غير محدد .وينتهي غاداميير مناقشته، لمفهوم البداية بالقول،إن البداية ليست شيئا منعكسا بل هي شيء مباشر،و أنها مفتوحةعلى تجربة عينية ،ويمكن مقارنتها بفترة الشباب الحيوية......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• إنظركتاب ((بداية الفلسفة)) د.هانز جورج غادامير عن دار الكتاب الجديد (بيروت _لبنان)
• مثلما يفعل حاليا المدفعون عن الحداثة والعقلانية والدولة القومية،والسيادة ،ضد مفاهيم ما بعدالحداثة .فهؤلاء أنفسهم كانوا المدافعين عن التقاليد والخصوصية ضد الحداثة المغتربة و العنصريةللغرب "الرأسمالي وإلامبريالي" و العنصري والاستعماري
• ربما يكون هذا المعنى المناسب لوصف نشاط وحيوية هؤلاء الناشطيين في هذه الحركات الاجتماعية الجديدة ،فهم رغم تجاوز أغلبهم عتبةالأربعينيات أو الخمسينيات،فإنهم يشعرون بالنشاط والاندفاع الذي يشعر به الشباب وهو في مقتبل الحياة...



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فارس إيغو - المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون