أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل















المزيد.....

ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دفع تزايد ظاهرة الجماعات الجهادية السلفية والإرهاب الممارس باسم الدين، وكذلك خروج الخطاب الديني عن كل معايير الذوق والحس الإنساني السليم، بعض الشباب الى إعادة التفكير في الدين وبدايات ظهور بوادر الالحاد في المنطقة العربية وخصوصاً في أوساط الشباب. وبما أن الظاهرة تتعدى الشباب المسلم، فعلينا التفكير في أسباب أخرى غير التطرف الديني والعنف المرافق له، وتخلف المادة الدينية المعروضة في سوق الرأسمال الرمزي الديني، الى ظواهر أخرى مثل: انتشار النظرة العلمية لدى الشباب العربي، وكذلك انتشار الروح الفردية وهي مظهر إيجابي على التقدم النسبي لروح الحداثة في العالم العربي، وبالتالي الرغبة في التخلص من ثقافة الخوف وخطابات التقريع المسلطة عليهم باسم التخويف من عذابات القبر وجهنم وما تنتجه من شعور عميق بالذنب، شخصّه المحلل النفسي الفرنسي من أصل تونسي د. فتحي بن سلامة في مفهوم "المسلم الأعلى" وهو مفهوم سريري ــــــ اجتماعي يمكن أن يتخذ تجسدات مختلفة، وتتمثل في السعي الى أن يكون المرء أكثر إسلاماً مما هو عليه والتخلص من الاحساس بالعار من خلال حماس ديني مُفرط .
عندما يصبح الدين ظاهرة سلطوية، تصبح الموجة الالحادية أحد أشكال المقاومة. لكن، بالرغم مما ذكرنا، علينا الانتباه الى أن الملاحظة الدقيقة لما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي للملحدين العرب، يدفعنا الى التنويه الى العيوب التي تعتري هذه الظاهرة الجديدة بسعة انتشارها في المجال الافتراضي:
أولاً، أنهم ذهبوا الى فهم العلم بطريقة علموية، أي كما فهمتها النزعة الوضعية في القرن التاسع عشر، دون النظر الى الفتوحات العلمية الجديدة بداية من القرن المنصرم والتي أطاحت بمفهوم الحتمية للقرن التاسع عشر.
كان أوغست كونت (1798 ــــــ 1857)، مؤسس النزعة الوضعية، يتبنى النظرة الميكانيكية والحتمية لتطور التاريخ في "قانون المراحل الثلاثة" الذي يقول بتطور الإنسانية من المرحلة الأولى الدينية، الى المرحلة العقلية القائمة على التصورات، والمرحلة الوضعية والأخيرة، والتي تقوم على دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية بطريقة موضوعية. وكل مرحلة تجب المرحلة التي تسبقها، الى أن تنتصر المرحلة الوضعية ــــــ العلمية في العالم.
ثانياً، إن هؤلاء الشباب المتحمس نقلوا أوهامهم وحتمياتهم العلموية الى الواقع الاجتماعي والسياسي بحيث يبدون منغلقين على أنفسهم كنحلة جديدة تُضاف الى النحل والفرق الأخرى (1)، غير مكترثين بالتفاعل والحوار والتواصل مع الآخر الديني المشارك لهم في أفق الدولة أو الوطن الواحد، وبالتالي أظهروا نفس الضيق بالرأي الآخر، الذي يسود الوسط السياسي والثقافي العربي.
يأتي التصخيم للظاهرة من قبل الجماعات الصغير ة للملحدين التي تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك من قبل بعض المثقفين ورجال الدين الذين طردوا من قبل الازهر لجرأتهم المفرطة في نقد التراث الإسلامي والمؤسسة الدينية الرسمية، وخصوصاً الازهر. ففي مقالة للشيخ الازهري السابق د. مصطفى راشد، تحت عنوان > والتي نُشرت على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 28/7/2014 يعلن فيها عن أرقام مبالغ بها كثيراً، وينسبها لجمعيات المجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة، يقول:
>.
بالطبع، من الصعب عمل إحصاء دقيق في موضوع الإلحاد في العالم العربي والإسلامي لغياب مفهوم الحرية الدينية، فكل الأرقام المتوافرة هي أرقام تقديرية. لكن التقدير الذي اعتمد عليه الدكتور مصطفى راشد، أي 75 مليون ملحد، هو رقم مبالغ فيه. وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد سكان العالم العربي، والذي يقدر وسطياً اليوم بـ 400 مليون نسمة، وأن عدد سكان مصر المقيمين هو 100 مليون (تعداد حديث) والجزائر 40 مليون، ففل حسبة بسيطة نجد أن من بين كل خمسة مواطنين عرب يوجد ملحد واحد، وأنه في مصر يوجد عشرون مليون ملحد، والجزائر ثمانية ملايين ملحد.
أما في الجانب الإسلامي، فالأمر يختلف في تناول الظاهرة ما بين التيارات الإصلاحية والتيارات المتشددة. يتناول التيار الإصلاحي الظاهرة بموضوعية، وهو يعترف بوجود قصور شديد في الخطاب الإسلامي وانتشار الانغلاق والجمود وغياب الاجتهاد، وهم يتقدمون بأرقام تستند الى احصائيات تشير لوجود 3% من الملحدين في العالم الإسلامي، وهم يفرقون بين الإلحاد البُواح والصريح والتساؤلات الشاكة في كثير من قضايا التي تخص الايمان والعقائد والممارسات، ويعتبرون الشك موقف لا يخرج الشخص من الإسلام، ويدللون على ذلك بمواقف مماثلة في التراث الإسلامي. أما بالنسبة للأسباب فهم يتهمون التيارات التكفيرية في التسبب في دفع الشباب للإلحاد لأنها تشوّه الإسلام، وهو ما يفعله د. مصطفى راشد ـــــ الذي يمثل التيار الإصلاحي المتقدم في الإسلام ـــــ في مقالته المذكورة أعلاه، والشيخ المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي.
أما التيارات المشددة في الإسلام، فهي تبالغ وتهول في وجود مؤامرة كبرى على الإسلام، لأن الإسلام يتمدد في مناطق لم يكن موجوداً فيها، وأن هذا التمدد لا يتم فقط على حساب الهجرات والزيادة الديموغرافية بل عن طريق التحول الديني للإسلام. تتهم هذه التيارات الغرب في نشر الالحاد والتشجيع على الخلاعة والمجون، كما تتهم القوى العلمانية في الداخل الإسلامي على تشجيع هذه الظاهرة.
وفي الخلاصة، يتساءل أحد الإسلاميين على إحدى القنوات الدينية: لماذا يعود الالحاد الى الظهور بعد الثورات العربية؟ (2) والواقع، أن لا علاقة بين الظاهرتين، إن كان هناك من رابط بينهما، فإنه يجب البحث عنه في التحولات الكبرى التي حدثت في العالم نتيجة الثورة الإعلامية المعلوماتية، والتي وفرت السيولة في الوصول الى المعلومة، وسرعة تداول الأبحاث على الشبكة. إن هذه الثورة الرقمية تشكل إنجازاً تكنولوجياً فريداً، ولا يعادله أي إنجاز سابق في تاريخ البشرية منذ اختراع الكتابة.
(1) انظر اليوتيوبات التي يظهر بها د. سامي الديب، النبي الجديد لبعض الملحدين العرب، حيث يجري تسميته من قبل الاتباع الملحدين بـ << سيدنا >>.
في برنامج "الجهر بالإلحاد لمن استطاع اليه سبيلاً"، على الرابط التالي:
https://youtu.be/kDSUEK04w6M
(2) يعتبر الإسلاميون بأن عصر النهضة شهد ظهور موجة أولى من الالحاد في صفوف النخب المثقفة، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، وأن الغيورين على الإسلام قاموا بمحاصرتها والقضاء عليها. ومن أشهرهم إسماعيل أدهم (1911 ــــــ 1940) عالم الذرة الذي كتب رسالة شهيرة تحت عنوان << لماذا أنا ملحد >>



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الاوروبي وتحديات العولمة
- هل العلمانية إلحادية ؟
- المجتمع المدني في سورية بين المفهوم الإحيائي والمفهوم السياس ...
- الديمقراطية و التنمية
- المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل