عبد العزيز الخاطر
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 07:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
اصطفافنا وراء مصطلح الديمقراطية حولها الى أيقونه أو صنم يعبد وهو ما كنت أخشاه ، كنت أتمنى أن تعالج مشاكل مجتمعاتنا على أشكالها في ندواتنا ومحاضراتنا بعيداً عن مصطلح الديمقراطية . فإيجاد حلول لمشاكل البطالة والعمالة الأجنبية ودور المرأة وخلق الوظائف وغير ذلك من مشاكل يمكن طرحها ومعالجتها ليس بالضرورة بربطها بمصطلح الديمقراطية الاختزالي . اختزال مرض المجتمع العربي في غياب الديمقراطية فقط اختزال مُخل ولا يساعد على الرؤية الحقيقية لتضاريس الواقع العربي أن كثره تداول أسم الديمقراطية وقيام الاجتماعات والندوات والمنتديات التي تحمل اسم الديمقراطية كما هي مقترنة في وعينا العربي جعلنا نبحث عن الدواء في صيدلية أخرى غير صيدلية الواقع المعاش لان الديمقراطية بالصورة التي نتداولها إفراز لمجتمعات وواقع مختلف فنحن نقفز الى العنوان دون قراءه ما يحتويه الكتاب ثم أن المتكلمون في معظم هذه الندوات والمحاضرات أما أنهم من الغرب فينطلقون من تجربة مجتمعاتهم وأما أنهم عرب فهم نتاج مجتمعات غير ديمقراطية أصلاً خاصة من يصور منهم أن هناك حالة من الخصام بين الديمقراطية والواقع العربي فهو يكرس مفهوم العقيدة التي تعبد ويطلب منها أو من خلالها تدارك الأمر عن طريق تدخل الغيب .
كنت أتمنى أن لا نبحث كثيراً في هذا المفهوم أكثر مما بحثنا فنقطة الانطلاق يجب أن تكون من الواقع حيث لكل مجتمع مكوناته الخاصة ، وأن تفاعل هذه المكونات بصورة معينة وعبر حركة التاريخ يمكن أن ينتج عنها تصور لإمكانية تعايش أفراد هذا المجتمع انطلاقاً من رضاهم هنا يكمن مفهوم التداول المجتمعي الفعال .
ثم أن العملية الديمقراطية نفسها ناشره للوعي الديمقراطي أي أن الممارسـة هي الأساس أنا اعتقد أن هناك عدة نقاط يجب مراعاتها في هذا الخصوص .
أولاً :- ضرورة الاتفاق حول إمكانية تعايش المجتمع بصورة تحفظ للجميع حقوقهم .
ثانياً : - الابتعاد عن المماثلة مع الغير من المجتمعات لان مكونات مجتمعاتنا تختلف تماماً عن غيرها فلدينا العائلة والقبيلة والطائفة الخ ... فهي بالتالي مكونات الاتفاق المرجو والمطلوب .
ثالثاً :- إخراج الديمقراطية من بؤرة الوعي العربي بصورتها الحالية وإدخال مصطلح التعايش أو بمعنى آخر تبئه هذا المصطلح لإخراجه من مثاليته وما يحملها من تجربة لآخرين عجزنا عن تحقيق أدنى منتج مادي لديهم . لقد أصبحت الديمقراطية لدينا مقترنة بجو مخملي فاخر وبمحاضرين يحملونها في حقائبهم من منتدى الى آخر وبالتالي تُكًون وعي جديد لدى العامة بأن هؤلاء هم كهنة العقيدة الجديدة وهذا شرك جديد تفرزه العولمة .
رابعاً :- اعتبارها كذلك ( مثال أو عقيده ) لا يخدم الشعوب بقدر ما يخدم الأنظمة لأن عدم تحقق المثال في هذا الحياة وهو أمر طبيعي يعني معايشة الواقع بشكله وصورته الحاليين وهو ما أورثنا المصائب والمحن .
#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟