أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفيلم التسجيلي - السجين رقم 345 - والإنتهاكات المروّعة لحقوق الإنسان في معتقل غوانتنامو















المزيد.....

الفيلم التسجيلي - السجين رقم 345 - والإنتهاكات المروّعة لحقوق الإنسان في معتقل غوانتنامو


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


المصور الصحفي سامي الحاج تعرّض للتعذيب والإغتصاب والرّش برذاذ الفلفل الحرّيف
خصَّص مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزيوني في دورته الثانية ليلة تضامنية مع المصور الصحفي سامي الحاج من خلال عرض فيلم وثائقي من إنتاج الجزيرة بعنوان " السجين رقم 345 " حيث يجسّد معاناته الشديدة في سجن غوانتنامو، سيئ الصيت والسمعة. وقد تضمّن الفيلم عدداً من اللقاءات بزملائه وأقرانه العاملين في قناة الجزيرة، وقناة الـ " CNN " إضافة إلى الحوار المطوّل مع المحامي البريطاني كلايف ستافورد سميث الذي دحض كل التهم الموجهة إلى موكله سامي محي الدين الحاج الذي يقبع خلف القضبان منذ ما يزيد على أربع سنوات من دون أن يعرف السبب في حجب حريته، ومصادرة حقوقه الإنسانية، وحرمانه من رؤية أهله وذويه. وقد تضمّن الفيلم التسجيلي عشر محطات أساسية في حياة المصور الصحفي سامي الحاج، بدءاً من إنتقاله للعمل في الإمارات العربية المتحدة، وزيارة الأخيرة لسوريا للقاء شقيقه، وإنتهاءً بعمله في قناة الجزيرة، وتغطيته لوقائع الحرب في أفغانستان، وقصة إعتقاله المثيرة للجدل، وترحيله إلى قاعدة باغرام أولاً، ثم إلى معتقل غوانتنامو الذي لاقى فيه مختلف أنواع التعذيب، والإهانات الحاطة بالكرامة التي تكشف زيف الإدعاءات الأمريكية بقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
السيرة الذاتية والإبداعية
وُلِد سامي الحاج في 15 فبراير " شباط " 1969 في الخرطوم. درس في الهند، ونال شهادة البكالوريوس في الآداب عام 1993. عمل في شركة للإستيراد والتصدير في الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1996، لكنه كان مولعاً بالصحافة والتصوير الصحفي على وجه التحديد. تزوج عام 1997 من السيدة الأذربيجانية آيكول إسماعيلوف " أسماء " التي أنجبت له ولداً واحداً يدعى محمد ويبلغ من العمر الآن خمس سنوات. وقد تحقق حلمه الصحفي حينما إلتحق بقناة الجزيرة عام 2000 كمصور صحفي. وصل إلى أفغانستان في أكتوبر 2001 مع فريق عمل الجزيرة ليغطي أحداث الحرب التي كانت دائرة هناك. أعتقل في باكستان لمدة 21 يوماً، ثم نقل إلى قاعدة باغرام الجوية في يناير " كانون الثاني " 2002، ثم رُحِّل إلى معتقل غوانتنامو في 13 حزيران 2002، وما يزال قابعاً فيه حتى الآن.
القبض على سامي لأسباب ما تزال غامضة
في 18 أكتوبر 2001 وبعلم السلطات الباكستانية حصل سامي الحاج وفريق عمل الجزيرة على إذن رسمي بالدخول إلى أفغانستان حيث إستقر الطاقم في مدينة قندهار، غير حركة طالبان فرضت شروطاً ومحددات على حركة وسائل الإعلام المستقلة، وألقت القبض على طاقم الجزيرة لانهم كانوا يبثون التقارير من دون موافقة رسمية من طالبان. وخلال عمليات القصف التي شنتها القوات الأمريكية والتي أعقبتها سقوط مدينة قندهار كان طاقم الجزيرة قد تحرر وغادروا أفغانستان إلى المدينة الحدودية كويتا. وبعد مرور شهر طلبت الجزيرة من سامي ورفيقه في العمل عبد الحق صداح أن يدخلوا إلى أفغانستان من جديد، وقد مددت لهما تأشيرة الدخول في باكستان، وإستعدا إلى السفر إلى قندهار في 15 ديسمبر 2001. وعند الحدود قبض على سامي الحاج من قبل المخابرات الباكستانية، وأودعته في سجن محلي. وقد تحدث يوسف الشولي مراسل الجزيرة السابق عن ظروف هذا الإعتقال، وكان يتوقع أن زميله سامي سيعود في صبيحة اليوم الثاني، ويواصل عمله في قناة الجزيرة، بعد أن يحلوا ملابسات جواز سفره، خصوصاً وأن سامي كان قد فقد جواز سفرة السوداني عام 1999، وقد أبلغ الجهات الرسمية في السودان عن ضياع جوازه خشية من أن يقع بأيدي غير أمينة تقدم على تزويره وإستعماله بطريقة غير شرعية. لقد أحتجز سامي لمدة 21 يوم في شامان، ولم تتكشف أسرار قضيته، ولم يعرف أحد من أصدقائه أو المقربين منه دواعي هذا الإعتقال بما ذلك بعض أفراد السفارة القطرية الذين زاروه في السجن. وفي السابع من يناير " كانون الثاني " 2002 نقل سامي الحاج إلى سجن عسكري في كويتا حيث يقبع هناك عدد من السجناء العرب. وفي الليلة نفسها سُلّم سامي إلى القوات الأمريكية، حيث إقتاده رجل عسكري أمريكي بعد أن جرّده من كل ممتلكاته الشخصية، وصادر جوازه، وتذكرة سفره إلى الدوحة، وبطاقته الصحفية التابعة لقناة الجزيرة. ثم قُيدت يداه، ووضع رأسه في كيس أسود، كما وضعت الأغلال في قدميه، ثم حُشر في طائرة عسكرية. وفي الطائرة كمم فمه، وكان أحد السجانين يحدث ضجيجاً بقطع حديدية لبث الرعب في نفوس السجناء. وكان السجناء يبولون على أنفسهم لأنه ليس هناك مرافق صحية في الطائرة. ثم حطت بهم الطائرة في قاعدة باغرام الجوية بالقرب من كابول.
إمتهان الكرامة الإنسانية في باغرام
منذ الثامن من يناير 2002 وحتى الثالث والعشرين منه أعتقل سامي الحاج في مركز للحجز في القاعدة العسكرية الأمريكية باغرام. وهناك وجِهت إليه تهمة تصوير أشرطة الفيديو لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، وقد أنكر هذه التهمة بقوة. وفي لقاءٍ لمحاميه كلايف ستافورد سميث في سجن غوانتنامو روى له سامي الحاج الإنتهاكات والإهانات التي تعرض لها في المعتقل، ومن بينها العنف بمختلف أشكاله كالصفع والرفس، واللكم، ونتيجة لشدة الضربات التي تعرض لها سامي فقد تمزقت " صابونة " رجله لكثرة ما داسوا عليها وسحقوها، كما تعرض للجلد المبرّح على باطن قدميه بطريقة الفلقة. كما حشروه في قفص صغير جداً تنعدم فيه التدفئة بينما تصل فيه درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر الأمر الذي أدى إلى إصابته لاحقاً بروماتيزم في العظام والأسنان. أما فيما يتعلق بالطعام فلم يُمنح سامي إلا وجبه واحدة " باردة " في اليوم لا تزيد عن 225 غرام. وفي سجن باغرام لا وجود للرعاية الصحية وغالبا ما يصل الطبيب بعد ثلاثة أيام من إستدعائه، ولا يكتب للمريض أية وصفة طبية، ولا حتى مهدئات للألم. كما لم يسمح لسامي ولغيره من السجناء بالوضوء لأداء فروض الصلاة. وقد قال سامي عن هذه الأيام الـ " 16 " التي أمضاها في باغرام بأنها كانت " 16 " عاماً، وقد منعت رسائله من الوصول إلى قناة الجزيرة خشية من إعلانها على الملأ. ومنذ أن إنتقل سامي إلى سجن قندهار في الثالث والعشرين من يناير 2002 وخلال الأشهر الخمسة التي قضاها في ذلك السجن تعرض إلى شتى أنواع التعذيب والإهانة غير المسبوقة والخارجة عن قدرة إحتمال الكائن البشري. وخلال وجوده في هذا المعتقل إلتقى بعدد من المحتجزين الذين سينتقلون معه إلى سجن غوانتناموا لاحقاً. وفضلاً عن وسائل التعذيب التي كانت متبعة في باغرام إلا أن سامي الحاج أورد الأنواع التالية التي حدثت في سجن قندهار، ولعل أبرزها العقوبات الممنهجة. فالسجناء يعاقبون إذا تحدثوا في مجاميع تزيد عن ثلاثة أشخاص، حتى وإن كانوا يؤدون فروض الصلاة، أو يترجمون لبعضهم من الذين لا يفهمون الإنجليزية. وغالباً ما تكون العقوبة البروك على الأرض الإسمنتية الباردة وأياديهم مرفوعة فوق رؤؤسهم لمدد زمنية طويلة. كما شاهد سامي الحاج وسجين آخر معه إسمه حمزة من تونس حراس السجن وهم يدنسون القرآن الكريم إذ ألقوه أمام أعينهم في دورة المياه. وقد حدثت هذه الواقعة قبل فضيحة تدنيس القرآن الكريم في سجن غوانتناموا التي كشفتها مجلة النيوزويك الأمريكية. ومن أشكال الإذلال الديني الغربية أنهم كانوا يحلقون رؤوس السجناء المسلمين على شكل صليب. وقد سمح لجمعية الهلال الأحمر بزيارة سجن قندهار مرة واحدة، وهذه هي المرة الوحيدة التي سمح فيها لسامي الحاج بأن يستحم خلال مدة " 100 " من السجن أمضاها في قندهار من دون إستحمام.
غوانتنامو. . سجن الحق والعدالة الأمريكية!
في الثالث عشر من حزيران 2002 رُحِّل من سجن قندهار من 30 إلى 40 سجيناً، وتم نقلهم إلى سجن غوانتنامو، وكان سامي الحاج أحدهم. وكانت ظروف الرحلة الجوية من أفغانستان إلى كوبا قاسية ولا يمكن أن تطاق. فقد أجبر السجناء على إرتداء القفازات، ونظارات الأعين الكتيمة، وكممت أفواههم، وقيدت أياديهم وأرجلهم بالأصفاد، ولم يسمح لهم بالنوم. مكث سامي الحاج حتى اليوم في غوانتنامو نحو ثلاث سنوات وما رواه للمحامي من قصص كانت مروعة ومثيرة للمشاعر. وفيما يلي مقتطفات من سفر الآلام والعذابات التي تعرض لها سامي الحاج. نتيجة لشدة التعذيب فقد تعرض لمشاكل جدية في القلب، كما أصيب بروماتيزم في العظام والأسنان، ولم يتلق علاجاً للأمراض التي أصيب بها. كما أنه أجبر على الإقامة مع سجين أفغاني مصاب بالتدرن الرئوي. وقال أيضاً بأن الكلاب البوليسية قد أستعملت لترويعه لدى وصوله إلى غوانتانامو. وقد عض أحد الكلاب أصبع سجين أفغاني لأنه كان نائماً قرب القضبان الحديدية لبوابة السجن. كما تعرض للتمييز العنصري، وقد سمح له بالتمتع بوقت أقل خارج الزنزانة بسبب لون بشرته السوداء، والأبشع من ذلك فقد جرى تكبيله ورشه برذاذ الفلفل، بحسب إدعائه، قبل أن يُسمح له بلقاء عملاء الاستخبارات السودانية الذين قدموا إلى غوانتنامو لمقابلته. وقد شاهد سامي أحد حراس السجن وهو يكتب كلمات فاحشة على نسخة من القرآن الكريم، بينما شاهد حارس آخر يدوس القرآن مخلفاً آثار قدميه على صفحاته المقدسة. وإحتجاجاً على تدنيس القرآن الكريم فقد أضرب سامي عن الطعام، وحاول 20 سجيناً أن يشنقوا أنفسهم دلالة على الإحتجاج. وقد قامت إدارة السجن بوضع جميع السجناء في حالة الإنذار رقم 4، وهو أقسى مستوى يوضع فيه السجناء، وقد رفض السجناء تلّقي أي شيء بإستثناء الملابس التي تسترهم والقرآن الكريم الذي يقرؤونه ويتباركون به. وقد وضع سامي الحاج لمدة 8 أشهر تحت الإنذار رقم 4، وقد ضرب بعنف حتى أن محاميه سميث رأى أثار جرح عميق وغائر على وجه سامي لم يندمل حتى الآن. وكما أكد سامي فإنه قد تعرض للإعتداء الجنسي. أحد السجناء السوريين وإسمه يعقوب لطخت وجهه محققة بيضاء بدم حيضها، وعبد الله من المملكة العربية السعودية لفوه بالعلم الإسرائيلي في أثناء التحقيق بينما كان هناك من يطأ القرآن الكريم بقدميه أمامه وهو المسلم الذي يقدس هذا الكتاب. وقد تعرض سامي للتحقيق الأولي في غوانتناموا بعد أن حرم يومين كاملين من النوم وكان هناك عنصران من الس آي أي والأف بي آي، وكان يريدون تجريمه والحصول على معلومات عن قناة الجزيرة، وتجنيده للتجسس في سجن غونتنامو أو في حال إخلاء سبيله لكي يتجسس على العاملين في قناة الجزيرة. وجدير ذكره أن سامي قد تم إستجوابه بقسوة وفظاظة غير معهودة لـ " 130 " مرّة. فيا ترى هل يمكن لأحد أن يصدّق العبارة المخطوطة على واجهة سجن غوانتنامو والتي تقول أن هذا المبنى قد شيّد لتحقيق العدالة؟!
التُهَم الموجهة ضده
لعل أغرب التهم الموجهة إلى سامي الحاج هي كونه " أحد المقاتلين الأعداء " لأمريكا طبعاً، وهذه تهمة عائمة يمكن أن يوجهها الأمريكيون لأي شخص من أجل إبتزازه. كما وجهت إليه تهم أخرى باطلة يمكن تفنيدها جميعاً، ومن بينها أن سفره إلى الشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز كان لأهداف سرية، بينما كانت زيارته إلى كوسوفو محض عملية، وزيارته إلى سوريا كانت عائلية، وزيارته إلى أذربيجان كانت تتعلق بزوجته الأذزبيجانية. وفيما يتعلق بنقله مبالغ من الأول ولمرات متعددة إلى أذربيجان، فالحقيقة أنه نقل ولمرة واحدة أموالاً بعثها رئيسه في شركة الإستيراد والتصدير عبد الله العمران. وفي رحلة من الشارقة إلى باكو كان سامي يحمل مبلغ 220.000 $ و 100.000$ منها كانت مخصصة للمواطنين الشيشانيين المدنيين وهي من مؤسسة الحرمين الخيرية، والبقية عائدة إلى شركة فورمات للدقيق. وهذه المبالغ مدونة في مطار باكو. كما أتهمه الأمريكيون بأن يزود الشيشانيين المتمردين بالأموال غير الشرعية. وهذه التهمة لا أساس لها من الصحة فهو لم يزر الشيشان مطلقاً. كما قيل أن سامي الحاج لدية موقع إليكتروني يساعد الإرهابيين وتحديداً في الشيشان، وهذا إدعاء باطل فليس لدى سامي مثل هذا الموقع على الإطلاق. ومن بين التهم الأخرى بأنه يؤمِّن تأشيرات الدخول إلى أعضاء في تنظيم القاعدة، ويتاجر بصفقات السلاح وصواريخ " سترنجر " ويوصلها إلى المتمردين الشيشان. وربما تكون التهمة الأخطر أنه إلتقى أسامه بن لادن وحاوره لمصلحة الجزيرة. والحقيقة أن سامي الحاج لم يقابل بن لادن، بل أنه كان خلال أحداث 11 سبتمبر في دمشق في زيارة عائلية.
وسائل الإتصال بالعالم الخارجي
لم تتح لسامي، ولبقية السجناء في غوانتنامو، أن يتصلوا بأهلهم وذويهم إلا لماما. وعندما تصل رسالة ما فإن حراس السجن يتعمدون تأخيرها لأطول مدة زمنية ممكنة. وذات مرة أرسل شقيق سامي رسالة إلى أخيه في عام 2003، ولم يُسمح لسامي الحاج بقراءتها إلا في أغسطس" آب " 2005. وخلال مدة سجن سامي لم تصل إلى أهله وذويه ومحاميه سوى بضعة رسائل، وإذا تجاوزنا الرسالة الوعظية التي خصَّ بها ولده محمد، والرسالة الثانية الموجهة إلى زوجته أسماء والتي تضطرم بمشاعر الحب والشوق للقائها، فإن الرسالة الموجهة إلى المحامي كلايف ستافورد سميث هي الأهم لأنها تكشف عن حملة الإضراب التي إندلعت في السجن بسبب " اليد الثقيلة " على السجناء، وسوء المعاملة، وتدنيس القرآن الكريم، والإهانات الحاطة بالشرف والكرامة. وقد تعرض بعض المحتجزين المتشددين دينياً إلى الإغراء الجنسي، فالسجين الكويتي " سعد " تعرض في أثناء التحقيق إلى هذا الإغراء، إذ أجبروه على البقاء منفرداً مع امرأة لمدة خمس ساعات على أمل أن يسقط في الفتنة. وكان الأسلوب الوحيد الذي يتبعونه معهم هو الترغيب والترهيب، وكانوا يسعون بقوة لتحويل السجناء إلى جواسيس على بعضهم البعض، وتجنيدهم لمصلحة الأجهزة الأمنية الأمريكية. وقد وعدوا سامي الحاج غير مرة بأنهم سيخلون سبيله في حال تحوله إلى مخبر يتجسس على العاملين في قناة الجزيرة وبالذات على الإعلامي المصري أحمد منصور، إذ أن الأمريكيين يعتقدون أنه " عميل " لتنظيم القاعدة. وحينما لا يجدي الترغيب نفعاً فإن حراس السجن يلتجاؤون إلى الترهيب والذي يتضمن عقوبات لا تخطر ببال أحد ولعل من أغربها أنهم يرشون رذاذ الفلفل السائل، الحار، والحرّيف جداً على أجساد السجناء العراة بعد أن تهدهم العصي والسياط اللاذعة. كما كانوا يتعرضون لزرق أبر لا يعرفون محتوياتها، وبعضها كانت تخدّر السجناء، وبعضها الآخر كانت تصيبهم بالسقوط في نوبات من الضحك الهستيري. ولا شك في أن وسائل التعذيب متنوعة، ومثيرة، ولا إنسانية، ولا نريد أن نتوقف عند تفاصيلها الكثيرة والمؤلمة والتي بات الناس، سواء في أمريكا أو خارجها، يعرفون بعضها في الأقل. أما المحطة الأخيرة التي توقف عندها الفيلم فهي الإيضاحات القانونية التي أشار إليها المحامي سميث حيث قال " إن المعتقلين في السجون الأمريكية ليست لديهم حقوق قانونية "، والمشكلة أن " القانون الأمريكي يسمح للأطراف المتقاضية بتأجيل الإجراءات لسنوات طوال ". ويسوق سميث مثالاً لأحد موكليه الذين صدر بحقهم حكم الإعدام، لكنه ظل ينتظر قرار التنفيذ " 31 " سنة إلى أن مات بفعل الشيخوخة. ويعتقد المحامي أن سامي الحاج سيُطلق سراحه خلال الاشهر الستة القادمة، ولكنه قرار الإفراج لن يأتي عن طريق محكمة أمريكية، وإنما عن طريق ضغط منظمات حقوق الإنسان، والجهود الإعلامية التي ستبذلها قناة الجزيرة. والدلالئل تشير إلى أن كل المعتلقين الـ " 248 " الذين أفرج عنهم لم يغادروا السجن بقرار قضائي. وجدير ذكره أن جميع الأوروبيين الذين كانوا محتجزين في غوانتانامو والبالغ عددهم 20 سجينا أفرج عنهم بضغوط سياسية وإعلامية وحقوقية، بينما لم يتم إطلاق سراح سوى 4% من المعتقلين العرب والبالغ عددهم 394 سجيناً قابعاً في غوانتنامو، علماً بأ هذا المعتقل يضم " 520 " سجيناً تستعمله واشنطن للتغطية والتمويه على نحو " 12 " ألف سجين مسلم من مختلف بقاع العالم يقبعون في السجون الأمريكية المختلفة، وقد نجحت أمريكا في إرسال المئات منهم إلى دول آسيوية وأوروبية تعذب بالنيابة عنهم، وتنتهك لهم حقوق الإنسان من دون وازع أو ضمير.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راشيل كوري.. ضمير امريكي ليحيي بركات: شريط تسجيلي يوثق لسياس ...
- مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التلفزيوني يعلن عن: ولا ...
- إختتام الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزي ...
- المخرج الأردني محمود المسّاد: تجربة التمثيل مهمة بالنسبة لي، ...
- في الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة للإنتاج التلفزيوني
- مجلة المصير في عددها المزدوج الجديد: ملف خاص عن مهرجان روترد ...
- الأبعاد الرمزية وترحيل الدلالة في فيلم - أحلام - لمحمد الدرا ...
- عدد جديد من مجلة - الألوان الكونية - المتخصصة في الفن التشكي ...
- صدور العدد الثاني من مجلة سومر
- شريط - عراقيون وسينما - للمخرج خالد زهراو: محاولة لرسم معالم ...
- في فيلمه التسجيلي - السويس... الذاكرة المنسية -:المخرج أحمد ...
- الفنانة العراقية عفيفة العيبي في معرضها الجديد: هيمنة الفيكر ...
- المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي في فيلمها الروائي الثاني - نظر ...
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: أشعر بأننا لم يعد لدينا ما نر ...
- مذكرّات - وصمة عار - للباكستانية مختار ماي التي تعرضت للإغتص ...
- وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حيا ...
- ورشة عمل للصحفيين العراقيين في هولندا. . . آراء وتوصيات
- إعلان جوائز مهرجان روتردام الدولي لعام 2006
- في مجموعته الجديدة - لكل الفصول -:الشاعر ناجي رحيم يجترح ولا ...
- ضمن فاعليات الدورة - 35 - لمهرجان الفيلم العالمي في روتردام: ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفيلم التسجيلي - السجين رقم 345 - والإنتهاكات المروّعة لحقوق الإنسان في معتقل غوانتنامو