أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد العثماني - الأساس الديني للتطرف














المزيد.....

الأساس الديني للتطرف


سعيد العثماني

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 06:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


_جميع الأديان تتضمن بذور الإرهاب والعنف والكراهية. نعم جميعها كانت سماوية أو أرضية، كانت توحيدية أو تعددية. أتحدث عن دين كما تجسد في تاريخ بني آدم، وكما تغذيه النصوص أيضا.
_إن أهم فكرة في كل الأديان هي: "نحن الأفضل" وهذه الفكرة منبع احتقار باقية الطوائف، ومن الإحتقار، إلى الكراهية، إلى المضايقة، إلى العنف، إلى القتل. يقول المسلم: "الحمد لله على نعمة الإسلام" فقط لأنه مسلم. وهذا ينطبق على كل الأديان.

_صحيح يمكن أن يقتلك رجل دين، ويمكن أن يقتلك ملحد، ويمكن أن يقتلك كافر، ويمكن أن يقتلك مجنون،....، نعم هذا صحيح، ولكن الفرق شاسع جدا، فرجل الدين يقتلك ويعتبر أن قتله لك يقربه من الله، لهذا يجد في الدين منظومة من التبريرات والمسوغات التي تجعله يقتلك بكل قناعة، وبكل برودة دم. يقتلك لأنك كافر والله يغضب على الكفار ويلعنهم ويعذبهم،....، نعم يقتلك لأنك متبرجة، والله يلعن المتبرجات ويعد لهم عذابا أليما، سأقتلك لأن لباسك ضيق ويثيرني وهو مخالف لما ألزمك به الله! .....هنا الألم الحقيقي، هنا الجرح الحقيقي، لأن الدين يوفر قاعدة ومنظومة من التبريرات، يوفر السند النفسي للقتل والإضطهاد والمضايقة.
_ويصير الدين مرضا ووباء حينما يرتبط بالجماعة، حينما يصير ظاهرة اجتماعية. الجماعة المتدينة أفضل من الكافرة ومن الملحدة....، والغرب قضى على الصراعات الدينية، عندما فصل الدين عن المجتمع وربطه بالفرد. القضاء على الدين كظاهرة اجتماعية معناه لم يعد الدين يعبر عن منظومة علاقات ومعاملات بين الأفراد، بل صار شأنا فرديا محضا. وهذا هو جوهر العلمانية، التي يحاربها الكل في بلاد المسلمين، فيما يهاجر الكل نحو العيش فيها هناك في بلاد الغرب. العلمانية تعني هناك مسجد، وفي الشارع المقابل تقع كنيسة، وبينهما حانة وملهى ونادي رقص. لك أن تختار من تكون كفرد، وإذا تجاوزت الخط الفردي بحيث تحاول فرض طقس معين على جماعة بأسرها، باسم أنك الأفضل عند الله من غيرك، يتدخل القانون. وحده القانون المدني مقدس، ما دون ذلك مارس ما تريد وترغب، شريطه أن تمارسه كفرد، وليس أن تفرضه على غيرك.
_هذا هو الخطر الحقيقي على الحضارة الإسلامية، فكل تجارب العلمنة باتت بالفشل. بغض النظر عن غياب إرادة سياسية حقيقية، ولكن أيضا بكون الإسلام لم يقدم نموذجا ناجعا لدين فردي، بل ظل يقدم نفسه كدين، وكمعاملة، وكدولة، وكاقتصاد، وكعلم،....الأمر الذي يجعلنا في مأزق حقيقي، بين فكر يدعو للمساواة والحرية ويعتبر القانون المدني وحده المقدس، وبين دين يقدمنا للعالم على أننا الأفضل عند الله، وأننا الفرقة الناجية في كل ما خلق الله، ومادون ذلك من غيرنا مصيرهم النار، والعذاب، والسعير.
_لا يوجد مسلم على وجه الأرض لا يطير فرحا وهو يلقي نظرته على ملحدين وكفار وبوذيين وهندوس...، وأصحاب الملل والنحل الأخرى.....وهم يتمزقون ألما وعذابا في جهنم! فلتلقي أيها المسلم نظرتك عليهم هناك يتعذبون ويتقطعون، ولتطير فرحا، ولتتمتع بذلك المنظر الجميل من العذاب. رجالا، شيوخا، اطفالا، نساء، بناتا، يحرقون....، فكيف تستطيع أن تعامل هؤلاء في الدنيا باعتبارهم أمثالك وأشباهك في كل شيء؟ الدين يجعلها في منتهى الإستحالة، لأنه يغذي في الإنسان غريزة أنه الأفضل. ويبني الدين الأفضلية على معيار قربه من الله. ما أروعه من معيار، أنت أقرب إلى الخالق من هذا الملحد، الحشرة، البهيمة، الذي يتمتع بخيرات الرب، ولا يؤمن بالرب. يا له من بهيمة، بل البهائم أفضل، الأنعام أفضل منه، فكيف يكون مثلك أنت المسلم المؤمن الرباني. وما يستتبع هذه الغريزة المشحونة من سلوك فظيع وخطير حقا!



#سعيد_العثماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى المشاعر !!
- فوضى الحب والحرب !
- أنا وشذوذ القدر !
- من حتمية التأخر العلمي، إلى إرادة التأخر اللغوي !
- من أجل منطقٍ للنضال.
- ما بعد الحداثة أم ما بعد الحقيقة !
- مازق الانتقال من الواقعي الى الاتراضي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد العثماني - الأساس الديني للتطرف