في اليوم العالمي للغة العربية..هل انقرضت ؟ وما مصير لغات العالم في عصر الاستهلاك الامبريالي ..

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اي لغة في العالم اذا لم تحتل مساحتها الواسعة ،الكلمات ،والجمل العلمية والادبية، فقدت الكثير من حيويتها ..واعتقد ان العربية باتت تغص بالخرافات وتفاسير ليس لها اي صلة بالعلم رغم الادعاء بذلك بحيث ان اي بحث في محرك البحث الأكبر غوغول عن كلمة او جملة تجد ان الشيوخ من يحتلون الفضاء وتفاسيرهم التي تستند الى كائنات خرافية مناقضة لأبسط قواعد العلم ..اللغة العربية وعبر مئات مليارات البترودولارات الخليجية يمكن ان نسميها " لغة الخرافة "دون اي خجل. واذا قارنا هذه المساحات الصفراء الممولة من محميات الخليج التي تنتشر كالفطر بالقليل والنادر من الابداع الشعري والأدبي الشيوعي والعلمي المادي التاريخي والعلمي الصرف.فقصيدة المركب السكران لأحد اعمدة الشعر الفرنسي ، رامبو لايوجد لها ترجمة شعرية بل ترجمة حرفية ركيكة غير مترابطة ..

لست مع تقديس النحو ووضعه اولوية في اي نص ادبي ، فهذه مهمة ليست اساسية في اي ادب ..الادب صياغة وتراكيب وكلمات معجونة بالأحساس وابداع ورؤية خلاقة للواقع وعمق في تجريد علاقات االناس والاقتصاد والمجتمع واعادة تركيبها لغويا بشفافية واستشراف وصناعة التراكيب التشكيلية للجملة واثارة اقصى درجات الدهشة من سياق لغوي معين ..هنا ستبهرنا هذه اللغة وتجعلنا نقف عند قراءة سطورها..يروي عز الدين المناصرة ان قصائد وخواطر محمود درويش وغيره أيام حصار بيروت ، كانت بحاجة الى مدقق ومصحح لغوي . وهذا ما فعله الكاتب عز الدين المناصرة ، ولكن اي نص لدرويش هو تحفة ادبية خالصة حتى لو احتجنا لمصحح لغوي ما .. هذا ما اقصده، ان النص وابداعيته وعباراته ولغته التشكيلية وشفافيته وعبقريته هي الأساس.. ان التركيز ينبغي ان يصوب بؤرته على الكتابة الصادقة المبدعة العلمية الجديدة و ما يأتي بعدها من نحو وغيره هو اكسسواراو زينة تكميلية يمكن ان نوفر شروطها بسهولة بمصحح كما هو معمول بكل دور النشر او ما شابه ..ما يعوزنا الكتابة الابداعية وشروطها وليس النحو وقواعده..

#اليوم_العالمي_للغة_العربيّة اللغة العربية لاتموت اذا اخطأ الكاتب نحويا وحتى املائيا انها تموت عندما ينتشر الخواء الخزعبلاتي الاسلامي التكفيري .. عندما تحتل الامبريالية بتنميطاتها الاسلامية الاخوانجية الصهيونية المسيحية عقلنا ونرى العالك تحركه كائنات خرافية كاله وشياطين وملائكة وليس كما هو موضوعيا كما تقدمه الماركسية ..عندما نركن لمقولات دينية لاعلاقة لها بالعصر ونمتنع عن التعامل بالمادية التاريخية كاطار تحليل.. عندما لا يقاوم الانسان الاديان وتفاهاتها وانحطاطها بالعقل البشري الى اسفل سافلين ..كل لغات العالم ستموت بسبب الامبريالية ولن يبق الا كلمات بسيطة توجز الضحالة كالهمبرغر وكولا و حلال وحرام و دولار وعورة وبخش ومعك سنت بتسوى سنت و نيمار وميسي ورونالدو والريال وارامكو وغاز قطر وصيدة وتهويشه...اللغة اي لغة تموت حين يصبح ثمانين بالمئة من اقتصاد العالم وهمي ولا يبقى الا عشرين بالمئة للانتاج الفعلي ..اللغة كالانتاج لاتعيش الا بمناخ انتاجي ابداعي وليس في البورصات والبنوك والشركات متعددة الجنسيات للنهب وتسطيح العقل بالأديان وكرة القدم و تلفزيونات الالهاء..ليس صدفة ان اجمل الادب هو من قدمه كلا من الشيوعيين والملحدين من امثال غسان كنفاني و محمود درويش و نيرودا واندريه بريتون وحتى الملحد ابن سينا والملحد ابن رشد وغيره وهم اغلبية الملاحدة في التاريخ القديم والمعاصر

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل