أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - قراءة في المجموعة القصصية (قمر.. قرين لا يأمر بالفحشاء) للكاتب محمدي محمد الأمين.














المزيد.....

قراءة في المجموعة القصصية (قمر.. قرين لا يأمر بالفحشاء) للكاتب محمدي محمد الأمين.


نوميديا جرّوفي

الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


عنوان يجذب القارئ و يجعله متشوّقا لمعرفة لغز يُحاول استكشافه بين الصفحات.. من هو قمر؟ و كيف لا يأمر بالفحشاء؟ و لماذا؟ هي أسئلة غريبة تحوط في عقل القارئ أوّل ما يمسك الكتاب بين يديه.
صدقا لا يأمر بالفحشاء لأنّه تناول قضايا اجتماعية و يُحاول ترميم ثغرات آفات تُهدّد مجتمعنا، لأنّنا ببساطة نراها و نتعايش معها يوميا بطرق شتّى، لكنّ الكاتب هنا ببديهيته و ذكائه جعلها قصصا هادفة.
المبدع و الكاتب الجزائري ابن جوهرة المغرب العربي تلمسان محمدي محمد الأمين بثمرة إنتاجه الأدبي الأول، قدّم لنا مجموعة قصصية هادفة لفئة الشباب و جيل اليوم المعاصر المنهمك في البحث عن ملذات الحياة دون التفكير في عواقب ما قد ينتج عنها من أذية نفسية للفرد نفسه أو محيطه أو مجتمعه.

تناول قضية زنا المحارم في قصة (ابن الشيطان) و تطرّق لموضوع الشعوذة التي نخرت العقول الهشاشة التي تنساق وراء البحث عن خرافات لا وجود لها أصلا، و كيف بات عدد من الناس يؤمنون بصدق العرافة التي تسلبهم أموالهم دون جدوى، أو تجعلهم عبيدا لسحرة أو شياطين فلا ينجون و لا يتحرّرون لتذهب حياتهم هباء نتيجة طيشهم و كفرهم ليحصل لهم كما حدث لتلك التي حدثنا عنها الكاتب في قصته.

و في قصة (رسالة إلى أمي) قدّم للقارئ درسا ثمينا جدا عن ذلك الطفل اللقيط كما يُسميه مجتمعنا الشرقيّ.
الطفل الذي يأتي نتيجة شهوة اثنين، و نتيجة علاقة محرّمة بين اثنين لا مستقبل لهما فيدفع ثمنها طفل بريء يُرمى في الشارع في مكبّ نفايات كما حدث في القصة، أو يُترك في المستشفى، فيعيش لاجئا بين المراكز فاقدا للرأفة و الحنان و العطف و الحضن الدافئ.
النتيجة مؤلمة لأنّ مستقبل ذلك الطفل الذي أنكره أباه الذي زرعه في رحمٍ ذات شهوة، و تبرّأت منه أمّه التي باعت شرفها و شرف عائلة بأكملها نتيجة كلمة رومانسية و وعود منمّقة يُصبح في المجهول بلا مستقبل و لا يملك ماضي و لا حقّ له في الحاضر سوى أصابع تُشير إليه أينما توجّه .. لا يعرف أمّه و لا يملك اسما و لا لقبا و لا حياة لأنّه محروم منها و هو يتنفّس..
ببساطة يبقى مجهول الهوية و النّسب و يُلقّب باللّقيط أو ابن الزّنا... أليس هذا كارثي؟ و إلى أين متى تتوقّف هذه الكارثة؟

نتوغّل قليلا بعدها في قصة (رسالة من زير نساء سابق) تتحدّث عن تهوّر الرجل الذي يظنّ نفسه نحلة تلتقط العسل من الزهور دون توقّف.. لكن النتيجة وخيمة في الأخير ،لأنّ من ترك امرأته أو طلقها بسبب الزنا و تزوّج أخرى.. سيزني كما قال يسوع المسيح في وصاياه.
رجل خان زوجته و جلب عشيقته للبيت على مرأى زوجته التي تحمّلت المذلة فصارت خادمة لعشيقة زوجها في بيتها .
عاقبه الله في آخر المطاف بأن تخونه تلك العشيقة بعد أن أصبحت زوجته وأنجب منها سبعة بنات لتتشتّت عائلته بأكملها و لا خبر عن بناته اللواتي سبحن و تُهن في نهر الرذيلة.
صدق من قال: كما تدين تُدان..

ننتقل لقصة (أحرف من شمع) تناول فيها الكاتب قضية هامّة جدا، ألا و هي الانتحار.. إنه الداء الذي بات موضة في القرن العشرين في شتّى أنحاء العالم.
من تضيق به سبل الحياة يرمي نفسه من طابق عمارة أو من جرف عالي، أو يتناول سمّ، أو يخمد سكينا في قلبه، أو يُطلق رصاصة على رأسه، أو يشنق نفسه،أو يُحرق نفسه أو أو أو...
اختلفت طرق الانتحار و النتيجة واحدة إمّا الموت أو الشلل أو الإعاقة أو التشوّه أو بتر أعضاء.
إن مات يذهب للجحيم مباشرة لأنّ الربّ في كل شريعة سماوية نهانا عن قتل النفس البشرية، ناهيك عن تألّم عائلته و مُحبّيه، و إن كانت النتيجة الثانية يبقى عالة على نفسه و غيره.

في قصة ( اقتلهن جميعا لترتاح) تناول الكاتب موضوعا في الصّميم، إنّه الغدر الذي أصبح أشبه بالداء المتفشّي و المعدي في نفس الوقت بين شباب و شابّات لا يحفظون الوعد و العهد.
إنّه جيل عديم الوفاء في المشاعر و قليل الحفاظ على الطرف الآخر.. ليس الكلّ إنّما الأغلبية الكثيرة حسبما نشاهد.
الزوج يخون زوجته، الزوجة تخون زوجها.
الخطيب يخون خطيبته، الخطيبة تخون خطيبها.
الصديق يخون صديقه و يطعنه في ظهره و يتلاعب بشرفه، هو ذا الموضوع الذي سلّط عليه الكاتب الضّوء، و بعدها يأتي دور الانتقام لفعلة لا تُغفر لبشاعتها و لا يُسامح عليها.

أخيرا في قصة (عذراء) موضوع حسّاس جدّا بات لعبة متهوّرة بين الشباب الذين يتباهون برجولتهم المزيّفة.
قدّم لنا الكاتب درسا بليغا لفئة شباب هتكوا أعراض فتيات و سلبوهنّ أغلى ما يملكن بسخرية بليغة غير معيرين للأمر أهمية، لكن على الباغي تدور الدوائر فما يفعله المرء في الماضي سيتراءى له في المستقبل بنفس الأسلوب فيدفع الثمن باهظا أكثر ممّا كان مُستحقّا.

كلمة أخيرة:

أرفع القبّعة عاليا للكاتب الشابّ محمدي محمد الأمين للسرد الذي قدّمه للقارئ بقصص تحمل في ثناياها عبر قيّمة و دروس ثمينة للشباب و توعية حتى لا يرتكبون أخطاء تؤذيهم و تُؤذي من حولهم.
قمر..قرين لا يأمر بالفحشاء هي مجموعة قصصية عنوانها المحبة و التسامح.
فطوبى لصانعي السلام.



#نوميديا_جرّوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاذبٌ أنا
- علّمتني
- أضاءته فأحرقها
- منذ مائة عام
- مذلّة و إهانة
- كازانوفا تلمسان
- ومضات من الوجدان
- نقطةٌ و آخر السّطر.
- الليدي غوديفا Lady Godiva
- كيوبيد
- صُداع
- تجليات روحية
- لتبقى على قيد الحياة ستحتاج للمنطق.. ولكن لتشعر بالحياة ستحت ...
- على الرّمل
- أدركتُ السرّ
- عُزلة.
- هنا و هناك.. حبّ و حزن (1)
- هاتف على أوتار قلبي (4)
- و لمْ تَعُدْ
- في التّابوت


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - قراءة في المجموعة القصصية (قمر.. قرين لا يأمر بالفحشاء) للكاتب محمدي محمد الأمين.