أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دعوة لعتق العقل من أسر الدين 2/2














المزيد.....

دعوة لعتق العقل من أسر الدين 2/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة لعتق العقل من أسر الدين 2/2
مقالة نشرت باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
وهكذا يتحول الدين إلى سجن للعقل [ويُستثنى عقلاء الدينيين]، ويكون النص الديني بمثابة أداة تعطيل وتخريف للعقل. فحتى العقلاء من أهل الدين تراهم يعطّلون عقولهم، ولو بنسبة دون غيرهم، طالما هم سجناء الدين، يعطلونه عندما يحسون منه في حركته التأملية وتساؤلاته وبحثه عن ثمة إجابات مقنعة غير هاربة من مواجهة الحقيقة إلى مناهج التبرير، عندما يحس واحدهم من عقله اقترابا من المساحات المحرمة، عندما يكون في حالة حركة بحثية استطلاعية تطرح النص أمام الشك العقلي، ذلك الشك الباحث عن الحقيقة، فتجد هذا العاقل أو العقلي المتعبد بالنص سرعان ما يدير ظهره لعقله، أو منهجه العقلي، فيهرب من المواجهة، مودِعا عقله ثانية في زنزانة النص الديني، الذي كاد ينعتق منها بحثا عن إجابات في الفضاء المفتوح خارج سجن النص الديني، فيزجز تدينُه عقلَه ويأمره بأن تكون حركته القلقة الباحثة حصرا ضمن ما تتيحه له زنزانة التقوى المُتوهَّمة، ومخافة الله المدَّعاة، فيلجأ العقل مضطرا إلى أن يقنع نفسه بأنه مقتنع، ولو من غير اقتناع، فيبحث في التوفيقيات والتبريريات، أو ما يسميه بالتوقيفيات والتعبديات، عن وسيلة للتوفيق ما بين قلق المعرفة والشوق إلى اكتشاف الحقيقة مما يستوجب الانعتاق من سجن الدين، للتوفيق ما بين الميل الفطري إلى الاعتدال والعقلانية والمثل الإنسانية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى بين التعبد لله بالنص، دون إدراك أن هذا التعبد الموهوم بالنص لله، قد استحال في الحقيقة إلى عبادة للنص، من دون الله، فترى مثل هذا الهارب من مواجهة الحقيقة في خضم هذا التجاذب بين ذا وذا، يبدأ بمحاولة بائسة أو يائسة في الاستغراق في المنهج التبريري لفهم النص، مهما بدا النص لوعيه الباطني متعارضا مع ضرورات العقل الفلسفي أو العقل الأخلاقي، فيعيش أزمة داخلية يكابر في الاعتراف بها، لأنه يخشى مواجهتها، هذه الأزمة المتأتية من الصراع ما بين العقل الباطن الذي لا يسمح له أن يطفح من قعر اللاوعي إلى سطح الوعي، فيتحول من عقل باطن محجوب، إلى عقل ظاهر مُسفِر، مُفصِح عن رفضه لمضمون النص، ولتأويلاته التبريرية الهروبية، أي التبريرية الهاربة من مواجهة حقيقة استحالة صدوره عن الله، عبر التمسك بقداسة النص الموهومة، حتى لو أدى ذلك التمسك إلى التضحية بقداسة الله السبوح القدوس، أو إلى خدش تلك القداسة حماية لقداسة النص من أن تُخدَش أو يُنتقَص منها، بحجة أن الدين لا يُدرَك بالعقول، وأن عرض الدين على العقل وإخضاعه لحاكميته إنما ذلك مدخل من مداخل الشيطان، غير ملتفت أنه إنما بذلك قد خدش جوهر الإيمان، وانتقص منه، وعكر صفو العلاقة بالله سبحانه، وأخل بمبدأ تنزيه الله الذي يمثل ذروة توحيده، والذي أي توحيده يمثل ذروة الإيمان به، وغير مدرك أن ما صنعه لنفسه من دين، إنما كان صدّا عن سبيل الله، عندما تحول الدين إلى عامل تنفير من الله، بدل أن يكون عامل جذب إليه سبحانه، وعندما صار الدين طاغوتا يزاحم الله في ربوبيته، ووثنا يُسجَد له من دون الله، ونِدّا يُعبَد من دون الله، ومقدَّسا يُقدَّس غُلُوّا فيه فوق تقديس الله تقدست وتنزهت من النقص محامده.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لعتق العقل من أسر الدين 1/2
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 5/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 4/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 3/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 2/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 1/5
- كل الدينيين إلهيون وليس كل الإلهيين دينيين
- عقيدة التفكيك بين الإيمان والدين
- الغيب في لاهوت التنزيه 2/2
- الغيب في لاهوت التنزيه 1/2
- أحكام عقيدة التنزيه 2/2
- أحكام عقيدة التنزيه 1/2
- الأصول الفكرية والأصول العملية للاهوت التنزيه
- طريقة الجزاء إذا ما وجدت الحياة بعد الحياة
- الحياة المفترضة ما بعد الحياة والعدل والجزاء
- العقلانية والروحانية لدى الديني واللاديني والمادي 2/2
- العقلانية والروحانية لدى الديني واللاديني والمادي 1/2
- المشترك بين لاهوت التنزيه وما يغايره من الفلسفات
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 4/5


المزيد.....




- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دعوة لعتق العقل من أسر الدين 2/2