أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - عدوى السترات الصفراء في طريقها الى بغداد عاجلا ام آجلا














المزيد.....

عدوى السترات الصفراء في طريقها الى بغداد عاجلا ام آجلا


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشتدت في الايام الثلاثة الاخيرة موجة تظاهرات واضراب اصحاب السترات الصفراء في باريس ، وفرضت نفسها كقوة جماهيرية استطاعت كسر انف الحكومة الفرنسية التي كانت تقف الى جانب الاغنياء وتزيد الفقراء فقرا .
في البداية انطلقت التظاهرة من مجموعة صغيرة في مدينة بعيدة عن قلب العاصمة باريس ولكنها اشتدت و اصبحت علامة فارقة في الحياة السياسية الفرنسية ، وسرعان ما انتشرت في عدة مدن واصبحت معلما من معالم الشانزليزيه كل يوم سبت في باريس .
وكان للعنف الذي واجهتهم به الشرطة سببا لاندلاع معارك عنيفة بين الطرفين راح ضحيتها العديد من المواطنين .
ليست حركة الستر الصفراء بعيدة عن التقاليد الفرنسية العريقة في التظاهر والاحتجاج منذ الاحتجاج الشهير الذي حطم سجن الباستيل في القرن الثامن عشر ، ومنذ كومونة باريس ، واحتجاج الطلبة في ستينات القرن الماضي الذي اطاح بديغول اشهر رئيس فرنسي في الجمهورية الفرنسية .
لا اظن ان حركة الستر الصفراء ستخمد دون تحقيق نتائج ملموسة لتحسين شروط اقتصاد الطبقات الفقيرة وجموع الفلاحين والعمال والموظفين والكادحين الذين يعيشون على حافة الفقر في مجتمع راسمالي لا يرحم ، يزداد فيه نهب قوت الغالبية من قبل حفنة من اصحاب الملايين الذين يستولون على ثروات المجتمع دون رقيب او حسيب .
المثير للفزع في اوربا ان حمى الاحتجاج انتقلت الى بلجيكا وهولندا وربما ستمتد الى اماكن اخرى ، فما دام النهب واللاعدالة سمات المجتمعات الراسمالية ، لن تخمد جذوة الاحتجاج والنضال من اجل مستقبل افضل للبشرية .
كما انتقلت الظاهرة الاحتجاجية الجديدة الى بعض البلدان العربية ، فاول احتجاج مشابه لها ظهر في تونس تحت اسم الستر الحمراء ، وتطالب الاحتجاجات بمستوى معاشي افضل ، كذلك في الاردن ظهرت حركة احتجاج الشماغات الحمر ، او الكوفيات الحمر ، وبدات التجمعات تطالب بتحسين ظروف الحياة الاقتصادية المتردية والبطالة المنتشرة بين الشباب .
وقبل احتجاجات باريس والستر الصفراء اندلعت عدة احتجاجات في العراق وعلى الاخص في بغداد والبصرة ، ورغم استمرار الاحتجاجات في جميع انحاء العراق ، الا انها غالبا ما كانت سلمية ، عدا احداث البصرة الاخيرة ، وبعض التجاوزات التي حدثت في المنطقة الخضراء ومجلس النواب السابق ، وهي اضرار ليست بذي بال ، ولكن الامر الاكثر
بروزا على الساحة السياسية هو الاحتجاج الذي يتلفع بالسواد والذي يمتد وينتشر في ارجاء العراق في شهر محرم الحرام ، الاحتجاج المؤلم والقاسي الذي يستوحي ثورة الحسين ، ويستلهم التضحيات من الشهادة والصمود الذي مثلـه احتجاج وثورة الامام الحسين على الظلم والسلطة الغاشمة .
واستطيع تسميتها احتجاج اصحاب الثياب السود ، فعلامة المحتجين اللون الاسود الذي يميز ما يرتدون من ثياب وهم يقطعون الطرقات سيرا على الاقدام في مسيرة ميلودرامية متوجهة الى كربلاء حيث مرقـد الامام الحسين .
وفي اية لحظة ينكشف الغطاء عن تحالف رجل الدين مع السلطة ، سيعرف المواطنون اصحاب الثياب السود ، ان بوصلتهم بحاجة الى تعديل ، فلا معنى لتوجههم الى كربلاء ، وليس مسيرهم هذا يخدم فكرة ثورة الحسين ، وما الاستمرار على هذا المنوال الا اضاعة لفرص العمل الثوري وتبديد الجهود بعدم التوجه الى رأس الافعى والظلم القابع في قصور الحاكم وقلاعه الباغية .
البوصلة التي نجح الحاكم الظالم ورجل الدين الدجال بتغييرها وحرفها عن الهدف الذي قامت من اجله ثورة الحسين توجب ضرورة الاتجاه الى قصور الطاغية ودك قلاعه واقتلاع حصونه والقضاء على جلاوزته وحراس قصوره بالضبط مثلما اراد الحسين التوجه الى مقر السلطة الغاشمة تاركا مدينته ومكته من اجل الخروج لاصلاح ما فسد من امر الامة . وهو عين ما فعله كاوه الحداد في ثورته التي تكللت بالنجاح في نوروز .
ان حركة الستر الصفراء ستنير الطريق الى اصحاب الثياب السود وسيسيـرون عاجلا ام اجلا في الطريق الصحيح من أجل القضاء على الفساد والمحاصصة ونهب ثروة البلاد والعباد ، وان غدا لناظره قريب .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُبل الخلاص من الفساد في العراق
- جاسمية : تفرهَد البنك يا ابو جاسم
- جاسمية : اكلها طريمش يا ابو جاسم
- جاسمية تصرخ أين حقي يا ابو جاسم
- جاسمية تودع الرئاسة بحضور ابو جاسم
- جاسمية ترشح للوزارة على عناد ابو جاسم
- في الطريق الى روما ... الشراب الايطالي وشربت الحاج زبالة
- مسار القسوة والعنف في فاجعة كربلاء
- جاسمية وحكومة ابو جاسم
- جاسمية تشارك في مظاهرات البصرة بدون ابو جاسم
- الاقتراحات العرجاء لن تنفع البصرة
- البصرة وكركوك من حال الى حال
- جاسمية تفضح ربع ابو جاسم
- العقوبات على ايران وتقديم اوراق اعتماد رئيس الوزراء العراقي
- العقوبات الامريكية على ايران والعراق
- جاسمية تغضب على ربع ابو جاسم
- حكومة العبادي تؤدي رقصة الموت
- جاسمية تهدد ربع ابو جاسم
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء .. الاستقالة اهون الشرين
- من هو رئيس الوزراء الحازم والقوي ومتى يلتف حبل الجماهير حول ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - عدوى السترات الصفراء في طريقها الى بغداد عاجلا ام آجلا