جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 18:54
المحور:
الادب والفن
عالمي أصبح رقمي
عبارة عن شاشات.. ونوافذ مضيئة
هنا في هذه النوافذ الضوئية
عالم مليء بالأشياء والأحداث
مليءٌ بالأصدقاء
يعيشون على الجانب الآخر
من هذا العالم.
هنا...أشعر أني غير مرئي
لكن الفرق كبير.. بين الحقيقة والوهم
عالمُ هو الأكثر حرية
ألوانه زاهية
مشاهدة مثيرة
صورهُ فارغة لا حياة فيها
هنا.. أتقاسم الكلمات والتعليقات
مع الكثيرين من الناس
مستعدون للإسماع والاستماع
حيثُ...تُرسل المشاعر والإعجابات
وتنشر الصور...والتغريدات
هنا.. في هذا العالم الافتراضي
خلقنا أشكال جديدة للتعبير
هنا.. نتحدث من خلال الأصابع
حينما تداعب لوحة المفاتيح الصماء
هنا.. في عالم الشفاه الصامتة،
الكلمات تُنطق باللمسِ.. لا بالهمسِ
حيث الانتقائية في التعبير
والكذب والتشويه.
إنها وسيلتي الوحيدة
لأرسال الرسائل
حينما يفيض الشو ق بي
واشتاق لسماع صوتكِ
أو لأرى صورتكِ.
في عالمي هذا..
أصبح الماوس شريكي ...ولوحة المفاتح صديقتي
والمعبرين عن أفكاري ومشاعري
ولكن... هناك من يحاول
القرصنة على أسرارنا وقراءة قصصنا.
وحينما أعجز عن لمسك أو رؤيتك
لا يعني أنك لست خلف تلك النوافذ
تداعبين لوحة الحروف
ترسلين إشارات ونكزات
ولكن...كل ما أستطيع أن أراه الآن
هي بصماتكِ غير المرئية
على تلك الصفحات
لأني لا أجرؤ على تجاوز
قواعد تلك اللعبة.
فهناك...في هذا العالم الكثير ين مثلنا...
عالقون في الرسائل غير المرغوب فيها
محاصرين في دفء العواصف الرقمية
في شبكات مترامية الأطراف
نسعى لاستحضار الإضاءات الأزلية
نعيش في يوتوبيا ذهانية
هي ملجئنا الخيالي الأخير
للاستيلاء على فضاء النفوس
لكني ...لا أستطيع التوقف..
عن أن لا أراك أو ألمسك
في واقعٍ حقيقيٍ ملموس
فعالم النفوس الافتراضية هذا..
لا يشبع ولهي
لذا لجأتُ الى عالمنا البشري
لاكتشاف أحلامي المؤجلة معكِ
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟