أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح ابراهيم - الديك الفصيح من البيضة يصيح - رئيسنا العتيد .















المزيد.....

الديك الفصيح من البيضة يصيح - رئيسنا العتيد .


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6067 - 2018 / 11 / 28 - 19:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في العراق تدور صراعات سياسية مريرة بين الكتل والاحزاب ، كل يدعي النضال لاجل خدمة الشعب ومحاربة الفساد و والحرص على المال العام وامن المواطن ، ولديه المشاريع التي تنقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة ، كما يحرصون على تقديم الخطط والمقترحات لتطوير البلد ورفاهية الشعب و و و ...الخ
لكن الحقيقة ان تلك الاحزاب العراقية الاسم، تولد من رحم الدول الإقليمية المجاورة والشقيقة التي تؤسسها و تمولها لتكون يدها في العراق . وترضع من ثدي العمالة والذل وتشرب حليب الخنوع منذ ولادتها . ولا تملك من الوطنية غير الاسم ، و لا تستمد مبادئها من الدين الذي ترفع شعاراته ، بل تعمل بما يضاده ويخالف مبادئه . فمن رحم تلك الاحزاب يولد اللصوص و القتلة والفاسدون والانتهازيون ، ومن مدارس تلك الكتل السياسية يتخرج تجار المناقصات الحكومية و وزراء الاحزاب الذين يبيعون ويشترون مناصب الوزارات بملايين الدولارات قبل استلامها وكأنها مُلك موروث من ابائهم او عقارات مكتوبة بسجل عقارات الدولة باسمائهم لا ينافسهم فيها احد ، ولايحق للاخرين الاقتراب منها. فكل حزب او كتلة له حصته من الوزارات الحلوبة و ذات النفوذ الذي يرضي اسيادهم القابعين خلف الحدود . فهذا حصته وزارة الدفاع ولن يتخلى عنها ، وذاك حصته الداخلية ولن يتنازل عن مرشحه العتيد لانه عميل امين للدولة الفلانية ، والحزب الاخر يريد وزارة الهجرة والمهجرين اوالمالية . ولابد ان تجتمع بيد الوزير او (بيد الدولة المؤسسة) لتلك الاحزاب كل القوى الامنية الرسمية والميلشياوية مع كل اسلحتها لتكون هي المسيطرة على الدولة من الداخل بسلاح تلك الميليشيات والعملاء اصحاب العمامات والسبح او اصحاب اللحى والمحابس الملونة احجارها او الافندية اصحاب البدلات الانيقة والاربطة الملونة راضعي حليب العمالة .
اما ديكنا الفصيح الذي تم اختياره رئيسا للوزراء وهو نائم في بيته لكونه مستقلا ، بعد ان تنقل من الحزب الشيوعي الى الاخوان المسلمين الى قيادة المجلس الاسلامي الاعلى العميل لايران ، ثم اعلن الاستقلال الظاهر لحكمة و فعل ينتظره يوما ما . تم اختياره رئيسا للوزراء لاجتماع بعض المواصفات فيه ، وبعد التكليف الرسمي نفش ريشه في بداية الامر ، واعلن انه لن يخضع لسلطان الاحزاب والكتل لتشكيل الحكومة، وان لم يوافقوا على شروطه في حرية اختيار الوزراء المستقلين لحكومته فلن يقبل بمنصب رئيس الوزراء الذي منح له من تلك الكتل والاحزاب التي كان ينتمي لها سابقا، وانه يحمل استقالته بجيبه دائما يقدمها ان تعارضت مبادئه مع توجهات الكتل والاحزاب السياسة .
حاول هذا الديك الكبير الذي كان يحصل في منصبه السابق بالحكومة على مبلغ نثرية مقداره مليون دولار شهريا يصرفه بلا حساب ولا رقابة ، ان يثبت انه مستقل ويريد ان ترشح الكتل الحزبية له لكل وزارة وزراء مستقلين تكنوقراط ، لا ينتمون الى احزاب سياسية ، لكنه يقبل ان ترشح له الكتل خمسة وزراء ، و له حرية الاختيار من يراه مناسبا للاستيزار وقيادة الوزراة، ويرفض ترشيح وزير وحيد او الاصرار على مرشح بعينه بغير بديل منافس اخر له ، او من كان وزيرا سابقا . ولابد من تطبيق مقولة المرجعية المجرب سابقا لا يجرب لاحقا . اي من كان وزيرا سابقا لا يعين الان وزيرا في حكومته العتيدة .
استبشر الشعب خيرا ، وقلنا يا الله اول الغيث قطرٌ و خيرٌ، و رئيسنا قوي حكيم مستقل يستخدم قوة منصبه و صلاحياته وسيدير الحكومة بحكمة وقوة ، فخير من نختار هو القوي الامين .
ومرت اسابيع لاختيار الوزراء الجدد و تشكيل الحكومة وخلال ثلاثين يوما . لكن الولادة لم تحدث الا بعد مخاضات عسيرة و جاءت بعد حمل سبعة اشهر و ليس تسعة مكتملة ، فتمخض الجبل فولد فارا . كانت ولادة الحكومة ناقصة . فقبل البرلمان منها اربعة عشر وزيرا وليس اثنا وعشرون فحلا، بعض من قبل وزيرا له سجل حافل في الاجرام والقتل والارهاب واللصوصية في دوائر النزاهة والجنايات والمحاكم . والبعض الاخر من كان وزيرا سابقا ، و ديكنا الفصيح كان اول من خالف الدستور الذي ينص على ان يكون الوزير المرشح للاستيزار يحمل تزكية وشهادة نظافة اليد والقلب واللسان والجيب من دوائر وهيئات النزاهة والجنايات و المسائلة والعدالة وسجله ابيضا ناصعا . لكن رئيسنا القوي الامين مستعجلا رغم مرور اسابيع ثلاث على اختياره لتشكيل الحكومة ولم يكن لديه وقت او اهتمام بتقديق سجلات الوزراء المرشحين ، فجاء للبرلمان وليس معه اي شهادة ولاي وزير وافق عليه تثبت نظافة يديه من الارهاب او المال الحرام والفساد المالي والاداري . ولم يبال باعتراضات بعض النواب على هذه المخالفة . و تمت الصفقة مع رئيس مجلس الاحزاب و الكتل وليس (الشعب) بتمرير تعيين الرئيس المكلف رئيسا اصيلا مع اربعة عشر وزيرا غير مختومين بختم النزاهة كلهم ، ومبروك عليكم المنصب وهلهولة للشعب النايم .
ومرت الايام و الاسابيع والديك الفصيح لازال يصارع الديكة القوية والاحزاب والكتل المتنفذة والتي بالحقيقة هي الحكومة العميقة التي تدير البلد من تحت الستار والتي اصرت ان تستوزر من تريد من مرشحيها او مرشحها الوحيد بلا منافس ومن غير تنازل عنه، او ان تحصل على الوزارة التي تدر عليها اموالا اكثر و نفوذا اقوى . وطبعا هذه القوة والنفوذ مرجعه ومصدره التعليمات التي تصل الى تلك الكتل من الدولة الشقيقة المجاورة ، لتعزيز نفوذها هي لتكون هي اللاعب الوحيد ، و الوزراء العملاء و كتلهم هم الدمى التي تحركها خيوط ولاية الفقيه من وراء الحدود ومن قبل السفير المقيم .
ومرت الايام ، والبرلمان يؤجل باستمرار جلسة تقديم النواقص من الوزرات الشاغرة لعدم استطاعة الرئيس العتيد من اكمال العدد، والديك الفصيح لم يتمكن من اقناع تلك الكتل العتيدة ومراكز القوى الجبارة لتقديم مرشيحها من لصوص المال العام و ممولي تلك الكتل والاحزاب بأموال المناقصات و استثمارات خزائن الوزراة ورؤساء واعضاء اللجان الاقتصادية لتلك الاحزاب الاسلامية المتدينة للعظم لاستلام المنصب الوزاري . فبقى الرئيس يدور بدوامة لا نهاية لها .
ولازال ديكنا الفصيح يدور في حلبة الصراع والوقت يمر و قد ارتكب مخالفة دستورية جديدة وهي عبوره مدة الثلاثين يوما الممنوحة له لتقديم كابينته الوزارية الكاملة . لكن يبدو ان الديك الفصيح اصبح عليلا مريضا ضعيفا لا يقوى ان يقف بوجه تلك الاحزاب والكتل ليقول لهم انا المسؤول التنفيذي الاول في البلد ، ولابد بحكم منصبي ان اكون انا من يرشح ويختار الوزراء بالمواصفات التي اريدها ليمكن التعامل معه لتمشية امور الوزارة والبلد ، ولا انتظر من تقدموه لي من العملاء واللصوص الذي تختارونهم بعناية ليمثلوكم في السرقة والفساد . والا فهذه استقالتي .
لكن ديكنا الكسيح تبين انه غير فصيح لانه لم يخرج منقاره من البيضة و يصيح انا رئيس الوزراء ياناس ، وانا من يختار وزراءه . ولأنه لا يريد ان يفقد منصبه الذي طالما حلم بالجلوس فوق عرشه .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة النفسية وتأثيرها على صحة الانسان
- قيادة البارزاني والموساد الاسرائيلي
- الاعلام العربي و قضية خاشقجي
- ضمير القتلة و تحقيق العدالة
- مؤشرات تورط السعودية بمقتل جمال خاشقجي
- الرسول ونكاح النساء
- آية وتعليق - سورة التوبة 29
- اسباب ارتفاع ضغط الدم
- آيات تجعلنا نشك ان القرآن كلام الله
- من تناقضات القرآن
- هل تتطابق نسخ القرآن عند كل المسلمين ؟
- اعترافات مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية حول غزو الع ...
- العراق و بلاوي الاحزاب الدينية
- هل المعزي (الفارقليط) في الانجيل هو محمد ؟
- اية وتعليق
- نواب السياسة للبيع في سوق النخاسة
- نظرية التطور و تزييف الادلة
- اين هم مزوروا الانتخابات البرلمانية ؟
- لعنة الملك فيصل الثاني على حكام العراق
- سيكولوجية صدام حسين الدموية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح ابراهيم - الديك الفصيح من البيضة يصيح - رئيسنا العتيد .