أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تحرير العراق وأحجار الدومينو المرتعبة














المزيد.....

تحرير العراق وأحجار الدومينو المرتعبة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسمون التاسع من أبريل (نيسان) "يوم سقوط بغداد"، لا يثيرون إلا الإشفاق على موقفهم المزري، ربما أيضاً يدفعون إلى الشماتة من الرعب الذي يتملكهم من الاحتمالات الواعدة بتساقطهم المتتالي كما تتساقط أحجار الدومينو، فالتخلف والاستبداد في شرقنا منظومة متكاملة متساندة، منظومة هشة لكنها عنكبوتية ومتغلغلة في جميع مناحي حياتنا السياسية والاجتماعية، فشياطين القهر والتخلف لها أنياب ومخالب الوحوش، ترهب به المسالمين والسذج، لكن داخل صدورها قلوب فئران، تجزع من أي بارقة نور تعمي عيونها الكليلة.

إنهم لا يتحسرون على العراق وشعبه، فرفيقهم الطاغية ظل يدهس العراق وشعبه لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ولم تتحرك فيهم نخوة ولا إنسانية، وعندما اجتاح الكويت كانوا بين مؤيد وشامت، بنذالة عروبية منقطعة النظير.

حتى من أبدوا معارضة ومقاومة للالتهام الكويت، أغلبهم جرهم إلى ذلك العالم المتحضر جراً، هم أجبن من أن ينتخوا لمأساة شعب، فهم لا يعبدون إلا أنفسهم ومصالحهم الدنيئة.

ولن أنسى كمصري وكإنسان حين كانت جثامين المصريين الكادحين بالعراق تصل مطار القاهرة تباعاً، وقد تم اغتيالها رمياً بالرصاص، في ذلك التوقيت ذهب رئيس الوزراء المصري إلى بغداد سجينة القهر، ليعلن من هناك يوم عطلة للمصالح والهيئات المصرية، احتفالاً بوحدة وقعها مع طاغية الشرق، هل هناك امتهان للشعوب أكثر من هذا؟!!

لا نعيب على حكامنا من رفاق صدام وأشباهه، فهم يتحسرون على أنفسهم، ويتحسبون لسوء مصيرهم، لكن الدهشة الممزوجة بالاحتقار هي من نصيب جحافل الإعلاميين والمطبلين والمزمرين للطغيان والتخلف والجهالة، فلقد استمرءوا خديعة الشعوب الذين يأكلون من كدحها، لم يدركوا بعد أن نهار الحرية الذي بزغ في العراق قد فضح مرة وإلى الأبد زيف شعاراتهم ونذالة أخلاقهم.

يوم تحرير بغداد
التاسع من أبريل ليس مجرد يوم تحرير بغداد، بل هو "فجر الشرق العظيم"، هو الفجر الذي ننتظر أن يعم بنوره كل رجاء الشرق الغارق في سبات الجهالة والقهر اللا إنساني، هو يوم الطوفان الذي سيكتسح أمامه كل نفايات القرون، وسيدفع الطغاة وحوارييهم إلى الموقع الملائم لهم، مزبلة التاريخ.

تتصور أنظمة الشرق بجلاديها وذباحيها أنها قادرة على صد تقدم مسيرة الحرية إلى تلك المنطقة التي يعتبرونها إرثاً أبدياً لهم، وميراثاً لهم ولأبنائهم ينهبون منه كما يشاءون دون رقيب أو حسيب.

يتصورون بأن بن لادن والزرقاوي وزبانية بشار ولحود والبشير، ونصر الله ومشعل وعاكف والغنوشي والترابي، وسائر قائمة القوميين والمتأسلمين، المسلحين بالخناجر والأحزمة الناسفة وبقنوات فضائية تستخدم منتجات العلم للتحريض على الجهالة، قادرون على هزيمة شعوبهم إلى الأبد، وخديعتهم إلى أجل غير مسمى، ويحسبون أن شعاراتهم الزائفة عن السيادة الوطنية والهوية المهددة، ستلهي الشعوب عن رفع الظلم الذي يثقل كاهلها، ويتصورون أنهم بالخداع ومهارة التزييف قادرون على تعبئة الجماهير ضد القوى العالمية التي تسعى لإنقاذهم وانتشالهم من الهاوية الحضارية التي سقطوا فيها من قرون طال حصرها.

قالوا: قد تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وتستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.

الجماهير يا سادة تتظاهر الآن بتصديقكم، تتظاهر بالتصفيق لهتافيكم وأزنابكم.

تتظاهر بتصديق أن قوى الحضارة والحرية هم أعداء لهم، وبأنكم أنتم الحريصون عليهم والمدافعون عنهم.

لكن سيأتي يوم نظنه قريب، ستثبت فيه الجماهير لكم بأنها ليست على ما تتصورون من سذاجة وغفلة، ستثبت لكم أنها تبقيكم فوق أكتافها إلى أن تتمكن من دهسكم تحت الأقدام.

ستثبت لكم شعوب العالم، التي دحرت النازية والفاشية، وتخلصت من ربقة الكهنة وحملة المباخر، أنها قادرة على هزيمتكم، وقادرة على إنقاذ شعوب الشرق، لتلحق بقافلة الحضارة.

تحية لبغداد في يوم عيدها

وتحية للشعب العراقي البطل الذي بدأ مسيرة التعافي من أمراضه وإن كان بصعوبة بالغة، لطول عهده بالقهر والتخلف الذي فرضته عليه شياطين العروبة البعثية.

تحية لقوات التحالف الغربي وعلى رأسها القوات الأمريكية، التي بذلت دماء أبنائها ومليارات الدولارات، لتخلص الشعب العراقي والإنسانية جمعاء، من أسوأ النظم في تاريخ البشرية.

تحية لكل إنسان حق يقف بجانب الشعب العراقي في محنته المؤقتة، حتى يسترد عافيته، ويقتلع من بين ظهرانيه ما غرسه عبر عقود زبانية الفاشية العروبية، ودعاة الكراهية والأحقاد الطائفية، ليعود أحفاد السومريين والكلدانيين والأشوريين والبابليين، ليشاركوا في صناعة الحضارة التي بدأها أجدادهم العظام بحق، عظمة البناء والتحضر، وليس عظمة الزيف والجهالة والنهب والسلب التي روج لها شياطين الجهل والقهر.

في مسيرة الحرية كلنا عراقيون.

في موكب الحضارة المتقدم بحذر نحو الشرق كلنا عراقيون.

في فرحتنا بعيد تحرر بغداد كلنا عراقيون.

وإلى باقي أحجار الدومينو: العاقبة عنكم في المسرات.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ائتلاف حماس كاديما وبئس المصير
- أما الشعوب فلا بواكي لها
- الليبراليون الجدد ومقولاتهم المستغربة
- العِلمانية تلك النافذة المغلقة
- ثقافة الذئاب من العراق إلى السعودية
- حسنة لسيدك مشعل أفندي
- خيار المقاومة (القتل) وثقافة اليأس
- وكأن على رؤوسهم الطير
- الرقص على أنغام إرهابية
- الدين والتدين وتبادل المقولات
- أزمة الحداثة في الشرق
- المصريون وسيكولوجية الرعية
- حالة تخلف مستعصية - مشكلة أسلمة القبطيات
- الليبرالية ومسيرة الحضارة
- مصر شجرة لن تموت
- قليل من الإخلاص يا سادة فمصرنا في خطر
- الفوضى الخلاقة مجرد احتمال
- كتابة عبر النوعية: حوار لم يتم
- حنانيك يا د. فيصل القاسم
- يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي


المزيد.....




- -أكسيوس-: الولايات المتحدة قد توقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل ...
- طهران تؤكد على تطوير علاقاتها مع روسيا في مختلف المجالات
- الخارجية المصرية: لا يمكن أن تستمر الانتهاكات الإسرائيلية دو ...
- المغرب.. ارتفاع جديد في حصيلة ضحايا التسمم الغذائي بمراكش
- رويترز: مدير الـ -سي آي إيه- يزور إسرائيل الأربعاء
- كيم جونغ أون يهنئ الرئيس بوتين بمناسبة تنصيبه رئيسا لروسيا ل ...
- الخارجية الأمريكية توافق على بيع معدات تحديث صواريخ للإمارات ...
- بعد تعليقها لساعات.. استئناف حركة الملاحة في مضيق البوسفور
- قوات كييف تستهدف مستودعا للنفط في لوغانسك بصواريخ -ATACMS- ا ...
- مصدر مصري: تم إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد وجاهزية مصر للتعا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تحرير العراق وأحجار الدومينو المرتعبة