أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جوتيار تمر - الوعي الاختياري لشعوب دول الجنوب














المزيد.....

الوعي الاختياري لشعوب دول الجنوب


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 19:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم يعد خافياً على احد بأن الشعوب التي لاتمتلك انظمة حكم ديمقراطية تعيش في حالة من الفوضى على جميع المستويات الداخلية والخارجية، فضلاً عن كونها تعيش حالة من ضياع الامن والاستقرار بدرجة ان فوبيا الازمات تلاحقها في كل لحظة تمر من تاريخها، ولاتقتصر الازمات على صعيد محدد انما تُطال جميعها خاصة حين يتعلق الامر بحاجيات الشعب، وذلك ما يفرض بقوة قضية الاختيار الشعبي لقادته ولمن يتحمل مسؤولياته امامهم.
ان تلك الفرضيات التي دائما نتناقلها عبر الكتابات ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تعد في الكثير من الاحيان رسائل مبطنة الى الشعب كي يدرك بأن الوقت قد حان لفهم العملية الديمقراطية وفق معايير مغايرة ، مفاهيم تستند على العمل لا على الاقول، على المنطق لا على الشعارات، فعلى الرغم من ايماننا باننا نعيش في واقع نحتاج فيه الى قاعدة متلاحمة وسلطة منظمة، نجدنا في الوقت نفسه نحاول تجاوز الكثير من الامور التي هي في مضمونها تشكل معالم السلطة وملامحها،
وبنظرة سريعة الى الانظمة السلطوية في الشرق الاوسط وغالبية دول الجنوب التي تتميز بتعدد مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية وعلى هذا الاساس سميت بدول الجنوب وفق خط وهمي يفصل الدول المتقدمة عن الدول الفقيرة منذ السبعينيات من القرن الماضي ، نجد هذه الدول تعيش حالة من الفوضى السلطوية بجميع تصنيفاتها سواء العلمانية منها او الثيوقراطية " الدينية " ، فليس هناك اية ضوابط تتحكم بها هذه الدول وهي منغمسة تماما في العدمية السلطوية ولايمكن اعتبار الدكتاتورية والقمع وحتى الاحتلال " الاستعمار " هي فقط الاسباب التي جعلت هذه الدول تعيش في تلك الدوامة الفوضوية، لان الشعوب ايضا تساهم وبشكل كبير ومباشر في ترسيخ تلك الانظمة وفق مسارات قد تكون مخططة لها من قبل تلك السلطوية احياناً، ومسارات اخرى تتعلق بوعي الشعوب بمفهوم السلطوية ضمن دائرة النعرات القبلية والانتماءات المذهبية والدينية .
ولو قارنا بين تلك الانظمة وبين غيرها في دول الشمال سنجد فارقاً واضحاً في البنية الاساسية التي تعتمدها الشعوب لمفهوم السلطوية، بحيث يكون الوعي في الاختيار هو الاساس في الشمال، والانتماء القبلي العشائري او حتى الجغرافي هو الاساس في الجنوب وبين الوعيين يكمن القيمة الفعلية للسلطوية نفسها، فحين تكون مختاراً لانك او حزبك يملك مشروعا قوميا يحافظ به على قوة الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وقتها سيكون ذلك الوعي الاختياري كالرقيب على جميع افعالك واعمالك وعلى ما تقدمه للدولة وما تنتجه للشعب، وسيكون لديك اعتبارات قد يراها البعض قمعية لكنها تخدم في الاساس المصلحة العامة للدولة والتي هي فوق جميع الاعتبارات الاخرى فالامن القومي مثلا لايمكن المساومة عليه في هذه الدول، وقد تمارس الدولة احيانا قمع فيئة او جماعة او حزب او شخصيات من اجل تثبيت دعائم الامن القومي، وهذا ما قد يراه الاخرون لاسيما في دول الجنوب بانه ايضا قمع ودكتاتورية ولكنهم يتجاهلون تلك القاعدة الاساسية التي تبنى الدول المتقدمة عليها فيما يتعلق بالامن القومي لديها، فهذا الامن لايمس السيادة السلطوية فقط انما يمس الدولة باكملها وهذا ما يعني بالتالي ان حماية الشعب " الدولة " هي القيمة الفعلية للانطمة لديها، في حين تتجاوز دول الجنوب تلك القيمة الفعلية لانظمتها، التي الاساس الفعلي لديها هي قوام السلطوية وقدسية الاشخاص والاحزاب السلطوية بعيداً عن المعايير التي يمكن تتماسك بها الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، ومن ذلك يظهر ماهية الاختيار لدى شعوب الجنوب بحيث اللاوعي الاختياري يتسبب في خلق جدران وهمية يتم من خلالها تقديس الاشخاص " السلطوية " وتمجيدهم بشكل يتنافى كلياً مع ما تقدمه السلطوية للشعوب ، فالشمالي يختار السلطة وفق معايير ما تقدمه السلطة للشعب لاسيما في اهم حقول الحياة لديهم ولدى جميع المجتمعات ،المؤسسات التعليمية والمؤسسات الصحية باعتبارهما اهم عنصرين لبناء الفرد والشعوب والاوطان، والتي تعتبر اكبر فارق بين كل من دول الشمال و دول الجنوب حيث شعوب الاخيرة تختار وفق مسار لا يخدم الا فيئة صغيرة من فيئات المجتمع، ناهيك عن تجاهلها لاهم مقومات الحياة لدى الشعوب لاسيما على الصعيدين التعليمي والصحي.
ان تلك الفوارق ليست عرضية او هامشية يمكن تجاوزها من اجل سيادة السلطوية، وليست منعدمة القيمة للشعوب، بالعكس تماما فهي التي ترسخ مبدأ الديمقراطية الشعبية قبل السلطوية ومن خلالها يتم غرس المفاهيم الاخرى التي تعطي الدولة قيمتها الفعلية سيادياً وشعبياً، فالفرد في دول الشمال يعيش مقتنعاً بالسلطوية لديه لانه في الاصل صحياً مُهيأ وذهنياً ونفسياً مؤهل، وهذا ما تفتقر اليه دول الجنوب حيث الاولوية لديه تقديس السلطوية الدكتاتورية" القومية " او الدينية، حتى ان خروجها احياناً على السلطوية ليس الا لترسيخ قيمة انتمائية حزبية او عشائرية او مذهبية دينية اخرى تأخذ مكان الاولى، مما يعني الخروج من دائرة دكتاتورية قديمة الى خلق وصنع دائرة دكتاتورية جديدة وفق معطيات مستحدثة ظاهرياً، لتحقيق اهداف ومصالح فيئة على حساب الفيئات الاخرى داخل المجتمع الجنوبي.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراء في الدولة الايوبية اصدار جديد للكاتب الكوردستاني جوتيا ...
- حين يكون الدستور لادستورياً
- لماذا الكورد وليس الاكراد
- يريدونها شراكة ولكن حسب قواعدهم
- ليس لدينا دول
- قراءة في نص - مواسم على كف غيمة - للشاعرة الفلسطينية عبير هل ...
- التظاهرات في العراق بين التنظيم والفوضى
- ما يسمى ب-دولة-
- القضية الكوردية بين الصراع الاقليمي والمصالح الدولية
- لماذا الان...؟ انفلاتات
- اين الوعي الانتخابي في انتخاباتنا
- العلاقة بين المرشح والمواطن
- نحتاج عقول تتجدد
- التداعيات المابعدية
- هل نحن مواطنون
- عفرين / قصيدة
- وطن / قصيدة
- دائرة الحراك الشعري بين التضاد و الاستعارات والاحالات في ديو ...
- ايهما اخبث السياسة ام الانسان..؟
- تأجيج الحلم


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جوتيار تمر - الوعي الاختياري لشعوب دول الجنوب