أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - مرحلة التقاعد بداية حياة جديدة














المزيد.....

مرحلة التقاعد بداية حياة جديدة


سميح مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6058 - 2018 / 11 / 19 - 23:15
المحور: الادب والفن
    




بسطت الحرية سلطانها عليّ، مع بدء مرحلة التقاعد، وتولّد لدي إحساس بأنني مطلق السراح من القيود الوظيفية، التي أحاطت بي طوال سنوات طويلة، إحاطة السوار بالمعصم... ولا أخفي أن كلماتي تتصل بارتباط وثيق بدلالات مقولة معروفة لجان بول سارتر مؤداها "أصبح الإنسان في زماننا عبداً للوظيفة والألقاب المهنية" ما يَعني أن الموظف مهما علا شأنه تضِقْ تطلعاته في حدود آفاق محدودة، يُكرر أفعاله فيها بما تُمليه عليه واجباته الوظيفية.
وما يَعني أيضاً بأن مرحلة التقاعد هي مرحلة الحرية في حياة الإنسان، يمكنه من خلالها إدراك ما يجول حوله من تجليات اجتماعية وسياسية وفكرية وأدبية متعددة، ويمكن لصاحب القلم أن يعبر عن رؤاه ومضامينه التقييمية حولها، وما يراه من حلول مناسبة يطلقها دون زيف ورياء... تساعد على معالجة إشكاليات مجتمعه السائدة.
أحلت على التقاعد قبل عشر سنوات عندما وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً، لكنني لم أخلد للراحة وانتظار الأجل المحتوم، بل قمت باختيار منحى مغاير ومختلف عن نمط حياة غيري من المتقاعدين، عندما صار الوقت ملك يدي، عاد شوقي إلى الكتابة، واستطعت بعد زمن قصير أن أبدأ بنشر نصوصٍ لي ضبطها تحت مظلةعلم الاقتصاد(اختصاصي) والأدب، ومع الأيام توغل الأدب عمقاً في أعمالي، وتمكنت من تأليف نصوصٍ أدبية أدخلت في نفسي الراحة والسعادة، حققتها بحرية بعيداً عن القيود الوظيفية وكل أشكال الضبط وممارسات الرقابة والتسلط، محققاً بذلك طموحات ذاتية، لم أتمكن من تحقيقها من قبل.
وهكذا دخلت مرحلة جديدة من العمر، هبت معها دفقات متتابعة من التغيير، أبعدت عني كل الحواجز والقيود الوظيفية التي كانت تحاصرني وتضيق عليّ الخناق، وتبعدني عن ممارسة الكتابة في مجالات أدبية تهمني، تتشابك مع مضامين نصية شعرية ونثرية مليئة بالأحلام والرؤى والخيالات الجميلة.
حققت انجازات كثيرة خلال السنوات العشر الماضية، نشرتها في كتاب بعنوان " حصاد السنين: مذكرات ما بعد التقاعد" ليس من أجل التوثيق، رغم أهمية ذلك، بل بهدف تعريف القارئ بأن الإحالة على التقاعد ليست نهاية الحياة، بل بداية مرحلة جديدة مليئة بالإنجازات والأعمال المفيدة، تؤكد على أنّ قدرة الإنسان على الإبداع والإنجاز لا علاقة لها بالعُمر، تتعدى السنين وتقع خارج منصة الزمن المعيش، تتوالى في أعمال جديدة متواصلة حتى آخر لحظة في الحياة، حين تخفت الفوانيس، وتسدل الستائر على أبواب العمر.
وأملي أن تصل رسالتي إلى القراء من المتقاعدين وغيرهم، وأن يقوموا بما قمت به من استغلال نافع للوقت في فترة مهمة من مراحل العمر، وأن يعبروا عن آرائهم بصوت عالٍ دون خشية من سوء فهم أو أحكام مسبقة، المهم أن يوسعوا دائرة مشاركتهم في مناشط الحياة المختلفة بما يحلو لهم، ويثبتوا للذين حولهم بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، يمارسون حياتهم الطبيعية على أفضل وجه.



#سميح_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوسيه ميغيل بويرتا وعلم الجمال عند العرب
- رواية العشق المر
- المناضل نجاتي صدقي بعيون إسبانية
- محمود صبح قنطرة وصل بين الإسبان والعر ب
- الصعود إلى أعلى
- ترجمة وديع البستاني لرباعيات الخيام
- أمين معلوف يتأفف من كلمة الجذور
- إميل البستاني عاشق حيفا
- كتاب نحن من صنعنا تشافيز- تاريخٌ شعبيٌ للثورة الفنزويلية
- وداعاً للتشيخوفي عدي مدانات
- حيفا الكلمة التي صارت مدينة
- مي صيقلي : مؤرخة من حيفا
- لابد من تطوان وإن طال السفر
- أيام في المغرب
- أيامٌ في الناصرة
- رواية - دنيا - للروائي عودة بشارات
- بلغاريا بين الأمس واليوم
- كتاب اعترافات قاتل اقتصادي
- أيامٌ في براغ : مدينة الجواهري
- شباك غرفة نومي


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: الصلات الثقافية عريقة جدا بين ايران وتركمنست ...
- من بوريس جونسون إلى كيت موس .. أهلا بالتنوع الأدبي!
- مديرة -برليناله- تريد جذب جمهور أصغر سنا لمهرجان السينما
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...
- جائزة نوبل في الأدب تذهب إلى الروائية هان كانغ
- فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب
- رائد قصيدة النثر ومجلة -شعر-.. وفاة الشاعر اللبناني شوقي أبي ...
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - مرحلة التقاعد بداية حياة جديدة