الحضارة القبطية ... الحضارة المنسية

مارك مكرم حربى
(Mark Makram Harbey)

الحوار المتمدن-العدد: 6058 - 2018 / 11 / 19 - 21:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

إن الحضارة القبطية حضارة عظيمة نشأت في مصر ولها الكثير و الكثير من الأثار الدالة عليها كما أنها تموج بالأحداث التي أثّرت على وجه و مستقبل الدولة المصرية ومازالت تؤثر عليها حتى الأن ليس هذا فقط بل أمتد تأثير الحضارة القبطية الى العديد من الدول والتي أثرت بها الحضارة القبطية تأثيرا كبيرا وعميقا ، لكن مع الأسف لا تلقى هذه الحضارة الأهتمام الواجب من الدولة المصرية تلك الدولة التي نشأت بها هذه الحضارة العريقة .. ،


المثير للتعجب و السخرية في بعض الأحيان أنه في الوقت الذي تهتم فيه دول العالم بالحضارة القبطية وتنشأ لها أقساما خاصة بها في جامعاتها وتعمل على دراستها و البحث و التعمق فيها نجد أن الدولة المصرية تتجاهل هذه الحضارة أشد التجاهل الى درجة أنها لا تدرس في المناهج الدراسية لطلاب المدارس بل وترفض الجامعات المصرية إنشاء أقساما لها إسوة بالحضارات الأخرى كالفرعونية والأسلامية بل وصل الأمر بأحد المسئولين في مصر بأن قال في أحد البرامج :( دي حضارة مسيحيين ملناش دعوة بيها ) هذه الجملة تظهر بوضوح نظرة كثير من المسئولين المصريين الى الحضارة القبطية حيث لا يعتبروها جزء من تاريخهم و حضارتهم ومن هنا تثار عدة تساؤلات منها على سبيل المثال :

1- هل تعتبر الدولة المصرية ممثلة في حكومتها الحضارة القبطية جزء من الحضارة المصرية و التاريخ المصري؟

2- ماذا سيحدث في حالة تعرض أحد الأثار القبطية للخطر ؟ وهل ستسرع الدولة لأنقاذه ؟

3- هل تعتبر الدولة الحضارة القبطية حضارة خاصة بالشعب المصري كله أم أنها تراها خاصة بالأقباط وحدهم دون بقية الشعب المصري ؟


أترك هذه الأسئلة وأنا أرجوا أن تكون إجاباتها مخالفة لما أعلم من ان الدولة المصرية تتعامل مع جزء لا يتجزا من الحضارة المصرية ألا وهي الحضارة القبطية بنوع من التجاهل يصل في كثير من الأحيان الى حد العنصرية والتمييز .

#مارك_مكرم_حربى (هاشتاغ)       Mark_Makram_Harbey#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل